صحيفة نبض الإمارات – حوار الاعلامية (الشيماء خليف)
- هلا أخبرتنا المزيد من المعلومات عن مقطوعات كونشيرتو باخ؟ وما الذي ألهمك لاعتماد هذه المقطوعات في حفلك ضمن موسم موسيقى أبوظبي الكلاسيكية؟
يُعتبر العازف والمؤلف الموسيقي والملحن يوهان سباستيان باخ صاحب الفضل في ابتكار كونشيرتو البيانو؛ وهو أحد أنواع الموسيقى الكلاسيكية، والتي أسست للحوار بين الأوركسترا والبيانو (أو القيثارة الكلاسيكية كما كانت تعرف في عصر باخ)، وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من مؤلفات هايدن وبيتهوفن وموزارت الموسيقية. وبالنسبة لي، فإن باخ يمثّل ركناً رئيسياً في عالم الموسيقى الكلاسيكية، لأن إرثه الموسيقي لا يزال يمثّل مرجعاً مهماً بالنسبة لجميع الملحنين والنقّاد الموسيقيين. وسأقدم في حفلي الافتتاحي في موسم موسيقى أبوظبي الكلاسيكية كونشيرتو ثنائي وثلاثي ورباعي البيانو لباخ، حيث يشاركني إيمانويل كريستين وأودري فيغرو وجاك روفييه، بالاشتراك مع عازفي الآلات الوترية المتميزين من أوركسترا جنيف لموسيقى الحجرة.
- تعدّ مقطوعات الكونشيرتو عنصراً مشهوراً في الموسيقى الكلاسيكية الغربية، فيما لا نجدها في الموسيقى الشرقية. ما تعليقك على مدى ترحيب أهالي المنطقة بهذا النوع الموسيقي، وهل تعتقد بأن لها جمهور واسع في الإمارات؟ وما رأيك بالمشهد الفني في الإمارات؟
لطالما أثبت الجمهور في المنطقة وعيهم الموسيقي الكبير، والذي نلمسه في الإقبال الكبير على حضور حفلات الموسيقى الكلاسيكية، حيث يؤكدون بذلك على فهمهم لهذا النوع الفني الراقي. وأعود بحفلي هذا للمرة الثالثة إلى أبوظبي، حيث شاركت للمرة الأولى في نسخة عام 2015 إلى جانب أوركسترا أكاديميا تياترو ألا سكالا، وبعد ذلك في عام 2017 إلى جانب عازف الكمان الفرنسي ريناود كابوكون، حيث أدينا مقاطع سوناتا باخ وبيتهوفن، ما أعتبره خير دليل على مدى تقدير الجمهور لمختلف ألوان الموسيقى. ومن وجهة نظري، يؤكد ترحيب جماهير الإمارات بمختلف الأنماط الفنية والموسيقية على مدى التناغم والتسامح الذي يعيشه سكان الإمارات من مختلف الجنسيات والخلفيات الثقافية.
- ما المقطوعات التي ستؤديها خلال حفلك في موسم موسيقى أبوظبي الكلاسيكية؟
سوف أقدم حفلي برفقة إيمانويل كريستين وأودري فيغرو وجاك روفييه وأوركسترا جنيف لموسيقى الحجرة، حيث نؤدي مقطوعات ثنائي وثلاثي ورباعي البيانو لباخ، وهي:
يوهان سباستيان باخ: كونشيرتو البيانو على سلم سي ماجور، مع آلتي هاربسكورد (BWV 1061)
يوهان سباستيان باخ: كونشيرتو البيانو على سلم سي مينور، مع آلتي هاربسكورد (BWV 1062)
يوهان سباستيان باخ: كونشيرتو البيانو على سلم سي مينور، مع آلتي هاربسكورد (BWV 1060)
يوهان سباستيان باخ: كونشيرتو البيانو على سلم دي مينور، مع ثلاث آلات هاربسكورد (BWV 1063)
يوهان سباستيان باخ: كونشيرتو البيانو على سلم إيه مينور، مع أربع آلات هاربسكورد (BWV 1065)
- هلّا شاركتنا بعض المعلومات عن أهم حفلاتك العالمية، والفرق الموسيقية التي عزفت برفقتها؟
أفخر بجميع الحفلات التي قدمتها، إذ أسهمت كل منها في تعزيز شهرتي العالمية، سواءً من حفلتي مع أوركسترا الرويال كونسرت خيباو، وإذاعة وصوت بافاريا وأوركسترا ومهرجان بودابست، والأوركسترا الفيلهارمونية وأكاديمية سانت مارتين إن ذا فيلدز وأوركسترا لندن الفيلهارمونية ومجموعة الحجرة الألمانية في بريمن، والأوركسترا السيمفونية الألمانية وجامعة موتزارت في سالزبورغ وأوركسترا تياترو ألا سكالا وأوركسترا باريس وأوركسترا فرنسا الوطنية وأوركسترا الأوبرا الوطنية في باريس. كما وتشرفت بالعزف مع أوركسترا كليفلاند، وأوركسترا بوسطن السيمفونية وأوركسترا سان فرانسيسكو السيمفونية وأوركسترا نيويورك الفيلهارمونية وأوركسترا شيكاغو السيمفونية وأوركسترا لوس أنجلوس الفيلهارمونية.
- ما خططك المستقبلية بعد موسم موسيقى أبوظبي الكلاسيكية؟
بعد حفلي في موسم موسيقى أبوظبي الكلاسيكية سأتوجه إلى فرنسا، حيث أقيم حفلةً في جنوب فرنسا. وبعد ذلك سأواصل جولاتي وحفلاتي بالشراكة مع زملائي إيمانويل كريستين، وأودري فيغرو، وجاك روفييه. وبالنسبة لطموحاتي، فإنني أحاول في هذه المرحلة من مسيرتي الفنية التركيز على تقديم الموسيقى الكلاسيكية بصورةٍ جاذبة للأجيال الشابة، وتغيير النظرة النمطية السائدة حول هذا النوع الموسيقي، بكونه مرتبطاً بفئة عمرية معينة.
- إن لم تعزف البيانو، ما الآلة الأخرى التي كنت لتختارها؟
على الرغم من إعجابي الكبير بآلة الهارب، إلا أنني أحب التشيلو كثيراً، لهذا أعتقد بان كنت سأتعلم العزف على التشيلو. وبعيداً عن عالم العزف، كنت لأتمنى تعلم الغناء، لأني دائماً أجد الكثير من السحر والإبداع بحناجر المطربين.
- يحتفل موسم موسيقى أبوظبي الكلاسيكية بنسخته التاسعة بالذكرى 250 لميلاد الملحن الألماني لودويج فان بيتهوفن، ومن الواضح أنك شغوف بألحان باخ، برأيك ما أوجه التشابه والاختلاف بين الملحنين العالميين؟
يمتاز كل ملحنٍ بهويته وإرثه الخاص، ولدي احترام وتقدير كبير لجميع إبداعات الموسيقى الكلاسيكية، وأفخر بتأدية جميع ألحانها. وأعتقد بأن الالحان التي أبدعها بيتهوفن لا تزال تمثل بعض أهم انتاجات الثقافة الإنسانية على مر التاريخ، وتؤكد على عبقريته الموسيقية. من ناحيةٍ أخرى، تتصف ألحان باخ بهدوئها وملامستها لمشاعر المستمعين، فيما تخاطب ألحان بيتهوفن الأذن والفكر.