تشارك دولة الإمارات الأمم المتحدة باليوم الدولي للنساء والفتيات في مجال العلوم الذي يصادف 11 فبراير من كل عام بوصفه يوماً دولياً للمرأة والفتاة في مجال العلوم بهدف تحقيق أكبر للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة والفتاة من المشاركة في العلوم مشاركة كاملة متكافئة مع الرجل.
وأسست الإمارات وزارة العلوم المتقدمة التي تركز على أخذ الأبحاث والدراسات الحديثة ومخرجاتها لوضع سياسات وتطبيقات وتكنولوجيا تلمس الحياة اليومية ولها فائدة مباشرة على الاقتصاد.
وحظيت المرأة الإماراتية على وجه خاص في ظل دولة الاتحاد باهتمام ورعاية كبيرين، تأتي من أهمية دور المرأة في بناء المجتمع ومسيرة التنمية، وكانت محظوظة باستمرار تلك الرعاية الرشيدة التي أولاها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» وتواصلت في ظل رعاية ودعم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، حيث شهدت السنوات الأخيرة في دولة الإمارات العربية المتحدة اهتماماً متزايداً ومتنامياً بمختلف قضايا المرأة في كل المجالات والقطاعات، وأصبحت هذه القضايا في مقدمة أولويات السياسات التنموية، بما انعكس هذا الاهتمام جلياً على المستويين الحكومي والأهلي.
يعكس الاحتفاء باليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم الدور الكبير والمهم الذي تلعبه النساء والفتيات في قطاع العلوم والتكنولوجيا على مستوى العالم، فيما تكشف إحصائيات منظمة يونسكو، أن ما يقارب 30 في المئة من الطالبات يخترن مجالات ذات صلة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في التعليم العالي.
وأكدت معالي سارة بنت يوسف الأميري وزيرة الدولة للعلوم المتقدمة رئيس مجلس علماء الإمارات، أن تمكين المرأة بالعلوم والمعارف وتسليحها بالخبرات وأدوات العصر يشكل أحد أسس بناء المجتمعات وتطورها وركيزة مهمة في نهضتها وتقدمها وصناعة مستقبل أكثر إشراقاً للأجيال القادمة.
وأشارت بمناسبة اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم إلى أن الإمارات تبنت منذ تأسيسها نهج تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها في مختلف مجالات العمل، وواصلت القيادة الرشيدة البناء على هذا النهج إيماناً بقدرة بنات الإمارات على المساهمة الفاعلة في دعم مسيرة التنمية المستدامة في الدولة وبناء اقتصاد يقوم على المعرفة والابتكار.
وأضافت الأميري إن المرأة في الإمارات قطعت شوطاً كبيراً في مجال مشاركتها في مختلف الميادين العلمية والعملية وأصبحت تتبوأ مناصب حيوية وتقودها بكفاءة وذلك بفضل دعم القيادة المتواصل لها في كافة الميادين، والرعاية والتشجيع المستمر من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، للمرأة الإماراتية وذلك من خلال تمكينها وتفعيل دورها الريادي إلى جانب شقيقها الرجل.
وأشارت إلى أن المرأة الإماراتية حققت خلال فترة وجيزة منجزات عديدة في قطاع العلوم المتقدمة والفضاء والتكنولوجيا وكان لها دور بارز في مجالات العلوم والرياضيات والهندسة والتكنولوجيا مشيرة إلى أن 34% من أعضاء فريق مسبار الأمل من النساء و50% من الفريق القيادي في المسبار و55.5% في مجلس علماء الشباب و37.5% في مجلس علماء الإمارات و61.5% من الخريجين من الجامعات الحكومية في التخصصات العلمية للعام الدراسي 2017 ـ 2018 فيما، فازت عالمتان بميدالية محمد بن راشد للتميز العلمي في دورتيها الثانية والثالثة.
وشددت معالي سارة الأميري على ضرورة الاستفادة من الفرص التي توفرها الدولة للمرأة في الإمارات وتحويل التحديات إلى فرص وتوظيفها والبناء عليها لتحقيق المزيد من الإنجازات التي تضاف إلى رصيدها الكبير ودعم مساهمتها في مجالات العلوم المختلفة لتطويرها وتعزيز مشاركتها في سوق العمل لترسيخ مكانة الدولة وتنافسيتها العالمية وصولاً إلى تحقيق أهداف مئوية الإمارات 2071.
مجلس علماء الإمارات الشباب دعم الكفاءات
تم إطلاق مجلس علماء الإمارات الشباب برئاسة مريم الشامسي، عضو مجلس علماء الإمارات ومدير إدارة علوم الفضاء في مركز محمد بن راشد للفضاء، والذي يهدف إلى دعم الكفاءات الشابة والاستثمار في رأس المال البشري من الشباب من مختلف التخصصات العلمية، فيما يأتي المجلس استكمالاً لدور «مجلس علماء الإمارات» في تنمية جيل من علماء المستقبل، يساهمون في إنتاج المعرفة وتوظيف العلوم في مسيرة التنمية في الدولة، ويساهم في تهيئة البيئة المناسبة لتشجيع الشباب على الانخراط في قطاع العلوم والتكنولوجيا، بينما يعمل في الوقت نفسه على الارتقاء بمعايير المنظومة العلمية في الدولة، ويضم المجلس من بين أعضائه الثمانية 4 من بنات الإمارات المتميزات في قطاع العلوم، ما يعكس الجهود المبذولة لتمكينهن علمياً.
