تمكّنت عناصر الأمن المغربي بمطار مراكش المنارة المغربي، الثلاثاء، من توقيف أحد أكبر تجّار المخدرات على الصعيد بعد وصوله على متن رحلة جوية قادمة من الدوحة. وقالت مصادر أمنية إن الموقوف بريطاني يبلغ من العمر 39 سنة، وقد صدر أمر دولي بالقبض عليه بطلب من القضاء الفرنسي، للاشتباه في تورّطه في قضية تتعلق بالانتماء لشبكة إجرامية تنشط في مجال الاتجار الدولي في المخدرات.
وأوضح بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أنه جرى توقيف المشتبه به في إطار علاقات التعاون الأمني الدولي، حيث تم ضبطه مباشرة بعد وصوله إلى المغرب على متن الرحلة الجوية القادمة من مطار الدوحة.
وأضاف البلاغ أن إجراءات التثبت من المشتبه به في قاعدة بيانات الأشخاص المبحوث عنهم أوضحت أنه يشكل موضوع أمر دولي بإلقاء القبض صادر في سنة 2014، وأمر أوروبي بإلقاء القبض في سنة 2016، وذلك للاشتباه في تورطه في تهريب المخدرات في عدة دول أوروبية في إطار شبكة إجرامية منظمة. وتم، حسب المصدر ذاته، وضع المشتبه فيه تحت الحراسة في انتظار عرضه على النيابة العامة المختصة، وذلك تمهيداً للبت في تسليمه للسلطات القضائية للدولة الطالبة.
وتساءل مراقبون عن الدوافع وراء وجود أحد أكبر بارونات الاتجار بالمخدرات في الدوحة، وعن كيفية عبور شخص مطلوب دولياً من الإنتربول، من مطار الدوحة دون التثبت من شخصيته، أو تنفيذ طلب القبض عليه، مشيرين إلى أن الأمن القطري الذي لا يهتم بتنفيذ الإجراءات الدولية في ما يتعلق بالمطلوبين لتورطهم في جرائم الإرهاب، لا يهتم بتجار المخدرات، رغم أنهم مطلوبون من دول يعتبرها نظام الدوحة صديقة، كما هو الحال بالنسبة لفرنسا التي كانت طالبت عبر البوليس الدولي بجلب المقبوض عليه في مراكش أول من أمس.
ولا يستبعد المراقبون أن عدم القبض على المتهم في مطار الدوحة قد يكون مرتبطاً إما بحالة الفساد داخل قطر أو بعلاقة مفترضة بينه وبين الأطراف النافذة في تنظيم الحمدين.
وكانت مصادر من المعارضة القطرية كشفت سابقاً عن تورط عناصر فاعلة داخل نظام الدوحة تتاجر في المخدرات وتعمل على تهريبها لدول الجوار من أشقائها فى الخليج والمنطقة منذ اعتلاء الأمير الأب حمد بن خليفة، الحكم بعد الانقلاب على والده عام 1995، مؤكدة أنه يعد الزعيم الأكبر لهذه العصابة التي تعمل على تدمير شعوب المنطقة.
وكشفت المصادر أيضا أن تنظيم الحمدين هو الذي يدير تجارة المخدرات بالكامل في الإمارة من خلال أذرع خفية لهم تقوم بجلب المخدرات من إيران عبر البحر، ومن ثم تهريبه إلى داخل الإمارة من أجل إدمان الشباب القطري ومن ثم تغييبه حتى لا يهتم بالسياسة.
يذكر انه جنّست دولة قطر 30 عنصراً من أكبر مهربي ومروجي المخدرات بين منطقتي صعدة اليمنية ونجران السعودية، حسبما ذكرت صحيفة «الوطن » السعودية.
ونسبت الصحيفة لمصدر قوله إن «قطر لم تكتف بدعم عناصر تنظيم القاعدة والتشكيلات الإرهابية باليمن، إنما استهدفت عقول الشباب العربي بتدميرها بالمخدرات من أجل السيطرة عليها، إذ قامت بتجنيس 30 عنصراً من أكبر مهربي ومروجي المخدرات في المنطقة الواقعة بين منطقة صعدة اليمنية ومنطقة نجران السعودية ».