لم يكن التصويت العالمي على الموعد الجديد لإكسبو دبي 2020 لينطلق في ١ أكتوبر ٢٠٢١، تصويتاً على التأجيل، بقدر ما هو تصويت على الثقة بالإمارات، وقدرتها على تنظيم حدث استثنائي يجمع العالم للاحتفال بالتضامن لما هو خير الإنسانية، بعد جائحة هزت البشرية.
يوم فازت دبي بتنظيم الحدث، كان التصويت الأول على الثقة بالإمارات بقدرتها على جمع العالم واستضافة أهم تجمع دولي ثقافي واجتماعي وصناعي وتجاري وعلمي وتراثي، واليوم تتجدد هذه الثقة بقوة واستجابة سريعة، وهو ما وصفه سمو الشيخ أحمد بن سعيد بأنه دليل صادق على متانة شراكاتنا الدولية، وتجسيد الدور الإيجابي الذي تؤديه الإمارات مع دول العالم.
التأجيل كما نفهمه، ليس للاستراحة أو التراخي، بل التزام بالارتقاء بهذا الإنجاز إلى مستوى الطموحات، واستضافة حدث دولي يبهر العالم ويلهمه في الوقت المناسب، حيث لا تزال ورشة البناء والتحضير في موقع الحدث الممتد على مساحة 145 كيلومتراً مربعاً، مثل خلية النحل، وتسليم المشاريع في منطقة الحدث في مواعيدها، وهو تأكيد على الالتزام والقدرة على العمل في كافة الظروف، مهما كانت صعبة.
التصويت الجديد، التزام دولي عميق بالمشاركة في الحدث، بعد أن يتم التعافي العالمي من الجائحة الفيروسية والتقاط الأنفاس واستعادة التوازن، وتأكيد على التضامن وإبراز الرغبة المشتركة في العمل معاً من أجل بناء مستقبل أفضل للبشرية، خصوصاً أن الأزمة الصحية فرضت واقعاً مختلفاً يستدعي التغيير والمرونة والبدء بمعالجات جديدة، وأضاءت على الرغبة المشتركة في رسم ملامح فكر جديد لوضع حلول لأهم تحديات العصر.
التأجيل تأكيد على الاحتفاء بالوحدة والتضامن اللذين يجعلانا أكثر قوة، والالتفاف حول فكرة أكبر عمادها روح التعاون مع بقية العالم، حيث سيمثل الحدث في موعده الجديد على نقطة انطلاق العالم في حقبة ما بعد الجائحة، وإعادة تعريف التوجه العالمي نحو الاستدامة والتركيز أكثر على القيم الإنسانية التي توحّدنا جميعاً.
عهد دبي والإمارات بالإبهار تحت شعار «تواصل العقول وصنع المستقبل» لم يتغير، بل إن التأجيل فرصة مثالية لضمان نجاح أكبر، يستطيع الجميع من خلاله تبادل المعرفة بشأن ما تعلّموه من دروس الجائحة وما توصلوا إليه من حلول وأفكار، ما يمنح الحدث ثراء أكبر يحتفي بالإنسانية وإبداعاتها وثقافاتها وابتكاراتها، خاصة في مجالات الدواء والعلوم.
بالمهلة الإضافية سنتمكن معاً من عبور تحديات الظرف العالمي الاستثنائي، واستغلال الفرصة لجعل الحدث قصة نجاح أكبر لدولة الإمارات وإرثاً قيّماً للأجيال، ومنارة الأمل، وإبراز القوة الإنسانية وروح الابتكار ليُخرج أفضل ما لدينا كبشر، ويجسد بصورة أفضل أهداف 192 بلداً مشاركاً فيه ليكون نجاحه أكبر من تخيلاتنا.
قناعتنا الراسخة في الإمارات، أننا والعالم يد واحدة، والمزيد من الوقت يعني ابتكارات أفضل وتنظيماً أروع وتجربة أعمق، نتطلّع من خلالها إلى الحدث الأروع والأضخم لاستعراض التضامن والتآخي الإنساني، تحت مظلة الإمارات التي أكدت حضورها كقوة مؤثرة على الخريطة العالمية، ما يضمن قدرتها على إبهار العالم بتنظيم إكسبو تاريخي برؤية قيادتها وإرادة أبنائها. انتظرونا في 1 أكتوبر 2021، الموعد تغيّر لكن الوعد ثابت.
بقلم: منى بوسمرة