شيرين نصري أبو عاقلة، الفلسطينية التي قتلت خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي مخيم جنين في الضفة الغربية، اليوم، صحافية ذات باع طويل في الصحافة الفلسطينية والعربية.
ولدت أبو عاقلة عام 1971 في القدس، لكن أصولها تعود إلى مدينة بيت لحم. أنهت دراستها الثانوية في مدرسة راهبات الوردية في بيت حنينا شمالي القدس، ثم التحقت بكلية الهندسة المعمارية بجامعة العلوم والتكنولوجيا في الأردن، قبل أن تتحول إلى كلية الصحافة في جامعة اليرموك الأردنية التي نعتها، أمس، باعتبارها من خريجيها.
صحافية مخضرمة وواسعة الاطلاع على القضية الفلسطينية، وهي تحمل أيضاً الجنسية الأمريكية، ما دفع السفير الأمريكي في إسرائيل للمطالبة بتحقيق شفاف في مقتلها. وعملت في كل من وكالة الأونروا، وإذاعة صوت فلسطين، ثم مؤسسة مفتاح، وقناة عمان الفضائية وإذاعة مونت كارلو قبل التحاقها بقناة «الجزيرة الفضائية».
وشكّل مقتلها صدمة بين الفلسطينيين، لا سيما الإعلاميين الذين نعوها متحدثين عن شجاعتها وهدوئها ورزانتها. وهي مشهود لها بين زملائها بأخلاقها ومهنيتها. وظهر صحافيون مصدومون ومتوترون قرب جثة شيرين التي كانت تضع سترة واقية من الرصاص كتب عليها «إعلام» بالإنجليزية، وخوذة على رأسها.
في مقابلة معها أجرتها وكالة أنباء «النجاح» المحلية في نابلس، قالت أبو عاقلة: «بالطبع أكون خائفة في كثير من الأحيان أثناء إعداد التقارير»، مضيفة: «أنا لا أرمي بنفسي إلى الموت، أنا أبحث عن مكان آمن أقف فيه وأعمل على حماية طاقمنا الصحافي قبل أن أقلق على اللقطات»، كما نقلت وكالة «فرانس برس».
تقاريرها تُدرّس
قال عنها الصحافي محمد دراغمة المدرس في جامعة بير زيت وأحد أصدقائها المقربين: «أنا أعتبرها إحدى أقوى الصحافيين في العالم العربي. أنا أدرّس تقاريرها لطلابي في جامعة بير زيت وفي قطاع غزة». وأشار إلى أنه «كان لديها اهتمام كبير في مواصلة علاقاتها مع السياسيين حتى لو لم تكن هناك قصة آنية. كانت تلتقي بهم باستمرار».
وأضاف: «هي لا تضع مشاعرها في الأخبار التي كانت تحرص على تقديمها بموضوعية وحيادية، كانت جُملها قصيرة مكثفة، ووتيرة صوتها هادئة لا تحمل تحريضاً». ونقل عنها أنها كانت تقول «لا أريد تسييس قصتي، أريد أن أعطي وقائع ومعلومات».
قبل وقت قصير من مقتلها، بثّت على حسابها على «تويتر» فيديو قصيراً التقطته من السيارة، مع عنوان «الطريق إلى جنين». وبدت في الصور طريق ضيقة، بينما يتساقط المطر على زجاج السيارة الأمامي.
اعتادت أبو عاقلة أن تكون في قلب الخطر لتغطية هجمات الجيش والمستوطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى أن انتهت حياتها، صباح أمس، برصاصة في الرأس أثناء تغطيتها اقتحام قوات الاحتلال لمدينة جنين.