|  آخر تحديث يوليو 13, 2018 , 22:50 م

“طاقة من صنعك”!!


“طاقة من صنعك”!!



لماذا أصبحت هناك أسئلة جديدة عن موضوعات قتلت بحثًا وهمًا منذُ أزمنةٍ بعيدة…!!!

أتّذّكر حينما كنت صغيرة كنت أنظر لأمي وألاحظ كيف كانت تعيش يومها ببساطة وهدوء وسعادة وسلاسة..أتذكر معني السعادة الحقيقي بين وداعة عينيها وعذوبة صوتها في الحديث ولم يكن لديها ما لدينا الآن من وسائل الترفيه والإنفتاحية..كانت لا تسأل نفسها هل أنا سعيدة أم لا ليس لأنها فعلا سعيدة بمقاييسنا اليوم ولكن كانت تعيش سعيدة فقط بقرارٍ منها ولو سألتها اليوم بعد مرور عشرات السنوات سوف تُجزم بالأمر أكثر من أي وقت آخر مضي حتي بعد تكاتل الهموم والآلام التي هي نفسها لا تراها آلاما!!

 

لا شكْ أن وسائل التواصل الأجتماعي وعمقها المظلم قد أبحرت في عقولنا وعششت داخل أفكارنا بل وأصبحنا نستمد منها قوانا الداخليّة كي نكمل مهمة أو ننجح في مجال أو تنجدنا من نفق الإكتئاب والهروب من الحقيقة وما أكثر قضايا التكنولوجيا من السعادة والأحلام والطموحات والأمال البعيدة والقريبة وما أشدها جذبًا تلك الأسئلة التي لا تكفيها إجابةً واحدة وتُهيج بحر الأسئلة والتفكر في اللاشئ أحياناً!!

 

مَا هِيَ الَّسعادة!!!

 

سؤال أصبح ترويجه تجاريّ أكثر منه إنسانيّ…كل من يري عمقاً تائهاً في نفسه يدور حول دائرة مغلقة ويسترسل في كلمات عن السعادة وعن كيف أن تصبح إنساناً سعيدًا!!

السعادة والتعاسة هما كلمتان من الزيف مصنوعة وممزوجة ليس لها وجود من الأساس…من منّا سعيد أو تعيس..الأمر نسبيّ تماما..المريض والفقير يوجد منهما السعيد والتعيس..الغني والفتي العتي يوجد منهما السعيد والتعيس..إنها حالة نسبيّة تخلقها عقولنا كي ندور داخلها بلا مصدر أو شعاع أمل للخلاص!!

والخلاص الوحيد هي نفسك والهروب إليها حتي لو لم تكن تكفيك لإعادتك إلي الدرب…تحمّل عذاب نواقصها وأعطِها ما تستحق لا تأخذ منها وتعطي لمن لا يستحق ليس لأنه سيئّ لا بل لأن نفسك التي أعطاها لك رب العالمين أمانة هي من تستحق أولاً والأقربون أولي بالمعروف!!

بادر إليها وإختل بها قدم لها القرابين والهدايا والود والوصل…إستمر في ملاحقتك لإستقلالها بسند وثبات..إروي الظمأ بالقراءة وإختيار الصحبة والعمل وكفانا عنها معاقبة وجلد وعتاب…في وقت لاحق ليس ببعيد سوف تكون لك هي المصدر والوتد سوف تكون هي الطاقة والشمس لن تحتاج بعدها أن تختبئ وسط الزحام أو تضحك وتبكي بمبالغة لمجرد أنك أصبحت وحدك …لن تبحث عن البديل وقصة حب خيالية تكون بها الضحية أو المحظوظ بهذا الحب أو ذاك الشخص…لن تعيش تحت مظلة أحد أو شئ..وكل نفس وكلمة وفعل وإنجاز يكون من صنعك…

 

طاقة من صنعك!!

 

لن يكتمل نجاحًا أو فكرة متّزنة إلا إذا كانت الطاقة التي تمدك من صنعك من أعمق نقطة في داخل فكرك وعقلك إجتهدت عليها إلي أن أصبحت مصدرا حيويا قويًا لا يقهر ولن يخذلك يومًا!!

 

الحياة قصيرة إفعل بها ما شئت ولكن علينا دوما أن نتذّكر أنها ليست في طيّ النسيان، فكل فعل ورد فعل مكتوب وقبل أن نراه مكتوبًا سوف نري صداه في الحياةِ الدّنيا علي الشخوص والأشياء وعلي سلامنا وأرواحنا وألوان وجوهنا فدعونا نسعي علي أنْ تكون الألوان مبهجة.!!!

 

 

بقلم: سمر الديب – ( مصر )


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com