كشفت مصادر يمنية عن قيام سبعينية يمنية ببيع مواشيها التي تمثل كل ثروتها والتبرع بقيمتها لصالح المقاومة الشعبية، التي تقاتل ميليشيات الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح. وبحسب المصادر فإن الفعل المقاوم ضد مسلحي جماعة الحوثيين وقوات صالح في محافظة إب “وسط اليمن” لم يعد يقتصر على مقاتلين أشداء وعصاميين وبأسلحة شخصية، بل تعدى ذلك إلى “الوسط النسائي”.
ووفقا للمصادر، فإن عدالة القضية وشرف الحرب وعزم النضال، هو ما دفع بامرأة عجوز في السبعينيات من عمرها بمديرية حزم العدين لبيع مواشيها في سوق بلدة الشعاور، من أجل دعم رجال المقاومة الشعبية بالمال، عقب تعرض قريتها للقصف الصاروخي والمدفعي من قبل الحوثيين.
وبحسب محسن فيصل وهو من أبناء المنطقة، فإن موقف تلك المرأة الشجاعة والكبيرة في السن والتي رمز لاسمها بـ”س.م” لم يقف عند ذلك الحد، وإنما تعداه إلى أن تحمل سلاحها بغية الانخراط في صفوف المقاومة الشعبية، ودعت إلى النفير العام والقتال لحماية الأرض والعرض والممتلكات. ونوه محسن بأن عددا كبيرا من المدنيين من أبناء القرية التي تقطنها المرأة العجوز كانوا قد سقطوا بين قتلى وجرحى برصاص وقذائف ميليشيات الحوثي والمخلوع.
واندلعت المقاومة في محافظة إب عقب سيطرة المتمردين الحوثيين على المحافظة وبلداتها وقراها أوائل العام الجاري، وفي سبتمبر الماضي حققت تقدماً نوعياً على الأرض، غير أن نقص التموين وغياب الدعم دفع بالمقاتلين إلى الانسحاب والتراجع.
وكانت محافظة تعز الواقعة إلى الجنوب من إب قد شهدت منذ عدة أشهر قيام العشرات من النساء، خصوصا من طالبات الثانوية العامة والجامعات بالانخراط في صفوف المقاومة الشعبية وتلقي تدريبات شاقة لاكتساب مهارات القتال.
ولفت الناشط السياسي محمد هزبر إلى أن موقف المرأة العجوز سيحفز الكثير من النساء في إب ومحافظات أخرى على اتخاذ مواقف مماثلة للخلاص من كابوس الانقلابيين، كما أن موقف الفتيات في تعز سيشجع آلاف النساء في محافظات يمنية أخرى على النزول إلى الميدان وحمل السلاح.