الشيخة فاطمة دعم مطلق للمرأة
يأتي الدعم المطلق والكبير من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، للمرأة الإماراتية، لكي تتبوأ مكانتها التي تستحقها في كافة المجالات ومن بينها قطاع العلوم والتكنولوجيا، الذي حققت فيه نجاحات مهمة، دعمها في ذلك وجود هذه البنية العلمية الضخمة التي تمتلكها الإمارات من مؤسسات تعليمية وجامعات ومؤسسات علمية، والتي أصبحت المرأة الإماراتية فيها عضواً فاعلاً وشريكاً مهماً.
وركزت الاستراتيجية الوطنية للمرأة التي أطلقتها الإمارات على التعليم، كأساس للتقدم فسهلت للمرأة الطريق لبلوغ أعلى درجات العلم حيث أصبحت الآن تشكل أكثر من 70 في المئة من الطلبة الذين يدرسون في مراحل التعليم كافة، و30 في المئة منهن في مستوى القيادة، فضلاً عن ذلك فهي تحتل تسعة مناصب وزارية، كما أن هناك 15% في وظائف تخصصية وأكاديمية، فيما تمثل المرأة 74% من إجمالي الدارسين في الجامعات الحكومية، و41% في المئة من أعضاء الهيئة التدريسية في قطاع التعليم العالي الحكومي في جامعة الإمارات وجامعة زايد وكلية التقنية العليا خلال العام الدراسي 2017.
ميرة المهيري مفتشة أمان نووي
قالت ميرة المهيري التي تعد أول إماراتية تعمل مفتشة أمان نووي في الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، إن الإمارات وقيادتها كانت دائماً سباقة في دعم المرأة وتمكينها، وخاصة في مجال العلوم والتكنولوجيا، حيث وفرت كل الممكنات التي تعزز من تقدمها وتطورها، مشيرة إلى أن المرأة الإماراتية قادرة على تحقيق التميز بكل جدارة في أي ميدان وأوله ميدان العلوم، لافتة إلى أنه من خلال دراستها وعملها في المجال العلمي شهدت الكثير من النماذج المشرفة التي يُفتخر بها على الصعيدين المحلي والعالمي.
وتطرقت المهيري إلى عملها حيث تخرجت في جامعة خليفة بامتياز مع أعلى مرتبة شرف في الهندسة الميكانيكية والنووية، وعملت مساعد أستاذ في جامعة خليفة لمساقات متعددة ومنها مساق تصميم الآلة، وميكانيكا الموائع، وحساب التفاضل والتكامل، كما عملت مساعد مختبر لمساقي الدراسة المستقلة والكيمياء.، فيما تدربت في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية سيرن في جنيف المتخصصة في أبحاث فيزياء الكم، كما عملت مع مجموعة من طلاب الدكتوراه في جامعة إمبريال كوليدج بلندن في مجال أبحاث الهندسة الطبية وكانت أحد الممثلين الرسميين للدولة في مشروع مفاعل هالدن في النرويج والمختص ببحوث الوقود النووي والمفاعل والعوامل البشرية.
وبينت أنها نالت العديد من الجوائز مثل جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، وجوائز رئيس جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث للأداء في التعليم العالي، وجوائز مؤسسة الإمارات للطاقة النووية للأداء في التعليم العالي، وغيرها الكثير.
بشرى البلوشي.. مدير للأمن الإلكتروني
وأوضحت الدكتورة بشرى البلوشي مديرة الأبحاث والابتكار بمركز دبي للأمن الإلكتروني أن الإمارات حققت نجاحات عالمية ومبهرة في قطاع العلوم والتكنولوجيا، بتوجيهات القيادة الرشيدة وبدعم من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، حيث وصلت المرأة الإماراتية إلى أرقى المناصب، وأصبحت شريكاً رئيساً في قيادة التنمية، وذلك لما تملكه من مؤهلات علمية وقدرات كبيرة.
وقالت: إن تمكين المرأة نال أولوية مطلقة من قادة الدولة في قطاع العلوم تحديداً، وهو ما نراه في هذا العدد الكبير من نساء الإمارات اللاتي يتقلدن أرفع المناصب العلمية في مؤسساتهن وجامعاتهن، فضلاً عن تحقيقهن نجاحات ملحوظة ولافتة في هذا القطاع، مبينة أن هناك أسماء لامعة لإماراتيات تقترن أسماؤهن بإنجازات كبيرة، فيما نرى إقبالاً منقطع النظير من الفتيات على الالتحاق بتخصصات علمية نوعية في جامعاتنا، وفي مقدمتها علوم الفضاء والهندسة والتكنولوجيا، وعلوم الحاسوب وغيرها الكثير، وأن أعدادهن تنبئ بقيادات كبيرة ستصنع إنجازات قادمة في تخصصاتهن في المستقبل القريب للإمارات.
وأكدت أن الدولة تعيش اليوم عصراً ذهبياً من التميز والإبداع والابتكار والريادة في العديد من القطاعات، وذلك بفضل الرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة التي تستشرف المستقبل وتخطو نحوه بقوة واقتدار مؤمنة بقدرات أبنائها لأنهم ثروتها الحقيقية.