بدأ النظام السوري وروسيا هجوماً جوياً على درعا بإطلاق طائراتهما عشرات الصواريخ والبراميل المتفجّرة على أحياء المعارضة، وفيما فرّ المدنيون نحو الحقول المجاورة هرباً من جحيم القصف، كشفت موسكو أنّ مسؤوليها يأملون في بحث الوضع في جنوب غرب سوريا مع واشنطن قريباً، ومع الأردن بشكل منفصل.
وقصفت قوات النظام السوري، بعشرات الصواريخ وبالبراميل المتفجرة، للمرة الأولى منذ عام، أحياء تحت سيطرة الفصائل المعارضة في درعا جنوبي سوريا، أمس، ما تسبب في فرار عشرات العائلات نحو الحقول المجاورة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، إن قوات النظام استهدفت أحياء سيطرة الفصائل المعارضة في المدينة بأكثر من 55 صاروخاً من نوع أرض-أرض قصيرة المدى. وأفاد عن إلقاء مروحيات تابعة للنظام، أربعة براميل متفجرة على الأقل غربي المدينة، للمرة الأولى منذ أكثر من عام. ولم يتمكن المرصد من توثيق أي خسائر بشرية. ودفعت الغارات الكثيفة ليلا المدنيين إلى النزوح داخل المدينة. وفي وقت لاحق، نفذت روسيا أيضاً غارات على أحياء في المدينة وقاعدة عسكرية تحت سيطرة الفصائل المعارضة في جنوب غربها.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن، أنّ قوات النظام تسعى بدعم جوي روسي الى السيطرة على هذه القاعدة القريبة من الأردن، لتفصل مناطق سيطرة المعارضة بالكامل الى جزأين شرقي وغربي، مضيفاً أنّ قوات النظام تحاول التقدم على محورين في درعا لفصل مناطق سيطرة الفصائل إلى ثلاثة جيوب تمهيداً لتسهيل السيطرة عليها، وهي الاستراتيجية العسكرية التي لطالما اتبعتها قوات النظام لإضعاف الفصائل وتشتيت جهودها قبل السيطرة على مناطقها.
وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية، بتوجه عشرات العائلات من أحياء درعا البلد وطريق السد والمخيم إلى حقول الزيتون المحيطة بالمدينة سيرا على الأقدام وعلى متن دراجات نارية، مشيرة إلى أنّ بعض العائلات لجأت إلى خيام أو غرف صغيرة تم بناؤها بعد اندلاع النزاع في تلك الحقول، لافتة إلى حالة من الخوف والهلع من جراء القصف العنيف.
وقال أحد مقاتلي المعارضة والمرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الطائرات أسقطت مع البراميل المتفجرة، وهي عبارة عن عبوات مملوءة بمواد متفجرة، منشورات تقول إن الجيش قادم ومكتوب فيها: «اطردوا الإرهابيين من مناطقكم كما فعلوا إخوانكم في الغوطة الشرقية».
وفيما ذكرت صحيفة الوطن الموالية للنظام، أمس، أن الجيش تقدم داخل بصرى الحرير، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع قتال ضار داخل البلدة بين قوات النظام والموالين لها، وفصائل معارضة. وقال أبو شيماء الناطق باسم غرفة عمليات مركزية لمقاتلين في المعارضة، إن المقاتلين أحبطوا محاولات للتقدم.
إلى ذلك، ذكر موقع أورينت نت، الإخباري، خروج مستشفى مدينة الحراك، عن تقديم الخدمة، بسبب قصف الطيران الروسي، ما أدى أيضاً إلى مقتل عدد من فريق الدفاع المدني أمس. وتجد فرق الإغاثة صعوبة في التحرك نظراً إلى كثافة القصف الذي تسبب منذ أسبوع بمقتل 28 مدنياً على الأقل، وفق حصيلة للمرصد، أمس. ووثّق المرصد نزوح أكثر من 17 ألف مدني جراء الاشتباكات غالبيتهم من ريف درعا الشرقي. وأوضح أن عدداً منهم يقترب من الحدود مع الأردن بحثاً عن الأمان.