دشن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح أمس، وبحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة، مركز واسط للأراضي الرطبة والكائن في محمية واسط الطبيعية التي تمتد على مساحة تبلغ 4500 متر مربع، وتشكل جزءاً من المنظومة السياحية البيئية في إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة.
ويأتي المركز الذي يعتبر الأول من نوعه للبيئات الرطبة على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، ضمن المشاريع التي تبنتها إمارة الشارقة لتعزيز مكانتها كعاصمة للسياحة العربية لعام 2015، وتحسين الظروف البيئية والمحافظة على استدامة الحياة الطبيعية فيها للأجيال المقبلة.
وبعد قص شريط الافتتاح، تجول صاحب السمو حاكم الشارقة، والوفد المرافق له، في المركز، واستمع إلى شرح من هنا السويدي رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية، حول المرافق التي يتضمنها، وأهمية المركز في تعزيز الحركة السياحية، والمحافظة على الحياة الطبيعة.
وتجول صاحب السمو والوفد المرافق في أرجاء المحمية والمركز، واطلع على ما يحتويانه من فصول تعليمية وتثقيفية، ومنصات وأبراج مجهزة لمراقبة ومشاهدة الطيور بالقرب من المسطحات المائية، وعدد من العناصر والوسائل التعليمية واللوحات الإرشادية الخاصة بأنواع الطيور المهاجرة والمقيمة التي تستوطن المحمية.
واطلع سموه على ما يحويه المركز من مبانٍ حديثة مزودة بتقنيات مبتكرة، تتيح للزوار التعرف أكثر إلى الطيور الموجودة فيه، والتي تضم 60 نوعاً من الطيور المنتشرة والنادرة مثل: أبومنجل الأصلع الشمالي، وأبومنجل اللامع، والزقزاق السرطاني، والبلشون الرمادي، والعصفور الذهبي العربي، إلى جانب البط الرخامي، وهو الوحيد في المنطقة الذي يعاني من التهديد،..
والدجاج السلطاني الأرجواني، والبجع وردي الظهر، والنحام الكبير. وسيكون لهيئة البيئة والمحميات الطبيعية ومركز واسط للأراضي الرطبة دور في حماية هذه الطيور، والعناية بالمصابة منها، والمحافظة عليها للأجيال المقبلة.
ويقع مركز واسط للأراضي الرطبة ضمن محمية واسط الطبيعية التي تأسست في عام 2007 بموجب المرسوم الأميري رقم 7 لسنة 2007 الصادر عن صاحب السمو حاكم الشارقة، بشأن إنشاء محمية واسط الطبيعية في إمارة الشارقة، وتمتاز المحمية، بالتنوع البيئي الحيوي الذي يشتمل على كثبان رملية ساحلية..
وتكلسات مِلحية تربط بين البرك والبحيرة الكبيرة المفتوحة على الجزيرة. كما تعتبر المحمية من المناطق الغنية بالميزات الطبيعية من ناحية الوصف الجيولوجي والطقس، والتربة، والغطاء النباتي، والتنوع الحيواني.
وتكمن الأهمية البيئية للمحمية في كونها تعتبر بمثابة الرئة لإمارة الشارقة، وتعتبر المحمية ملجأً للطيور المقيمة والمهاجرة، ومتنفّساً لسكان المناطق المجاورة، ومقصداً لمحبي مشاهد الطبيعة، ومناظرها الساحرة، وكائناتها المختلفة.
وأوضحت هنا سيف السويدي رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بأن افتتاح مركز واسط للأراضي الرطبة يهدف إلى حماية البيئة الطبيعية لبعض المناطق في الإمارة، والمحافظة على الموارد الطبيعية، إلى جانب المساهمة في تطوير السياحة البيئية،..
وهو ما يجعله بمثابة الرئة لإمارة الشارقة، لما يتمتع به من جمال طبيعي، ومناظر ساحرة، وكائنات متنوعة، حيث يضم مرافق علمية للعناية بالطيور تضمن الحفاظ على الطيور الموجودة فيه من الانقراض.
وأضافت: «يعتبر مركز واسط للأرضي الرطبة مركزاً مهماً للتعلم وعرض أنواع من الطيور، كونه يوفر مرافق خدمية عالمية المستوى لمرتاديه من الجمهور والباحثين، فهو يتضمن ثمانية مخابئ للطيور تحتوي كل منها على معلومات ولوحات تفصيلية عن الطيور وأنواعها، بما يتيح للزوار التعرف إلى أنواع مختلفة من الطيور النادرة بطريقة عرض مميزة، والاستمتاع بالمناطق المخصصة لهم».
يمكن مركز واسط للأراضي الرطبة زواره من التعرف أكثر إلى الطيور الموجودة فيه، من خلال مناظير خاصة لمراقبة الطيور، بالإضافة إلى التقنيات المتطورة التي تمنح الزوار فرصة الاستماع إلى الأصوات التي تصدرها الطيور في المحمية، كما يضم المركز مقهى عصرياً يقدم المأكولات والمشروبات للزوار، ويتميز بإطلالته المباشرة على مناطق واسعة من المحمية، ويمكن من خلاله تأمل العديد من الطيور المقيمة والمهاجرة على مدار العام.