سقط مئات الضحايا في مصر على مدى السنوات الخمس التي تلت اندلاع ثورة يناير وأدت إلى خلعحسني مبارك.
وقد قرر هؤلاء مختارين دفع ثمن الحرية نيابة عن شعبهم، إذ افتخر الجميع بهم وسطرت في حقهم القصائد وعزفت الأغاني.
لكن هذا الواقع تحول إلى النقيض، حيث ضاعت أو ضُيعت حقوقهم، وعلى رأسها القصاص، بعد أن بات الانتساب إلى ثورة يناير تهمة تودي بصاحبها إلى الملاحقة السياسية والقضائية وحتى الإعدام الميداني.
ويروي التاريخ الثوري في الأمم أن الثوار هم من تقام لذكراهم النصب، وتخلد تضحياتهم في كتب الأطفال والحكايات الشعبية والروايات العظيمة، لكن في مصر لن تجد لثوار يناير أي ذكر، وحتى الجداريات التي تستحضر وجوههم وتضحياتهم اختفت.
وقتل 1075 شخصا خلال 18 يوما بين 25 يناير/كانون الثاني وحتى تنحي مبارك يوم 11 فبراير/ شباط 2011، في 22 محافظة، وفق موقع “ويكي ثورة” التوثيقي.
وفي أحداث متصلة مباشرة بالاحتجاجات، قتل 866 شخصا. وكانت أكبر حصيلة يوم “جمعة الغضب” في 28 يناير/كانون الثاني حيث سقط في ذلك اليوم وحده 664 قتيلا، وفق الموقع.
وتفيد إحصاءات الموقع أن أكثرية الضحايا الساحقة من الشباب في ربيع العمر، وبينهم عشرات النساء وطلاب وفقراء ومن أبناء الطبقة الوسطى، مما اختنقت أحلامهم وتلاشت سنواتهم في عجف سنوات مبارك التي بدت بلا نهاية.