أربكت التعديلات الدستورية التي طرحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الطبقة السياسية المعارضة في روسيا والتي أقر عدد من رموزها انهم لا يفهمون ما يجري بالضبط.
وكتب المعارض الرئيسي للكرملين أليكسي نافالني على مدونته: «لا أحد يفهم ما يجري. لا شيء واضحا البتة»، مضيفا أنّ «الحياة ستوضح إستراتيجياتنا في المدى المنظور». والشيء الوحيد الذي بدا نافالني مقتنعا به هو أنّ «بوتين يريد أن يكون حاكما للبلاد لبقية حياته».
وقدّم بوتين الاثنين حزمة تعديلات دستورية إلى البرلمان ليسرع بذلك وتيرة إصلاح مفاجىء أعلنه الأسبوع الماضي ما يزيد التكهنات حيال مستقبله السياسي بعد انتهاء ولايته.
ويحدد مشروع القانون المرتبط بالإصلاحات الذي نشر على موقع مجلس النواب (الدوما)، بالتفاصيل سلسلة اجراءات يعزز أحدها دور البرلمان في تسمية رئيس الوزراء فيما يحد آخر ولاية الرئيس بفترتين، بدلا من فترتين متتاليتين. وبين الاجراءات أيضا قيام الرئيس بانشاء مجلس دولة يكلف بحسب مشروع القانون، «تحديد أبرز توجهات السياسة الداخلية والخارجية في الإتحاد الروسي»، ما فتح المجال أمام تكهنات حول أنّ هذا قد يتحوّل ليكون قلب النظام بعد 2024.
وقال المحلل غليب بافلوفسكي، في تصريح لوكالة فرانس برس: «بوتين يريد أن يكون كل شيء تحت سيطرته وبشكل سريع» مضيفا «يريد حل كل هذه الأمور في 2020 لأنه إما يقوم بترسيخ النظام الحاكم واما سيكون عليه الرحيل».
ويقول النائب السابق المعارض غينادي غودكوف: «ربما هي المرة الأولى التي لا أفهم فيها المنطق الشخصي لبوتين». ويضيف: «ببساطة، لا أفهم لماذا كان على عجلة من أمره».
من جهته قال معارض آخر هو ايليا ياشين ان المعارضة تنوي تنظيم تظاهرة في 29 فبراير ضد اقتراحات الرئيس. وكتب على فيسبوك «قد تكون أكبر تظاهرة في السنوات الماضية».
وسبق أن شهدت موسكو خلال صيف 2019 أكبر حركة احتجاج روسية منذ تلك التي واكبت عودة بوتين الى الكرملين عام 2012.