لم يعد مهماً كثيراً اقتران النتيجة خصوصا الفوز بحجم الأداء داخل المستطيل الأخضر، حقيقة جسدها واقعا ملموسا فريق العين الأول لكرة القدم عندما سحق نظيره الشباب على ملعبه الخضراوي بدبي أول من امس بنتيجة 4/1 في الجولة السادسة لدوري الخليج العربي، بأسلوب السهل الممتنع الذي غالبا ما يقود مَن يٌجيد تطبيقه إلى نيل المراد، لينفرد الزعيم بقمة الترتيب العام لفرق البطولة برصيد 15 نقطة، تاركا متاعب وهموم «زحمة» منطقة الوسط للجوارح بعدما تجمد رصيدهم عند النقطة التاسعة.
العين لم يكن في افضل حالاته المشعة المعروفة عنه، لكنه في النهاية حقق المراد وربما أكثر ما خطط له مدربه زلاتكو، حقيقة تأكدت في المباراة لا سيما في شوطها الأول الذي ظهر فيه الشباب بصورة افضل بالقياس إلى مستواه في الشوط الثاني من المباراة، معادلة أثبتت خلاصتها النهائية أن العين استثمر كثيرا هفوات وأخطاء الشباب، وهذه تحسب له وليس عليه، مجسدا على ارض الواقع حقيقة أن الفوز ليس بالضرورة أن يكون دائما مقترنا بأداء راق أو مميز جدا في ظل المشوار الطويل للمنافسة على درع الدوري وتعدد القوى الطامعة بتجريد العين من لقبه.
وبكل تأكيد أن المباراة كشفت جانبا آخر لفريق الشباب، جانبا تمثل في عدم استيعاب صدمة الهدف المبكر للعين، وفقدان التركيز المطلوب في الأوقات الحاسمة للمباراة، وضبط إيقاع التركيز عندما يكون المنافس في حالة هجوم وسيطرة على مجريات المباراة، وإعادة النظر بعدم مشاركة بعض اللاعبين منذ بداية المباراة، وهذه مجرد إشارة مراقب لا أكثر نضعها بتجرد أمام كايو مدرب الشباب.
زلاتكو مدرب فريق العين، عبر عن سعادته الغامرة بالفوز الساحق للزعيم، مشددا على أن فريقه لعب افضل مباراة له في الموسم الحالي، مشيدا بالشباب، عادا إياه فريقا كبيرا رغم الخسارة الكبيرة، معترفا بأن الشباب لعب بصورة افضل في الشوط الأول من المباراة، وشكل خطورة واضحة على مرمى فريقه.
وشدد زلاتكو على أنه وفريقه عملا على الإمساك بمنطقة الوسط بقوة لحرمان الشباب من التحرك بحرية، كاشفا النقاب عن أنه عمل على ذلك مع لاعبيه طوال 3 أيام قبل المباراة، وطلب من لاعبيه التحكم بوسط الملعب لتجريد الشباب من قوته، مبديا ارتياحه لتطبيق لاعبيه ما خطط له معهم قبل المباراة، معربا عن قناعته بأن الحديث عن صاحب الحظ الأوفر بمعانقة درع الدوري، ما زال مبكرا جدا لطول مشوار المنافسة ولتعدد الأطراف الساعية إلى الفوز باللقب.
ونوه زلاتكو إلى أن العين مازال بحاجة إلى 55 أو 56 نقطة للاحتفاظ بدرع الدوري، مشددا على أن المشكلة التي سيعاني منها فريقه في الأيام القادمة تتمثل في انخراط أكثر من 14 لاعبا في تشكيلة المنتخب الوطني، ما يتطلب إعداد فريق آخر لخوض مباريات بطولة كأس الخليج العربي، منوها إلى أنه لا بد من العمل من الآن على تجهيز فريق لخوض بطولة الكأس في ظل غياب عدد كبير من لاعبيه الملتحقين بالمنتخب الوطني.
وكشف زلاتكو النقاب عن أنه طلب من لاعبيه قبل المباراة بضرورة التفكير بأن الفوز في مباراة الشباب هو مفتاح المحافظة على درع الدوري وإبقائه في جعبة العين، معللا ذلك بكون الشباب من الفرق القوية والصعبة المراس التي يتطلب اللعب معها جهدا وافرا وتفكيرا مختلفا، مشددا على أن مباراة الشباب هي مباراة الموسم بالنسبة لفريق العين.
ومن جانبه، شدد كايو جونيور مدرب فريق الشباب على أن فريقه لعب بصورة جيدة لا سيما في الشوط الأول من المباراة رغم تلقيه الخسارة الثقيلة، معربا عن قناعته بأن النتيجة النهائية لا تعبر عن حقيقة الأداء طوال المباراة، واصفا النتيجة بغير العادلة، معللا ذلك بعدد الفرص الكثيرة التي سنحت لفريقه لكنه لم يفلح في استثمارها على عكس العين تماما، معترفا بأن المنافس ظهر بصورة جيدة في الشوط الثاني من المباراة.
ولفت كايو إلى أن كل شيء سيء كان من حصة الشباب، البطاقات الصفراء والأهداف والنتيجة النهائية، مشددا على أن الخسارة لها وقع مؤلم في نفسه كونها لا تعكس حقيقة أداء فريقه على الأقل في الشوط الأول، مذكرا بأن الشباب تعرض لآخر خسارة في أبريل الماضي على يد فريق الإمارات، مشددا على أنه لم يسبق لفريقه التعرض للخسارة وهو في مثل المستوى الذي قدمه أمام العين، في إشارة إلى عدم اقتناعه بالخسارة برباعية أمام الزعيم.
