تحت رعاية وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، انطلقت قبل قليل أعمال المنتدى الاستراتيجي العربيالذي يعقد تحت شعار “حالة العالم العربي 2018″، والتي استهلت مناشطها بجلسة مع الدكتور جهاد أزعور، من صندوق النقد الدولي لمناقشة حالة العالم العربي اقتصاديا في 2018.
يعد المنتدى بدورته الـ 10 المنصة الرئيسة الأبرز في المنطقة لاستشراف الأحداث الجيوسياسية والاقتصادية التي ستمر بها المنطقة والعالم في 2018.
وتعقد الدورة الـ 10 بمشاركة الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا أولاند، ووزير الدفاع الأميركي السابق روبرت غيتس، بالإضافة إلى جوزف ستيغليتز، الحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد، ونخبة من المفكرين والخبراء السياسيين والاقتصاديين، ويعقد المنتدى بحضور مجموعة من صناع القرار والمسؤولين من داخل الدولة وخارجها.
وقال الدكتور جهاد أزعور إن الاقتصاد العربي في عام 2017 حافظ على نوع من الاستقرار رغم التحديات التي مرت بها المنطقة، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن ينمو الاقتصاد العالمي في 2018 بمعدل 3.7 % وهذا سيكون له أثر إيجابي على الاقتصاد العربي.
واضاف : شهد الاقتصاد العالمي خلال العام المنصرم تحسناً كبيراً في مستويات النمو عالمياً، مؤكداً أن الدول المصدرة للنفط تمكنت خلال الأعوام الماضية من التكيف مع المتغيرات الكبرى بما فيها تراجع أسعار النفط وهي الآ تنتهج سياسات مطلوبة لتنويع مصادر الدخل.
وضمن جلسة “أحداث رئيسية ستؤثر على العالم في 2018″، قال الدكتور إيان بريمر رئيس مجموعة يورو آسيا إن سياسة ترامب فتحت المجال للصين لتؤدي دور القائد في العالم.
وأضاف: “هذه هى المرة الأولى التى يقف فيها زعيم صيني ويعلن قدرة الصين على اتخاذ موقف قوة عظمى عالمياً، موضحاً أن قوّة الحكومة الصينية لاستخدام اقتصادها حول العالم هو أعظم مما تقوم بها الولايات المتحدة الأميركية.
من جهته، أوضح الدكتور فواز جرجس أن معظم الملفات المفتوحة عربيا في 2017 سيتم تحويلها إلى 2018 وذلك خلال جلسة له “حالة العالم العربي سياسيا في 2018 “.
وقال: العام 2018 سيشهد تحولا خطيرا ودمويا في الملف اليمني حيث الوضع سيكون أكثر تفجرا مع انخراط أكبر لإيران في الصراع الذي يأخذ أشكالا مختلفة.
واضاف جرجس أن روسيا باتت الآن اللاعب الأبرز في المنطقة العربية وستستمر في 2018 خصوصا مع استمرار حالة الإنكفاء الأميركي حيث يبدو الرئيس الأميركي يغرد خارج السرب خصوصا بعد قراره حول القدس.
وأشار إلى أن إدارة ترامب تملك أجندة ورؤية لكن هناك خلافات ورؤى داخلية في تلك الإدارة بدليل أن قرار القدس تعارضه الخارجية الأميركية ووزارة الدفاع، بقوله: لدى ترامب استراتيجية داخلية فقط ترامب يقوض كل أسس القوة الأميركية الناعمة بالمنطقة.
وتساءل قائلاً: فهم قرار ترامب حول القدس بحاجة إلى قدرات فكرية وعقلية .. هل قرار ترامب يخدم المصلحة الأميركية ؟ العالم كله يعارض هذا القرار بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والنخب الأميركية بشتى أطيافها .. إنه قرار يعني موت حل الدولتين.
وأكد الكاتب والإعلامي عبد الرحمن الراشد أن العام 2018 يتطلب أن يكون مجلس التعاون أكثر قوة لمواجهة إيران ومواجهة الحرب في اليمن والأوضاع ليبيا وفي إيران والعراق وسوريا.
وأضاف : الحوثيون خسروا أكثر من 50 % من قوتهم بخروج علي عبدالله صالح وحتى بعد وفاته ، في 2018 سيكون التركيز على تحرير الحديدة وصنعاء لكن الحرب في اليمن لن تنتهي وقد تستمر لسنوات خصوصا في صعدة المجاورة للسعودية.
وحول الأزمة القطرية، قال الراشد إن 2018 سيكون عاما حاسما في الموضوع القطري ، قطر لا يمكن أن تستمر في مجلس التعاون وتظل تُمارس أعمالا معادية للمجلس، النزيف الذي تعاني منه قطر ضخم ولن تحتمله وبالتالي قطر ستكون أمام خيارين إما العودة إلى المجلس أو الخروج الكلي.
وفيما يتعلق بالسعودية، أوضح الراشد أن التغييرات التاريخية الحاصلة هناك على المستوى الداخلي والخارجي ستستمر في العام 2018 ، المملكة تعيد الآن إعادة ترتيب أوراقها في العديد من الملفات ، ملف اليمن والعراق وغيرها وستستمر في ذلك.
“هناك تحجيم للفوضى التي كانت حاصلة في الإدارة الأميركية أيام أوباما وليس من المنطقي تسفيه سياسات ترامب لأن الولايات المتحدة دولة مؤسسات ، قرار ترامب حول القدس قرار خاطئ لكنه بحاجة لخمس سنوات كي يطبق ويمكن إلغاؤه” بهذه الكلمات وصف الراشد إدارة ترامب وقراره حول القدس.
وتابع الراشد: وجود قاسم سليماني في العراق اليوم هو بمبرر التفاهم حول داعش وبانتهاء داعش لم يعد هناك من مبرر للوجود الإيراني في العراق.
وختم بقوله: روسيا أصبحت على توافق مع دول المنطقة والعلاقة معها في 2018 ستكون أفضل، روسيا اتخذت مواقف إيجابية تجاه الوضوع في اليمن ووقفت ضد تغلغل المليشيات الإيرانية في سوريا وهذا كله يعزز العلاقات معها.
وفي جلسة سياسيّة تتمحور حول حالة العالم سياسياً في 2018، اجتمع كلّ من الدكتور روبرت غيتس وزير الدفاع الأميركي السابق وفرنسوا أولاند رئيس الجمهورية الفرنسية السابق فيما أدارت الجلسة بيكي أندرسون من قناة سي أن أن.
وقال الرئيس الفرنسي السابق أولاند : من المفارقة أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيتيح فرصة لأوروبا لتصبح أكثر تماسكا”. رئيس الجمهورية الفرنسية السابق فرنسوا أولاند.