شاب صغير في السن، ملؤه النشاط والحماس مع ابتسامة لا تفارقه طوال حديثه عن رحلته في حفظ القرآن الكريم.. عبدالله علي حسين يبلغ من العمر أربعة عشر عاماً ويدرس في الصف التاسع، أكرمه الله سبحانه وتعالى بحفظ المصحف الشريف كاملاً خلال 5 سنوات، داوم فيها على الحفظ يومياً بمعدل صفحة إلى صفحة ونصفها، يعقبها مراجعة ما تم حفظه، وهكذا استمر برنامجه، حتى تمكن من إنجازه.
وأوضح أن ما دفعه للإقبال على الحفظ هو والده وأخوه اللذان يحفظان القرآن، وكانا يشجعانه على ذلك، فضلاً عن اهتمامه بأن يكون مثلهما واعتبارهما مثالاً يقتدى به.
وكشف عبدالله عن أن الاقتراب من القرآن بشكل يومي، جعله على علاقة خاصة بمعانيه التي يستلهمها كل يوم في أفعاله وعلاقاته مع محيطه، مدللاً على ذلك باهتمامه بأن يكون دائماً عند حسن ظن الناس به في الأخلاق، والمعاملة الجيدة التي تتسم بالرفق واللين مع الجميع..
وأكد أن الدين الإسلامي هو دين للمعاملة، وأن من يقرأ ويتدبر في معاني القرآن الكريم يجد نفسه وقد تحول للأفضل في كل شيء، وهذا شيء يحمد الله عليه كثيراً. وأشار إلى أنه اشترك في مسابقات كثيرة للقرآن، مثل مسابقة القرآن والسنة، ومسابقة الشيخة لطيفة، فضلاً عن المسابقات المدرسية، ومسابقة أهل الله وخاصته، ومسابقة (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)، وحصل على مراكز متقدمة في كثير منها.
وذكر أن أكثر ما كان يواجهه من صعوبات هي الترتيب بين حفظ القرآن في مركز الموسى للتحفيظ، ومتابعة دروسه المدرسية، وقد تغلب على ضيق الوقت ببعض الترتيب له، ما ساعده على تخصيص أوقات لهما، وانعكس ذلك بشكل إيجابي على نتائجه في المدرسة والحفظ، وأن الإرادة والتصميم على النجاح والتفوق، وبتوجيهات أسرته، كلها أشياء ودوافع جعلته يتقدم للأمام.
ولفت عبدالله إلى أنه يطمح إلى أن يكون يوماً ما طياراً، ولذلك فهو يستعد جيداً لتحقيق حلمه هذا بالعمل الدؤوب، موضحاً أنه يرى في الشيخين عبدالباسط عبدالصمد، والشيخ سعود الشريم، مثلاً أعلى له في حفظ القرآن وتلاوته.