|  آخر تحديث ديسمبر 20, 2015 , 11:17 ص

المعارضة السورية تنتقد الاتفاق الأممي


الطاولة تستقبل المتفاوضين منتصف يناير وفرنسا تطلب «ضمانات» تنحي الأسد

المعارضة السورية تنتقد الاتفاق الأممي



تنوعت ردود الفعل الدولية على قرار مجلس الأمن بشأن الحل في سوريا، ففي الوقت الذي رحبت واشنطن بالاتفاق، طالبت باريس بضمانات بشأن تنحي الرئيس السوري بشار الأسد..
بينما أعلنت برلين أن المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة ستبدأ في النصف الثاني من يناير المقبل ورأت موسكو أنه يمكن تشكيل حكومة جديدة في غضون ستة شهور، في وقت انتقدت المعارضة السورية الاتفاق، لأنه لم ينص على رحيل الأسد.
وطالب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مجلس الأمن، بضمانات بأن الرئيس السوري بشار الأسد سيرحل عن السلطة بموجب الخطة التي اعتمدها المجلس في قرار اصدره بالإجماع لتوه، والتي تنص على بدء مفاوضات بين النظام السوري والمعارضة.

وقال فابيوس: «يجب إن تكون هناك ضمانات بشأن خروج بشار الأسد» من السلطة، مؤكداً أن تنحي الرئيس السوري «ضروري ليس فقط لأسباب أخلاقية، ولكن أيضاً لضمان فاعلية» الحل المرتجى.

وتساءل الوزير الفرنسي: «كيف يمكن لرجل أن يجمع شعباً بعدما ساهم إلى حد كبير في ذبحه؟». وأضاف: «طالما أن الحكم الحالي للأسد مستمر، يبدو إجراء مصالحة حقيقية ودائمة بين الشعب والدولة السورية أمراً بعيد المنال».

ودعا فابيوس إلى «تطبيق انتقال فعال ينطوي على نقل صلاحيات تنفيذية كاملة إلى سلطة انتقالية، بما في ذلك خصوصاً السيطرة على الجهاز العسكري والأمني، كما ينص عليه بيان جنيف».

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي ترأس جلسة مجلس الأمن رحب بقرار المجلس، معتبراً أنه يرسل «رسالة واضحة إلى كل المعنيين بأنه حان الوقت لوقف القتل في سوريا». وقال كيري للصحافيين «في يناير نأمل أن نكون قادرين على تطبيق وقف إطلاق نار كامل، أي لا مزيد من البراميل المتفجرة ولا مزيد من القصف أو إطلاق النار أو الهجمات، لا من هذا الطرف ولا من ذاك».

من جهته، رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بـ«أول قرار يركز على السبل السياسية لحل الأزمة» السورية، مشدداً على أن «هذه خطوة بالغة الأهمية تتيح لنا المضي قدماً» نحو حل ينهي النزاع.
وعبر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند عن ارتياحه «للخطوة الكبيرة إلى الأمام» في القرار، ورحب بالقرار الذي ينص على «برنامج زمني وتوجه واضح».

وأشاد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير بالاتفاق، واصفاً الأمر بأنه «ولادة متعثرة». وأوضح شتاينماير أن المباحثات بين ممثلي النظام الحاكم في سوريا بقيادة بشار الأسد وقوات المعارضة من أجل إحلال السلم في البلاد ستبدأ «خلال النصف الثاني من يناير المقبل»، قائلاً: «نحن على يقين أن الأمر سيكون أيسر عام 2016».

وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أنه من الممكن التوصل لاتفاق حول حكومة وحدة وطنية في سوريا في غضون ستة أشهر.

في المقابل، أكدت المعارضة السورية أنه يتعين تنحي الأسد عن السلطة، وذلك خلال انتقاد قرار الأمم المتحدة.
وقال أحمد رمضان، وهو ناطق باسم الائتلاف الوطني السوري المعارض، إن القرار لم يذكر مصير الأسد. وأضاف أنه لم يتحدث أيضاً عن الإرهاب الذي يرتكبه النظام السوري بحق الأفراد.

ورأى أكبر تحالف للمعارضة السورية، أن بدء مفاوضات ووقف لإطلاق النار في يناير أمر غير واقعي. وطلب ممثل الائتلاف السوري المعارض في الأمم المتحدة نجيب غضبان «نحو شهر واحد» للإعداد لمفاوضات السلام.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قال إنه «لا يمكن إحلال السلام في سوريا، ولا يمكن وقف الحرب الأهلية ما لم تكن هناك حكومة تعترف أغلبية في البلاد بشرعيتها».
وأضاف أنه سيكون على الرئيس السوري بشار الأسد «الرحيل لوقف حمام الدم ولتتمكن كل الأطراف المشاركة من التقدم بعيداً عن التعصب». وكرر أوباما تأكيده أن الأسد «فقد شرعيته في نظر أغلبية كبيرة في بلده».

وقال المعارض السوري ميشال كيلو: «إننا رهينة الألعاب السياسية والدبلوماسية الدقيقة. الوثائق لا تصنع السلام. ما يصنع السلام هي الأفعال. لذا علينا ألا نحلم بكثير من الوثائق والعبارات الرنانة».

وأضاف: «ليس لدي أدنى شك في أن السوريين سينتصرون في نهاية المطاف. لكن فكرة أن بشار الأسد سيرحل والانتقال فوراً إلى الديمقراطية غير ممكنة»، موجهاً انتقادات حادة إلى الدول الكبرى الضالعة في النزاع، ولا سيما روسيا.

 

بوتين: لم نستخدم كل قدراتنا في سوريا

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده لم تستخدم كامل قوتها العسكرية في سوريا، موضحاً أنه يجد من السهل العمل مع دمشق وواشنطن في آنٍ واحد.

ونقلت وكالات أنباء روسية عن بوتين قوله إن الجيش الروسي لم يستخدم حتى الآن كل قدراته في سوريا وقد يستخدم «المزيد من الوسائل العسكرية» إذا لزم الأمر.
وقال بوتين في خطاب لمناسبة يوم عناصر الأجهزة الأمنية: «نرى مدى كفاءة طيارينا وأجهزة مخابراتنا في تنسيق الجهود مع أنواع مختلفة من القوات: الجيش والبحرية والطيران. وكيف يستخدمون الأسلحة الأكثر تقدماً». وأضاف: «أود التأكيد على أننا لم نستخدم حتى الآن كل قدراتنا. لدينا المزيد من الوسائل العسكرية.. وسنستخدمها. إذا لزم الأمر».

وكشف الرئيس الروسي ان الاستخبارات الروسية أحبطت 30 مخططاً لتنفيذ اعتداءات وكشفت أكثر من 320 جاسوساً أجنبياً في 2015.

وتابع: «نرى أن أجهزة استخبارات عدد معين من الدول تكثف نشاطها في روسيا».

وكان بوتين أعلن في مقابلة مع التلفزيون الروسي ان بلاده تتعاون مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد كما تتعاون مع الولايات المتحدة في محاولة حل النزاع السوري.

وقال بوتين في مقتطفات من حديث مع قناة «روسيا 1»: في الحديث عن الأزمة السورية، على سبيل المثال، نجد من السهل العمل مع بشار الأسد ومع الولايات المتحدة. وأضاف: «لماذا الأمر سهل؟ لأننا لا نغير موقفنا».

من جهته، صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن اقتراح بلاده على الولايات المتحدة بتنسيق الهجمات ضد الإرهابيين في سوريا مازال مطروحاً.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com