أعزّيكم، وأعزّي نفسي، فقد رحل أغلى وأعزّ الرجال.
أقولها والدمع ينساب من عيني، حزناً على فراقه، وإن لم أره منذ سنوات طويلة، وجوده كان كافياً لأن نشعر بدفء ينشره بيننا، ومن منّا، نحن أبناء زايد، لم تطله تلك اليد الحانية، المباركة، جابرة الخواطر، وناشرة الفرح في القلوب، قلوب الصغار والكبار، رجالاً ونساء، أيتاماً وأرامل ومسنين، وشباباً في مقتبل العمر، وأمة خلف الحدود، أياديه مسحت حزناً ورسمت ابتسامة على ملايين الوجوه.
خليفة، شيخي وقائدي وموجّهي، وأخي الأكبر الذي لم تلده أمي، ما كنت أتمنى أن أعيش هذه اللحظة، ليتني غبت قبل أن تغيب شمسك الساطعة، وما خطّ قلمي كلمة يوم رحيلك، خسارتك عظيمة بعظم مواقفك وأفعالك، وصعبة على كل الذين عرفوك عن قرب، هؤلاء تيتّموا وهم أيتام منذ زمن طويل، واليوم، أيها العزيز ابن العزيز، تبادلوا ألم المصاب الجلل بينهم، بكلمات لا تسمع، وأنين البكاء يملأ النفوس المشحونة حسرة، الرجال أيها الغالي يبكونك، ومن لا يبكي على مثلك يا سيد رجال هذا الزمان.
سيّدي، عاد شريط الذكريات بي إلى الوراء، إلى كل كلمة سمعتها منك وحفظتها، وعلى استقبالك بابتسامتك التي أحببت لأنها تمنحني الاطمئنان إذا كنت في حضرتك، وأنت صاحب الهيبة، وأي هيبة، تلك التي تجعل الجسد يرجف، والكلمات تضيع، ولكنك تخفّف الوقع، وتنزع التردّد، وتضفي على اللقاء طيبتك النابعة من إنسانيتك التي جعلت حبّك يتسرّب إلى الداخل ليلامس كل الحواس، ولا أنسى نصائحك في تلك الجمل القصيرة بمعانيها الكبيرة، يا بلسم الجروح، ومفرِّج الهموم.
خليفة بن زايد آل نهيان، استودعناك الله، ونسأله عزّت قدرته أن ينزلك منزل الأولياء والصالحين، وأن يكون الخير الذي قدّمته في حياتك شفيعك عند المطّلع على كل شيء، وعزاؤنا فيك أيها الراحل العظيم نراه في أخيك وخلفك محمد بن زايد، حفظه الله.
بقلم: محمد يوسف