للإنسان حاجات أساسية متعددة ولعل أهمها هي الحاجة إلى الشعور بالسلام فمن منا لا يشعر بالرغبة لتحقيق السلام الذاتي ومع الآخرين، فالسلام حالة من الأمان والسكينة ومنافٍ للحرب والنزاعات. تسعى العديد من الشخصيات إلى نشر السلام في جميع أنحاء العالم، ومن أجل التخلص من الخلافات وتسوية النزاعات التي تقف في وجه تحقيق السلام.
وفي ظل الثقافات المتعددة التي تسكن الإمارات، تسعى الدولة جاهدة إلى تعزيز سبل بحث عن السلام، كما يعد التسامح في دولة الإمارات العربية المتحدة واحداً من الأسس التي تظهر نبذة عن السلام في المجتمع الإماراتي حيث يتساوى الأشخاص في الدولة دون تمييز، فالإمارات تضع التسامح والسلام أساساً لرؤيتها الإستراتيجية وبناء التحالفات المناسبة حسب نهجها المعلن، وأن ذلك لن يتغير أو يتبدل، مهما واجهت من تحديات.
الإمارات كانت وما زالت تسعى لتنفيذ سياستها ورؤيتها العميقة وبما لا يتعارض مع الأمن القومي العربي، فكانت طرفاً رئيسيا في التحالفات العربية والإقليمية والدولية، إن دور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة رعاه الله، يعد من الشخصيات الملهمة للجيل الجديد ويحثهم على نشر السلام بشكلٍ مستمر. يقدم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رعاه الله المساعدة لكل من يحتاجه على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وبما أن السلام، هو التوافق والتفاهم الإيجابي في القضايا المشتركة الذي يحقق الأهداف المشروعة لكل أطرافه، لذلك فلا شك أن السلام وكما يمنع الصراع ويُحجم الفكر المتطرف فإنه يحقق الاستقرار في البيئة الإقليمية، ويرفع من سوية العلاقات الإقتصادية والثقافية والتعليمية والتجارية والإستثمارية، ويكون له التأثير الأبرز في بث الحياة من جديد في شرايين الشعوب التواقة للإستقرار والنمو الإقتصادي.
ومن هنا، فإن إتفاقية السلام بين الإمارات وإسرائيل، هي اتفاقية تُضاف إلى سجل الإمارات المشرق المليء بالإتفاقيات المشابهة مع معظم دول العالم، والتي استندت إلى الأسس والثوابت الإماراتية وقامت على قرارها السيادي ومركزها القوي وعلى المصالح العليا للدولة، وبما لا يتعارض مع الأمن القومي أو الحقوق العربية، بل ستكون مرحلة هامة تقود إلى نتيجة تتوخى تحقيق مصالح جميع من يسعون للسلام، ليس هنالك طريق للسلام بل أن السلام هو الطريق.
بقلم: د. فاطمة الدربي