شدّد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، على أن البحث العلمي يعد خياراً استراتيجياً لتجاوز مختلف الصعوبات التي تعترض خطط التنمية، مشيراً إلى أن التنمية التي لا تتأسس على مقوّمات علمية تدعمها وتطورها تظل تنمية هشة مفتقدة لأسس متينة، وأن الاعتماد على معطيات ونتائج البحث العلمي وتلافي الارتجال والعشوائية في اتخاذ القرارات، ينعكس بالإيجاب على تطور المجتمع وتنميته بشكل مستدام ومستقر، الأمر الذي يبرز أهمية الاستثمار في مجالات البحث العلمي والتطوير والابتكار كأداة استراتيجية من شأنها المساهمة في تحقيق التنمية الشاملة.
وأضاف السيسي، أمس، خلال افتتاح المؤتمر القومى للبحث العلمي والذي ينظم تحت شعار «إطلاق طاقات المصريين»، أن الهدف ليس مجرد تحسين ترتيب الجامعات المصرية، بل هو مؤشر لجودة التعليم والمعرفة في مصر، لافتاً إلى أن الدولة ستبذل أقصى ما في وسعها للنهوض بالبحث العلمي والابتكار، وأن على المجتمع العلمي بقدراته ومبادراته تولي هذه المسؤولية عبر تحويل جهود الحكومة من خلال كفاءات وقدرات العلماء إلى إنجازات كبيرة.
وأكد السيسي أهمية الاستفادة من البحث العلمي في مختلف المجالات، مردفاً: «بالعلم يمكن التغلب على الكثير من المشاكل مثل القضاء على تلوث المياه في البحيرات». وأوضح أن مصر بحاجة لمجتمع العلماء المفكر المثقف وإلى عقولهم وأبحاثهم، ولن تستطيع أن تأخذ مكانتها إلا بالعلم.
وجدد السيسي ثقته فى الباحثين والعلماء وفى قدرات المصريين، مشدداً على أهمية تنظيم الجهد وتوفير آليات مستقرة تساعد العقول النيرة والكفاءات التي تزخر بها مصر وتيسر حصولهم على فرصتهم لتستفيد منهم مصر والعالم، ولتحقيق التقدم لمصر.
وأبان السيسي أن مصر تواجه تحديات عديدة في المرحلة الراهنة، فرضتها ظروف دولية وإقليمية وداخلية، ما بين الإرهاب وعدم الاستقرار السياسي الذي أعقب العام 2011، والأوضاع الاقتصادية التي كانت في أمّس الحاجة للتدخل العاجل، موضحاً أن مصر استندت في مواجهة هذه التحديات على منهج شامل ومتكامل ركائزه تثبيت أركان الدولة، وتقوية وترسيخ مؤسساتها، واستعادة الاستقرار.
وقال السيسي إنه تم وضع استراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب، تتضمن أبعاداً ثقافية واجتماعية بجانب العسكرية والأمنية، وإطلاق العملية سيناء 2018 التي حققت نجاحات كبيرة بثّت الاطمئنان في أن مصر تمضي على الطريق الصحيح نحو محاصرة الإرهاب والقضاء عليه، مشيراً إلى أن ثالث عناصر المنهج الذي اتبعته مصر للتعامل مع التحديات هو النهوض بأوضاع الاقتصاد، وأن مصر لم تلجأ لمسكنات ضررها أكبر من نفعها، ولا ترويج الوهم والآمال الكاذبة، بل مصارحة الشعب بالحقائق.
وأردف: «ويأتي في القلب من معركة الإصلاح والتحديث الشامل التي نخوضها، هذا النشاط الذي نراه في مجال البحث العلمي ودعم الابتكار والمبتكرين، وتمكين الشباب، وربط البحث العلمي بخطط الدولة للتنمية، ودعم المشروعات القومية الكبرى، وبدء جني ثمار تطبيق مخرجات البحث العلمي في مجالات الطاقة والمياه والزراعة والغذاء والصحة والدواء، مما يدعونا للثقة بالنفس والفخر والتفاؤل بالمستقبل، مستندين في ذلك إلى رؤيتنا الواضحة للتنمية 2030، وإلى الاستراتيجية الوطنية للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، التي تولي أهمية قصوى لتنويع مصادر الدخل ومحاربة الفقر، وتعزيز اقتصاد المعرفة من خلال تنمية الموارد البشرية والابتكار، وريادة الأعمال وتعميق التصنيع المحلي، ونقل وتوطين التكنولوجيا، وبناء جسور للتعاون الفعال بين علماء مصر في الداخل والخارج».