بقلم: محمد عبدالمجيد على
أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن هذا العام سيكون عام الاستعداد للخمسين، عام ستستعد فيه دولتنا العزيزة دولة الإمارات ليوبيلها الذهبي «عام الخمسين»، خمسون عاماً على تأسيس دولة الابتكار، دولة التسامح، دولة زايدالخير، وتقترب دولة الإمارات، في عيدها الوطني لعام 2021، من إتمامها 50 عاماً من اتحاد إماراتها السبع، إذ ستعمل كافة مؤسّسات الدولة في العام المقبل ليكون عام الاستعداد للخمسين 2020 وهو عام منتصف مسيرة الإمارات المئوية 2071.
تريد قيادتنا الرشيدة أن يكون عام 2021، الذي ستحتفل فيها دولتنا الحبيبة بيوبيلها الذهبي، عام الانطلاقة الكبرى الثانية إلى المستقبل، عام التأسيس لمرحلة جديدة في مسيرة التطور الحضاري والإنساني والتنموي الرائدة لدولة الإمارات العربية المتحدة وشعبها، وتحقيق الطموح المشروع لقيادتنا بأن تكون دولة الإمارات أفضل بلد في العالم على الإطلاق، عند الاحتفال بمئويتها عام 2071، وهو ما أشار إليه صراحة سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، بقوله: «نريد 2021 أن يكون عام الانطلاقة الكبرى، نحتفي بخمسين عاماً، ونطلق مسيرة الخمسين المقبلة»، ومن أجل ذلك، تم تخصيص عام 2020 للاستعداد لتحقيق هذا الهدف، من خلال إعداد وصياغة أكبر استراتيجية عمل وطنية من نوعها لبناء مستقبل دولة الإمارات في الأعوام الخمسين المقبلة، وتهيئة كل قطاعات الدولة لمرحلة ما بعد النفط، كما أشار إلى ذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله.
تريد قيادتنا الرشيدة أن يكون عام 2020 هو عام حشد الجهود والطاقات وتعبئة الموارد والإمكانيات الوطنية كافة، المادية منها والفكرية، وتعزيز الشراكات المجتمعية، وذلك كأساس للانطلاق نحو مرحلة جديدة في مسيرتنا الحضارية والإنسانية، بعد أن نجحت الانطلاقة الأولى التي أرسى دعائمها، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وإخوانه أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الاتحاد، في صنع أعظم تجربة وحدوية عربية، وتمهيد الطريق أمام صنع نموذج تنموي وحضاري إماراتي متفرّد، تنظر إليه كثير من الدول والشعوب اليوم بتقدير وإعجاب شديدين، ويسعون إلى الاقتداء به.
في عام الاستعداد للخمسين سنهيئ أجيالنا لمرحلة ما بعد النفط، وهذا ما شدد عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قائلاً «في الخمسين عاماً المقبلة.. نهيئ كل قطاعات الدولة لمرحلة ما بعد النفط، ونبني اقتصاداً معرفياً حقيقياً أساسه الابتكار والإبداع والعلوم الحديثة»، وهذا يتطلب الكثير من الجهود لتهيئة أجيالنا لتبني الأفكار الإبداعية، ونتخذ من العلوم الحديثة مسلكاً علمياً وعملياً في حياتهم، بل إن هذا الأمر يتطلب الكثير من الجهود من قبل مؤسساتنا لإعادة صياغة مناهجنا الدراسية وخططنا التعليمية، لجعل مفاهيم المستقبل وعلومه هي الركيزة الأساسية لخريجينا ليكونوا مستعدين لمرحلة ما بعد النفط.
الإمارات ترسخ يوماً بعد الآخر مكانتها كنموذج تنموي وسياسي فريد، ولا تنشغل بالحملات المغرضة من طيور الظلام من الجماعات الإرهابية التي تستهدفها وتشكك في إنجازاتها، وتركز على المضي قدماً في صناعة المستقبل والاستثمار فيه، لأن لديها مشروع نهضوي حضاري يستهدف تعظيم مكتسباتها التنموية والحضارية خلال الخمسين عاماً المقبلة، ولهذا فإنها تمثل دوماً بقعة الضوء المشرقة في عالمنا العربي، وتقدم للآخرين روشتة النجاح المضمونة في البناء والتطور والإنجاز والتميز، لأن الله حاباها بقيادة رشيدة تدرك مكانة الإمارات وتعمل على إعلاء شأنها بين الأمم في ظل بيت متوحد وشعب متماسك يجعل شعاره دائماً العمل على ريادة الإمارات وترسيخ تفوقها وتميزها على الصعيدين الإقليمي والدولي.
ورسّخت القيادة الرشيدة في الإمارات مبادئ العدل والمساواة والتآلف والتسامح واحترام الآخر بين الأديان والأعراق والثقافات، نهجاً ثابتاً لا يقتصر على الداخل بين مكونات المجتمع الإماراتي فحسب، بل يحكم علاقات الدولة بالعالم الخارجي، وكان التّسامح ولا يزال أحد المبادئ الإنسانية والأخلاقية التي رسّختها القيادة الرشيدة حفظها الله منذ تأسيس الدولة.