( و اختلاف ألسنتكم ) الروم 22 ، الاختلاف تنوع و غنى ، أما الخلاف فهو الشقاق و التنافر ، و ما أبعد دولة الإمارات العربية المتحدة عن التضاد.
انسجام مذهل صنعه هذان الإمامان العامران بالمحبة، اتفقا على الإخلاص للخالق و الوفاء للمخلوق ، و اتفقا على عمران الأوطان بالعدالة و الحنان.
كانت الإمارات صحراء مكتنزة بكنوز لا حصر لها ، فاستطاع القائدان تأليف العقول و القلوب و الجيوب ، كما استطاعا توجيه الوجوه الإماراتية للذي فطر السموات و الأرض ، فغدت هذه الدولة الصغيرة ، كبيرة بل ضخمة ، غدت فارسة أصيلة نبيلة في مضمار هرولة الشعوب ، حتى بزتهم جميعهم ، من حيث الوصول إلى أعالي المعالي ، بعد إكمال المشروع النهضوي التنموي على الأرض.
حتى اختلاف العظماء نعمة ..
زايد فتح أبواب السياسة على مصراعيها ، فكان بحق و جدارة : سيد المهارة ، كان بالفعل : حكيم العرب .
أما راشد فقد فتح أبواب التجارة على مصراعيها ، فأنجز إنجازات في القرن الماضي ، يعجز عن إنجازها حتى كبار اقتصاديي العالم في هذا القرن .
و لعل هذا التوازن بين السياسة و التجارة هو سر أسرار الإمارات
زايد العقل الراجح … راشد الجيب العامر
زايد يسوس الأفراد و الجماعات … راشد يكرم الفقراء و الأغنياء
زايد يصالح الدول المتخاصمة … راشد يصدّر و يستورد الخيرات
زايد صيته العطري يفوح رغم دوران عجلة الأيام في كل زمان و مكان ، أما راشد فيكفيه فخرا أنه عندما أعلن نبأ وفاته أعلنت الأمم المتحدة الحداد عليه ، ووقف المجتمعون دقيقة حداد ، تعبيرا عن تقديرهم لهذه الشخصية الكبيرة .
و بعد 34 سنة على رحيله، الشيخ راشد بن سعيد ، مازال نبراس الإمارات ووالد دبي الذي عاش لها و عاشت به ، كان نائب رئيس دولة الإمارات لمدة 19 سنة ، كان رئيس مجلس الوزراء لمدة 11 سنة ، كان حاكم دبي لمدة 32 سنة.
قال عنه الشيخ زايد رحمه الله : ( كان رجلا بارا من رجالات هذا الوطن
و فارسا مغوارا من فرسانه و رائدا من رواد وحدته و بناة حضارته )،
و قال عنه الشيخ محمد بن راشد : ( تعلمت من راشد منذ نعومة أظفاري بأن القائد هو الشخص الأكثر نشاطا و الأقدر على تنفيذ المشاريع بكفاءة)
سألني أحد الأحباب عن سر عشق 222 جنسية ، يعيشون على أرض الإمارات للشيخ زايد رحمه الله فأجبته :
يازايد الفضل الذي لا ينقضي / يامن بطلعته الكواكب تقتدي
صحب السمو تكرما وتفضلا / سمي السمو بصحبة من سيدي
لما نظمت الشعر أقصد زايدا / سبقت مكارمه أصابع من يدي
فاضت دموع الشكر في عين الفتى/ لما تغنّى في فضائل زايد
بقلم: د. أحمد طقش