|  آخر تحديث نوفمبر 6, 2024 , 14:56 م

زايد و راشد .. تناغم الاتفاق و الاختلاف


زايد و راشد .. تناغم الاتفاق و الاختلاف



 

( و اختلاف ألسنتكم ) الروم 22 ، الاختلاف تنوع و غنى ، أما الخلاف فهو الشقاق و التنافر ، و ما أبعد دولة الإمارات العربية المتحدة عن التضاد.

 

انسجام مذهل صنعه هذان الإمامان العامران بالمحبة، اتفقا على الإخلاص للخالق و الوفاء للمخلوق ، و اتفقا على عمران الأوطان بالعدالة و الحنان.

كانت الإمارات صحراء مكتنزة بكنوز لا حصر لها ، فاستطاع القائدان تأليف العقول و القلوب و الجيوب ، كما استطاعا توجيه الوجوه الإماراتية للذي فطر السموات و الأرض ، فغدت هذه الدولة الصغيرة ، كبيرة بل ضخمة ، غدت فارسة أصيلة نبيلة في مضمار هرولة الشعوب ، حتى بزتهم جميعهم ، من حيث الوصول إلى أعالي المعالي ، بعد إكمال المشروع النهضوي التنموي على الأرض.

 

حتى اختلاف العظماء نعمة ..

زايد فتح أبواب السياسة على مصراعيها ، فكان بحق و جدارة : سيد المهارة ، كان بالفعل : حكيم العرب .

أما راشد فقد فتح أبواب التجارة على مصراعيها ، فأنجز إنجازات في القرن الماضي ، يعجز عن إنجازها حتى كبار اقتصاديي العالم في هذا القرن .

و لعل هذا التوازن بين السياسة و التجارة هو سر أسرار الإمارات

زايد العقل الراجح … راشد الجيب العامر

زايد يسوس الأفراد و الجماعات … راشد يكرم الفقراء و الأغنياء

زايد يصالح الدول المتخاصمة … راشد يصدّر و يستورد الخيرات

زايد صيته العطري يفوح رغم دوران عجلة الأيام في كل زمان و مكان ، أما راشد فيكفيه فخرا أنه عندما أعلن نبأ وفاته أعلنت الأمم المتحدة الحداد عليه ، ووقف المجتمعون دقيقة حداد ، تعبيرا عن تقديرهم لهذه الشخصية الكبيرة .

 

و بعد 34 سنة على رحيله، الشيخ راشد بن سعيد ، مازال نبراس الإمارات ووالد دبي الذي عاش لها و عاشت به ، كان نائب رئيس دولة الإمارات لمدة 19 سنة ، كان رئيس مجلس الوزراء لمدة 11 سنة ، كان حاكم دبي لمدة 32 سنة.

قال عنه الشيخ زايد رحمه الله : ( كان رجلا بارا من رجالات هذا الوطن

و فارسا مغوارا من فرسانه و رائدا من رواد وحدته و بناة حضارته )،

و قال عنه الشيخ محمد بن راشد : ( تعلمت من راشد منذ نعومة أظفاري بأن القائد هو الشخص الأكثر نشاطا و الأقدر على تنفيذ المشاريع بكفاءة)

سألني أحد الأحباب عن سر عشق 222 جنسية ، يعيشون على أرض الإمارات للشيخ زايد رحمه الله فأجبته :

يازايد الفضل الذي لا ينقضي / يامن بطلعته الكواكب تقتدي

صحب السمو تكرما وتفضلا / سمي السمو بصحبة من سيدي

لما نظمت الشعر أقصد زايدا / سبقت مكارمه أصابع من يدي

فاضت دموع الشكر في عين الفتى/ لما تغنّى في فضائل زايد

 

 

بقلم: د. أحمد طقش


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com