تظاهر عناصر الشرطة الفرنسيون أمس، للتعبير عن استيائهم للمرة الأولى منذ نحو ثلاثين عاماً، في باريس أمام وزارة العدل التي يتهمونها بعدم الاكتراث إزاء تزايد أعبائهم منذ الاعتداءات التي شهدتها العاصمة الفرنسية في يناير الماضي.
وهتف أكثر من ألف شرطي «شرطيون غاضبون» أمام مقر وزارة العدل بوسط باريس، حيث علقوا لافتة سوداء كتب عليها «الشرطة-العدل: قطيعة».
وعلى قمصان التي-شيرت التي كان يرتديها الشرطيون باللباس المدني رسمت أهداف أو كتب شعار يطالب بـ«الحماية وعرفان الجميل».
وأمام هذا التحرك الاستثنائي قام رئيس الوزراء الاشتراكي مانويل فالس الذي تولى سابقا حقيبة الداخلية، بـ«عدد معين من الإعلانات والمقترحات».
وقال الناطق باسم الحكومة ان الرئيس فرنسوا هولاند سيستقبل نقابات الشرطة والعدل «الأسبوع المقبل» استجابة لمطالب المتظاهرين.
ومنذ الهجمات التي شهدتها العاصمة الفرنسية في يناير الماضي وأودت بحياة 17 شخصاً، تواجه الشرطة الفرنسية التي لقيت تعاطفا واسعا نادرا من قبل السكان حينذاك، اختبارا صعبا بين منع وقوع هجمات جديدة وأزمة الهجرة، لكن الشعرة التي قصمت ظهر البعير كانت إصابة أحدهم بجروح خطيرة قبل ايام برصاص اطلقه سجين استغل إذنا بالخروج المؤقت للهرب.
وقال جان كلود ديلاج من نقابة «اليانس» وهي اكبر نقابة للشرطة ان «الشرطيين الذين كانوا أبطال شهر يناير اصبحوا منسيي الجمهورية».
من جهته تحدث نيكولا كونت من منظمة اونيتي بوليس اس جي بي وهي نقابة ثانية عن «حالة تعب مقلقة». أما باتريس ريبيرو العضو في سينيريجي ثاني نقابات الشرطة فتحدث عن «ملل وفقدان المهنة لمعناها».
وعبر هؤلاء عن أسفهم «لانفجار أعمال العنف» و«نقص الوسائل» و«المهمات غير الواضحة» و«عدم اعتماد معالجة جزائية» التي قادت كلها الى إطلاق هذه الدعوة من اجل التجمع في ساحة فاندوم أمام مقر وزيرة العدل كريستين توبيرا وأمام محاكم المناطق في أحياء للنزاع القديم بين الشرطة والقضاء.