لطالما سمعت هذه الكلمة من احد الزملاء سيف الحفيتي / بومحمد ..

عند كل مشكلة او حدث ما.. يقول ( بتمشي خلوها على الله ) وفعلا تمشي .. مما دفعني لكتابة هذه المقالة ..

الحياة مليئة بالتحديات والصعوبات، ولكن في طياتها تحمل أيضًا الأمل واليسر. قد نقف أحيانًا أمام مواقف تبدو معقدة ومسدودة الطرق، فنجد أنفسنا نكرر قولًا شائعًا عميق المعنى: “بتمشي”. هذه الكلمة البسيطة تختزل فلسفة حياتية إيمانية عميقة، وهي أن الله سيسهل الأمور، وستسير الحياة مهما اشتدت الصعاب.

الإيمان باليسر بعد العسر

من القواعد الثابتة في الدين الإسلامي قول الله تعالى: “فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا” (الشرح: 6). هذه الآية تغرس في نفوسنا يقينًا أن كل عسر يعقبه يسر، وأن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها. لذلك، عندما نقول “بتمشي”، فإننا نقرّ بأن الله هو المدبر والميسر، وأنه مهما كانت الظروف شاقة، فإن الحلول موجودة.

الأمل قوة محركة للحياة

“بتمشي” ليست مجرد كلمة ترددها الألسنة، بل هي مبدأ يدفعنا للتوكل على الله والعمل بجدية. الحياة لا تنتظر المترددين، لكنها تفتح أبوابها لمن يملك الأمل واليقين بأن الفرج قريب. عند مواجهة الصعوبات، تذكر أن هناك من يحمل العبء عنك، وأن يد الله دائمًا ممدودة لعباده، فقط ثق به وتوكل عليه.

التوكل لا يعني التواكل

“بتمشي” لا تعني أن نجلس مكتوفي الأيدي بانتظار الحلول. التوكل على الله مقرون بالسعي والعمل. يجب أن نبذل الأسباب ونتخذ الخطوات، ثم نترك النتائج بين يدي الله. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير؛ تغدو خماصًا وتروح بطانًا”.

التعامل مع الأزمات بوعي وإيمان

في أوقات الأزمات، نحتاج إلى تذكير أنفسنا بأن الدنيا دار ابتلاء، وأن الله يختبر صبرنا وثقتنا به. “بتمشي” هي رسالة تطمئن القلب المضطرب، وتشحن النفس بالإيجابية. الأمر الذي يبدو معقدًا اليوم قد يتحول غدًا إلى نعمة، فقط إذا آمنا أن الله يدبر الأمور بحكمته.

الثقة بالله تحول المحن إلى منح

كل تحدٍ يمر بنا يحمل في طياته دروسًا وفرصًا للتعلم والنمو. لذلك، عندما نقول “بتمشي”، فإننا نؤكد ثقتنا بأن الله لن يتركنا في منتصف الطريق. ثق دائمًا أن هناك حكمة وراء كل ما يحدث، وأن الأوقات الصعبة مؤقتة وستمر.

خاتمة: رحلة الإيمان والصبر

الحياة رحلة مليئة بالمفاجآت، منها ما يفرحنا ومنها ما يحزننا. ولكن في النهاية، “بتمشي” لأن الله لا ينسى عباده، ولأنه دائمًا هناك طريق يفتح وأمل ينبعث. فقط ثق بالله، واعمل، وقل بيقين: “بتمشي”.

يقول الشاعر ..

توكل على الله تَلقَ الَّذِي يسرك مستعجلاً يقبل

وسله الذي شئت من فضله

فالله أكرم من يسأل

شكراً الاخ / سيف الحفيتي على الهامك .

بقلم: د. سعيد عبيد بالليث الطنيجي