يتجه المصلون في الكويت اليوم، سنة وشيعة، إلى المسجد الكبير لتأدية صلاة الجمعة، لإيصال رسالة إلى الإرهاب، الذي أدمى بلادهم الجمعة الماضية، مفادها أن الإرهاب لن يزيدهم إلا قوة ووحدة وتماسكاً وترابطاً.
ووضعت وزارة الداخلية الكويتية خطة أمنية محكمة لتأمين جميع دور العبادة، حسب ما أفاد نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية، تغطي فترة ما قبل الصلاة وأثناءها وعقب انتهائها، في حين رصد مجلس الأمة الكويتي 120 مليون دينار دعماً لجهود وزارة الداخلية في تأمين دور العبادة. وقال وزير العدل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية يعقوب الصانع، إن خطبة الجمعة ستكون موحدة وشاملة في جميع المساجد، وستأتي بعنوان «رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً»، بناء على توجيهات رئيس الوزراء جابر المبارك.
وأضاف الصانع، إن مبادرة أمير الكويت في إقامة عزاء شهداء مسجد الإمام الصادق في المسجد الكبير تعد رمزاً للوحدة الوطنية وبوتقة إيمانية تنصهر فيها جميع الفوارق، وتعلي شعاراً واحداً مفاده أن الكويت لجميع الكويتيين.
ورداً على سؤال حول إجراءات الوزارة في المرحلة المقبلة ومحاربتها للتطرف، قال الصانع: لن نقبل بالفكر المتطرف مهما كان مصدره ومنبعه، ولا يمكن أن نقبل بمنحى الفكر التكفيري، وستطبق مسطرة القانون على الجميع.
بدوره قال ممثل أهالي شهداء مسجد الإمام الصادق، جواد بوخمسين، إن إقامة صلاة الجمعة اليوم بالمسجد الكبير هو الرد الأمثل على المغرضين، الذين يريدون الشر والفتنة بالمجتمع الكويتي.
وقال بوخمسين: سنخرج من هذه الأزمة، وسنرد على كل من يحاول أن يعبث بأمن أمنا الكويت، وسنكون يداً واحدة مع سمو أمير البلاد، الذي شهد له العالم أجمع بإنسانيته، وهو الذي كان تواجده وسمو ولي العهد في مكان الحادث ومقر العزاء بمثابة بلسم لقلوب أهالي الشهداء ولجروح المصابين وأهاليهم.
من جانبه، قال إمام المسجد الكبير د.وليد العلي، لقد خرجنا من هذه المحنة بمنحة تجسدت بوحدتنا الوطنية، التي طالما حرصت وزارة الأوقاف على التأكيد عليها من خلال محاريب المساجد ومنابر الخطب وبحرصها على تجسيد معاني الوسطية والاعتدال.
وإلى ذلك، قررت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية منع الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان بالمساجد، وإزالة الخيام الرمضانية المخصصة لإفطار الصائم، وذلك بناء على طلب وزارة الداخلية «من أجل المصلحة العليا ولاحتياطات أمنية».