خلال مسيرة قيادته دولة الإمارات في 3 نوفمبر 2004، في أعقاب وفاة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يوم 2 من الشهر نفسه، أولى المغفور له بإذن الله، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، اهتماماً كبيراً بالرياضة والرياضيين، وشهدت الرياضة تطوراً كبيراً في بنيتها وأنشطتها المختلفة، مما انعكس بالإيجاب على مستواها فحققت العديد من الألقاب سواء على الصعيدين الدولي والقاري، وتستعرض «البيان» أبرز المحطات الرياضية التي أولاها فقيد الوطن، الاهتمام والرعاية.
بعد انتخابه رئيساً لدولة الإمارات، أطلق المغفور له بإذن الله، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، الاستراتيجية الأولى لحكومة الإمارات، لتحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة، ومنها تطوير الجانب الرياضي، سعياً لتحقيق مزيد من الإنجازات الرياضية للوطن، وكان للأنشطة الرياضية، النصيب الأكبر من اهتمامه، إذ كان يحرص على متابعتها بشكل مستمر، وخصوصاً كرة القدم مما انعكس على مستوى الأنشطة وتحقيقها العديد من الإنجازات.
وحرص فقيد الوطن على تقديم الدعم المعنوي والمادي للرياضيين من أصحاب الإنجازات الدولية والقارية لرفع معنوياتهم وتحفيز الآخرين على مواصلة المسيرة، ووجه بإقامة حفل تكريم سنوي لتكريم الفرق، والأندية الرياضية المحلية، التي تحقق بطولات محلية وإقليمية ودولية، في الرياضات الجماعية والفردية وكان هذا الحفل بمثابة عيد سنوي للرياضيين.
وحرص المغفور له بإذن الله، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، على استقبال أبنائه لاعبي المنتخب الوطني لكرة القدم المتوجين ببطولة كأس الخليج العربي الثامنة عشرة التي استضافتها أبوظبي بعد فوز منتخب الإمارات على نظيره العماني في المباراة النهائية بهدف دون مقابل وتتويجه باللقب لأول الخليجي للمرة الأولى، وأشاد خلال الاستقبال بالروح العالية التي قدمها أبناء الإمارات على أرض الملعب والتي توجوا بها أبطالاً للكأس الخليجية الغالية، ويومها قال لأبنائه اللاعبين «أن البطولات والنتائج ورفع راية البلاد عالياً لن تتحقق إلا بالمثابرة والتفاني وحب الوطن وبذل الجهد وترجمة ما يسخر من إمكانيات على أرض الواقع وهذا ما تحقق معكم ونريده أن يتحقق في بطولات قادمة في المستقبل، وأكد فقيد الوطن حرصه على مواصلة دعم الرياضة والرياضيين في الدولة بمختلف الألعاب لتستمر معها سواعد شباب الإمارات في رفع علم الوطن في كل محفل سواء في الداخل أو الخارج، مشيراً إلى أن الرياضة وتطورها في مختلف الألعاب وما يتحقق معها من إنجازات وبطولات إقليمية ودولية تعكس للعالم أجمع جانباً مهماً وصورة واضحة للتطور والرقي في المجالات الأخرى، وأكد أن اهتمام دولة الإمارات بالرياضة لا يقل أهمية عن اهتمامها بأي مجال آخر.
إنجاز
وحققت الكرة الإماراتية إنجاز الفوز بكأس الخليج مرتين في 2007 و2013، ثم التأهل لأولمبياد لندن 2012، وهي الإنجازات الأكبر في تاريخ اللعبة الأكثر شهرة في الإمارات، ولم يسبق أن حققت الكرة الإماراتية مثل هذه الإنجازات الكبرى، سوى التأهل إلى كأس العالم في إيطاليا 1990.
ومن أبرز قرارات المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، التي أسعدت الأسرة الرياضية الإماراتية، إلغاء تشفير جميع مباريات دوري المحترفين وكأس رئيس الدولة عام 2018، دعماً للقطاع الرياضي الوطني، وفتح المجال للجمهور لمشاهدة البث المجاني للمباريات، بعد أن عبرت الجماهير عن رغبتها في مشاهدة منافسات الأنشطة المحلية للكرة على القنوات المحلية الرياضية من دون تشفير، مما أثلج صدور جماهير الكرة بالإمارات.
كان لقرار فقيد الوطن، عام 2018، السماح بمشاركة المقيمين وأبناء الإماراتيات ومواليد الإمارات، تأثير مهم في المسابقات الرياضية المحلية، وبدأت الأندية والرياضة الإماراتية في حصد ثماره بظهور العديد من المواهب في كافة الألعاب خلال الفترة الماضية.
وحققت الرياضة الإماراتية طفرة كبيرة على صعيد الاستضافات للأحداث العالمية المهمة، وأبرزها كأس العالم للناشئين 2013، وكأس آسيا 2019، واستضافة العديد من المنافسات الآسيوية على صعيد معظم منتخبات المراحل السنية، حيث كان الاهتمام كبيراً بالتطور الرياضي، وإضافة العديد من المنشآت الجديدة والبنية التحتية الرياضية المتطورة، مع تطوير المنشآت القديمة مع الزيادة على مر السنوات في عدد الرياضات، وفرق الأندية والمنتخبات، والمشاركات في المحافل الرياضية الدولية.
ولعل أبرز التجديدات تطوير استادات آل نهيان ومحمد بن زايد في أبوظبي، وآل مكتوم في دبي، وهزاع بن زايد بمدينة العين، لتستضيف كأس العالم للأندية أعوام 2009، 2010، 2017، 2018 و2022.
كما تم إنشاء مجمع حمدان بن محمد الرياضي بدبي عام 2010، وحلبة مرسى ياس التي افتتحت في أكتوبر 2009، لتستضيف سباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا 1 في أبوظبي، ولن تنسى رياضة الإمارات ما قدمه المغفور له بإذن الله، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، سواء على صعيد الأنشطة أو المنشآت، غفر الله لفقيد الوطن وألهم شعب الإمارات الصبر .