ونوه كايو إلى أن الهدف الأول المبكر جدا للعين أثر سلبا على تركيز لاعبي الشباب وخلط الكثير من أوراق المباراة بالنسبة لفريقه، كاشفا النقاب عن أنه سيعمل بجد من اجل «فهم» ماذا حدث بالضبط على كافة مستويات فريقه، مشيدا بفريق العين، مشددا على أن الشباب بمقدوره العودة من جديد إلى دائرة البريق، لافتا إلى أن المفارقة في المباراة تمثلت في أن الشباب يلعب والعين يسجل.
دعا كايو لاعبيه إلى ضرورة عدم التوقف كثيرا عند الخسارة أمام العين، مطالبا بحتمية التركيز على القادم من المباريات سواء في الدوري أو غيره، ومنها مباراة النصر في الجولة السابعة للدوري، واصفا تلك المباراة بالصعبة جدا كونها أمام منافس قوي يحتل موقعا متقدما في سلم الترتيب العام للبطولة.
محمد المري: هذا ليس الشباب
أكد محمد مطر المري نائب رئيس مجلس إدارة نادي الشباب على أن العين حقق الفوز العريض على فريقه أول من امس في الجولة السادسة لدوري الخليج العربي على الملعب الخضراوي بدبي بنتيجة 4/1، لأنه أجاد استثمار ابسط أخطاء وهفوات لاعبي الشباب وفقا لأسلوب السهل الممتنع، بقوله: هذا ليس الشباب الذي نعرفه ويعرفه الكثيرون، العين لم يضغط كثيرا، لكنه سجل 4 أهداف في شباكنا نتيجة استثماره ابسط أخطاء وهفوات لاعبينا، هذه مباراة للنسيان تماما، ولا بد من العودة إلى جادة المنافسة، وثقتنا كبيرة جدا بفريقنا.
وأضاف المري قائلا: بكل أمانة وثقة، الخسارة رغم كونها ثقيلة إلا أنها لا تجعلنا نشعر بالخوف على فريق الشباب، وهذه القناعة راسخة وتجسدت في الكثير من التفاصيل على الأقل في الموسمين الأخيرين اللذين اثبت خلالهما الشباب أنه فريق ليس سهلا أبدا وبإمكانه العودة والخروج من الكبوة كونها كبوة جواد أصيل اسمه فريق الشباب.
وأعرب المري عن قناعته بأن الخسارة الثقيلة أمام العين ستكون مناسبة طيبة لتسجيل ردة فعل قوية وإيجابية من جانب لاعبي فريق الشباب في المباريات القادمة سواء في الدوري أو غيره، لافتا إلى أن العمل خلال الأيام القليلة المقبلة في النادي سيكرس تحديدا لكيفية إعادة الشباب إلى وضعه الطبيعي وإخراج لاعبيه من دائرة التأثيرات السلبية للخسارة أمام العين، مبديا رضاه بالمردود الذي يقدمه البرازيلي جو، مشددا على أن جو يسجل في كل مباراة تقريبا، مقارنة بسلفه إدغار.
وشهدت مباراة الشباب على ملعبه الخضراوي بدبي أول من امس أمام نظيره العين في الجولة السادسة للدوري، ما مجموعه 3893 شخصا، اغلبهم من عشاق الزعيم العيناوي لا سيما بعدما بادرت الإدارة الشبابية بمنح جماهير العين حصة أكبر في ملعب المباراة تأكيدا لأهمية الحضور الجماهيري في مباريات البطولة لا سيما ذات الطابع الجماهيري والتي يكون طرفا فيها فريقين عريقين بشهرة الشباب والعين.
عبدالله بن محمد: الأهم في تفكير العين حصد النقاط
شدد الشيخ عبدالله بن محمد بن خالد آل نهيان رئيس مجلس إدارة شركة نادي العين لكرة القدم على أن الأهم في تفكير الزعيم هو حصد النقاط في مختلف المباريات بغض النظر عن طبيعة الأداء، مباركا لجماهير العين الفوز العريض وبنتيجة 4/1، وانفراد الزعيم بقمة الترتيب، لافتا إلى أن العين استثمر جيدا معظم الفرص التي سنحت له طوال المباراة أمام مرمى الشباب فسجل 4 أهداف خلال الشوطين.
ولفت الشيخ عبدالله بن محمد إلى أن مسيرة العين لا تتوقف أبدا على لاعب بعينه مهما كانت شهرته، منوها إلى أن الزعيم يلعب بروح الفريق وليس بنجومية لاعب محدد، مشددا على أن العين يحقق الفوز بالأجانب أو بدونهم، مبديا قناعته بالمستوى الذي يقدمه الزعيم في البطولة، متطرقا إلى برمجة الدوري.
مشددا على أن مفهوم «دوري قوي يصنع منتخبا قويا» صحيح جدا، داعيا إلى تطبيق برمجة دقيقة لا تتأثر بها سلبا فرق البطولة والمنتخب على السواء، مشددا على أن جاهزية المنتخب الوطني يجب أن تنطلق من جاهزية لاعبي الأندية باعتبارهم هم الأساس في هذا الجانب الحيوي في العلاقة بين الطرفين.