كسرت المقاومة اليمنية حصار الانقلابيين لمدينة تعز من الجهة الغربية بتحرير جبل الهان الاستراتيجي، وتأمين طريق الضباب إلى المدينة، مع استمرار المعارك على الجبهات الأخرى لاستكمال إنهاء الحصار وتحرير المدينة من الميليشيات، في وقت استأنف التحالف العربي غاراته على مواقع المتمردين في محافظة الحديدة وغارات على نهم شرق صنعاء التي واصلت فيها قوات الشرعية تقدمها، فيما انحسرت محاولات الانقلابيين اختراق الأراضي السعودية، وسط تأكيد قيادة الدفاع الجوي للمملكة بأن منظومة «باتريوت» الصاروخية تحمي نجران.
وأعلن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، فك الحصار عن مدينة تعز من الجهة الغربية، وذلك بعد أن استعادت السيطرة الكاملة على جبل هان الاستراتيجي، وتأمين الطريق المؤدي إلى داخل المدينة عبر منطقة الضباب.
وبهذا الانتصار يعتبر الحصار منتهياً من الجهة الغربية، إلا أن خط الضباب الواصل بين تعز وعدن ما زال غير آمن بسبب كثافة الألغام المزروعة من جانب الانقلابيين، حيث يعمل فريق مختص على نزعها.
وأوضح الناطق الرسمي للمجلس العسكري بمحافظة تعز، العقيد الركن منصور الحساني، لـ«البيان» أن الجيش الوطني سيطر على جبل الهان الاستراتيجي وتلة المقبابة وتلة الصياحي، كما حرر التلة السوداء في جبهة الضباب غرباً.
وقال الحساني، إن قوات الشرعية تمكنت من صد هجوم عنيف للميليشيات على مواقع قصر صالة في جبهة ثعبات ولم يستطع العدو تحقيق أي تقدم. وأشار إلى أنه ورغماً عن استعادة العدو لموقع بيت الصومعة في الجبهة الشمالية بعد معارك مستمرة، إلا أن المقاومة تمكنت من استعادة الموقع بعد تكبيد العدو ستة قتلى.
وشهدت الجبهة الشمالية للمدينة مواجهات عنيفة وتحديداً في شارع الأربعين وأحياء عصيفرة والزنو، في حين قصفت طائرات التحالف العربي عدة مواقع للميليشيات شمال غربي المدينة، ودمرت بثلاث غارات متتالية دبابة للميليشيات في تلة فندق السوفيتيل في الجهة الشرقية من المدينة.
وواصلت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تقدمها في جبهة نهم القريبة من العاصمة صنعاء، مع تراجع عناصر الميليشيات وفرارها من مواقعها في منطقة المدفون باتجاه منطقة المجاوحة. وقصفت مقاتلات التحالف العربي نقاطاً عسكرية للمتمردين في محيط المنطقة المحررة.
وتأتي هذه المعارك بعد يوم من تحرير قوات الشرعية موقع البياض الاستراتيجي المطل على منطقة المدفون بالمديرية، إضافة إلى تحرير جبلي الكحل والقتب من قبضة الميليشيات الانقلابية. إلى ذلك، شنت مقاتلات التحالف العربي سلسلة غارات جوية على مواقع يمنية يسيطر عليها الحوثيون بمحافظة الحديدة.
وقالت مصادر محلية إن أكثر من 18 غارة جوية لمقاتلات التحالف استهدفت مواقع وتحصينات التمرد في مطار الحديدة، ومعسكر أبوموسى بمديرية الخوخة جنوب الحديدة. كما هزت انفجارات عنيفة مدينة الحديدة.
في غضون ذلك، تراجعت محاولات الانقلابيين التسلل إلى الأراضي السعودية بعد تكبدهم خسائر فادحة خلال الأسبوعين الماضيين.
وكشف أحد قادة الدفاع الجوي في منطقة نجران، العقيد ياسر القحطاني، أن مدينة نجران مؤمّنة بمنظومة صواريخ باتريوت قادرة على اكتشاف وتدمير الصواريخ التي تقوم بإطلاقها جماعة الحوثي، مؤكداً أن القوات السعودية جاهزة للتصدي لأي تهديد لأمن واستقرار المملكة.
وأوضح القحطاني أن المناطق الحيوية والآهلة بالسكان في مدينة نجران مؤمّنة ومزودة برادارات لمراقبة الأجواء واكتشاف الصواريخ التي قد تطلق على المنطقة وتدميرها بشكل دقيق، مؤكداً أن الدفاعات الجوية السعودية أثبت كفاءتها وقدرتها العالية على التصدي وتدمير الصواريخ الباليستية التي يطلقها العدو على أجواء المملكة.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أن قوات الدفاع الجوي على الحد الجنوبي بنجران تبذل جهوداً كبيرة على أرض الواقع للتصدي لأي هجوم بالصواريخ من قبل ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي صالح، وهي على أهبة الاستعداد وأتم الجاهزية للحفاظ على حدود المملكة وأمنها واستقرارها بكل ثبات وشجاعة وإخلاص وتفان.