ترأس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الاجتماع الأول للمجلس الاستشاري الإنساني العالمي الذي عقد في فندق ميناء السلام في دبي صباح أمس بحضور سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي والدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية والدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وقد صدر عن الاجتماع «بيان دبي الإنساني» الذي أطلقه سموه، مؤكدا أن دولتنا تسعى دوما إلى مواجهة التحديات التي تتعرض لها المنطقة بشكل خاص والعالم عموما على مختلف الصعد أكانت اجتماعية أو إنسانية أو اقتصادية أو تنموية.
وقال سموه: «يأتي هذا البيان تماشيا وجدول أعمال 2030 للتنمية المستدامة والتغيرات المتسارعة التي تتطلب إعطاء الأولوية لعدد من المبادرات المستدامة الإنسانية وتسهم في التغلب على التحديات التي يواجهها العالم أجمع».
وأضاف سموه: «نحن بعزيمة قيادة دولة الإمارات الحكيمة نسير على خطى مؤسس دولتنا العزيزة والراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، القائد والمعلم الذي أثرى تاريخ عطاء دولتنا وديمومته على مر السنوات حتى أصبحت دولة الإمارات الأولى عالمياً في مجال المساعدات وفي العطاء الإنساني نسبة إلى دخلها القومي على مدار عامين متتالين 2013 و2014 لنسطر إنجازا جديدا في ساحة العمل التنموي على مستوى العالم ضمن قائمة الدول المانحة للمساعدات الإنمائية الرسمية».
وأشار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى أن العالم يتعرض لأزمات متزايدة ومتسارعة، حيث تم تسجيل إحدى وعشرين كارثة في العام المنصرم منها ثمانية عشر صراعا من صنع الإنسان وثلاث كوارث طبيعية تسببت بلجوء وتشريد نحو عشرين مليون شخص ونزوح حوالي ستين مليون شخص حول العالم وأن التمويل الدولي لا يغطي إلا ما نسبته 35% فقط من الاحتياجات الراهنة لحالات الطوارئ.
وشارك في الاجتماع.. أعضاء المجلس الاستشاري الإنساني العالمي الذي يعد إحدى مبادرات استراتيجية المدينة العالمية للخدمات الإنسانية ومقرها مدينة دبي والتي هي جزء لا يتجزأ من مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية ويضم المجلس ثمانية من كبار القادة وصناع القرار في مجال العمل الإنساني والهيئات الدولية.
وتخلل الاجتماع الذي حضره كذلك معالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء وشيماء الزرعوني مدير عام المدينة العالمية للخدمات الإنسانية مناقشة عدد من القضايا الإنسانية المهمة ذات الصلة بتعزيز الحوار البناء وإيجاد طرق استثنائية في وضع معايير التأثير الحقيقي في العمل الإنساني.
وتم أيضا اعتماد الوثيقة التأسيسية للمجلس الاستشاري الإنساني العالمي وبيان دبي الإنساني الذي ينص على العمل من أجل ممارسة إنسانية مستدامة من خلال إدارة المخاطر كنهج فعال للاستجابة لحالات الطوارئ والحث على التعاون بين المجتمع الإنساني والقطاع الخاص وخلق شركات استراتيجية للعمل الإنساني المستدام بالإضافة إلى دعم الحلول وآليات العمل المبتكرة لتحسين العمل الإنساني وكفاءته.
واستعرض المجلس في اجتماعه الأول كذلك توصيات سلسلة الطاولة المستديرة لرواد القطاع الخاص المندرجة ضمن مبادرات المدينة العالمية للخدمات الإنسانية والتي عقدت في نوفمبر العام الماضي بدعم من «ماستركارد» مرتكزة على الاستفادة من الموارد والقدرات التقنية والشبكات العالمية المتوفرة لدى القطاع الخاص إلى جانب استخدام الصكوك الإسلامية الإنسانية وحلول مالية تساهم في دعم القطاع الخاص للعمل الإنساني وكذا تفعيل دور صندوق الأثر الإنساني العالمي التابع للمدينة العالمية للخدمات الإنسانية.
وتم التوافق على عقد الدورة الثانية للمجلس الاستشاري الإنساني العالمي في ديسمبر من العام الجاري وذلك بالتزامن مع انعقاد المؤتمر الإنساني العالمي في دبي.
يضم المجلس الاستشاري الإنساني العالمي كلاً من الدكتور نبيل العربي والدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وكرستوس ستاليا نيدسى مفوض الاتحاد الأوروبي المسؤول عن المساعدات الإنسانية وإدارة الكوارث والحاج آس سي الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر وإرثارين كازين المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي والدكتور سورين بتسوان الأمين العام السابق لاتحاد دول جنوب شرق آسيا والبارونة فاليري أموس وكيل الأمين العام للخدمات الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ السابق للأمم المتحدة وهيلي تورنيتج شميث الرئيس التنفيذي لسيف ذاتشيلدرين «safe children».
دون صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي تويتر: «عقدنا اليوم الاجتماع الأول للمجلس الاستشاري الإنساني العالمي ويضم 8 من قادة العمل الإنساني العالمي». وأضاف سموه: «يهدف المجلس الإنساني لتقديم المشورة الاستراتيجية بشأن تحسين الاستجابة لحالات الطوارئ الإنسانية.. وتحسين معايير وكفاءة العمل الإغاثي عالميا».