انطلقت، أمس، فعاليات قمة ومعرض الابتكار في الطيران «إيرونوفاتشون»، بحضور سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني رئيس مطارات دبي الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لمجموعة طيران الإمارات، فيما تعزز الدولة نمو القطاع محلياً عبر إطلاق الشراكات العالمية، حيث وقعت الإمارات 174 اتفاقية للأجواء المفتوحة مع دول العالم، لدعم نمو شركات الطيران الوطنية، وتعزيز شبكاتها في العالم.
وافتتح معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني، «قمة الابتكار في الطيران» التي نظمتها الهيئة تماشياً مع استراتيجيتها التي تدعم الابتكار في صناعة الطيران في دولة الإمارات.
وقال معالي سلطان المنصوري إن قطاع الطيران في دولة الإمارات على مدى 30 عاماً الماضية أصبح واحداً من أكبر القطاعات وأكثرها تأثيراً على مستوى الدولة، وبفضل التوسع الكبير لشركات الطيران أصبحت الإمارات واحداً من أهم مراكز النقل الجوي في العالم، مشيراً إلى أن البنية التحتية المتطورة للمطارات في كل من أبوظبي ودبي والشارقة حولت دولة الإمارات إلى واحد من أهم مراكز النقل الجوي في العالم.
وأضاف معالي وزير الاقتصاد أنه من خلال الابتكار والتكنولوجيا، فإن شركات الطيران في العالم تنقل أكثر من 3 مليارات مسافر سنوياً و50 مليون طن من البضائع، ويوفر النقل الجوي 9.9 ملايين وظيفة مباشرة، ويسهم بأكثر من 664 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ولا شك أن التكنولوجيا أدّت دوراً رئيساً في تحقيق هذه النجاحات.
وتم على هامش القمة إطلاق «جائزة الابتكار في مجال الطيران» التي تهدف إلى استكشاف الابتكارات والتصدي للتحديات وإتاحة الفرصة لعرض الابتكارات المصممة، التي تؤثر بشكل إيجابي في قطاع الطيران في دولة الإمارات.
وسبقت القمة سلسلة من ورش العمل في مجال الابتكار، من مثل ورشة «الابتكار في مجال الطيران»، و«ورشة عمل إدارة مخاطر سلامة الدولة»، وورشة عمل «دائرة النقل الأمريكية الخاصة بالابتكار» التي تستهدف المتخصصين في هذا القطاع والأفراد المهتمين، وتم عقد الورش بين 25- 27 فبراير في مركز دبي التجاري العالمي.
وقال سيف محمد السويدي، المدير العام للهيئة العامة للطيران المدني، إن عنصر الابتكار يؤدي دوراً محورياً في النهوض بأية دولة، وهو أحد أهم العناصر التي تسهم في دعم تنافسية دولة الإمارات في قطاع الطيران، مشيراً إلى أن الهيئة اتخذت العديد من الإجراءات لتغير ثقافة الابتكار في الطيران المدني، ووضعت جائزة للابتكار ومنظومة مهمة لتقيم الابتكارات في القطاع.
وأضاف أن هناك بعض الابتكارات التي تم عرضها خلال المعرض، منها ابتكار يتعلق بفحص وقود الطائرات بسرعة كبيرة، وبالتالي اختصار الوقت والجهد والتكلفة، فضلاً عن ابتكار ربط أنظمة أمن المطارات عبر تطبيق واحد، من أجل تسهيل تبادل المعلومات.
وعن أسعار النفط، قال السويدي إن أسعار النفط الحالية بين 60 و70 دولاراً مناسبة لقطاع الطيران، حيث إن ارتفاع النفط بشكل كبير سيؤثر في الدول غير النفطية وفي أداء شركات الطيران، فيما يسهم الارتفاع في تعزيز أداء الدول النفطية، إلا أن مستويات الأسعار هذه تعتبر مناسبة للقطاع.
قال السويدي إننا ما زلنا في المشاورات فيما يخص الاتهامات من قبل الناقلات الأميركية، مؤكداً أن الشركات الوطنية لم تخرق بنود اتفاقية المنافسة العادلة.
وشملت القمة معرضاً لعرض أحدث الابتكارات المتعلقة بالطيران من قبل جميع المنظمات الوطنية والدولية، حيث يتيح الحدث للجمهور التعرف إلى المهنيين في قطاع الطيران والمديرين التنفيذيين للشركات من القطاع ورجال الأعمال والمستثمرين والعقول المبدعة من الأوساط الأكاديمية للتركيز على موضوعات الابتكار الرئيسة.
وقال سيف السويدي إن الهيئة تدرس أهمية وجدوى تطبيق اتفاقية شاملة للأجواء المفتوحة مع دول الاتحاد الأوروبي ككتلة واحدة وليس كل دولة على حدة، مشيراً إلى أن الإمارات لديها اتفاقيات أجواء مفتوحة مع 90% من دول الاتحاد الأوروبي، حيث ستسهم الاتفاقية الشاملة مع الاتحاد في الوصول إلى بقية الدول.
وأضاف أن هناك مراسلات حالية بين الإمارات والاتحاد الأوروبي لاستكشاف الفرص المتاحة، من أجل المصلحة العامة وشركات الطيران وقطاع الطيران بكامله، فضلاً عن توفير أفضل منتج للمسافرين.
الإمارات توظف أكبر عدد من النساء في الطيران بالمنطقة
تمتلك دولة الإمارات مقارنة ببلدان أخرى في المنطقة عدداً أكبر من النساء العاملات بصفة طيار، أو كابتن طيار، أو مهندس طائرات، أو ميكانيكي طائرات، أو فني صيانة طائرات، أو مراقب حركة جوية، أو غيرها من المهن المرتبطة بالطيران.
وتتضمن الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 13 من أصل 15 بلداً ضمن قائمة أدنى معدل مشاركة للنساء في القوى العاملة.
وتستخدم طيران الإمارات حالياً نحو 27,000 سيدة ما يمثل 42% من قوة العمل في المجموعة بما في ذلك النساء برتبة طيار واللاتي يتضمن الكابتن الطيار الإماراتية الأصغر سناً بين نظيراتها في العالم التي تقود طائرة إيرباص إيه 380 الأضخم في العالم، والتي تعتبر طيران الإمارات أكبر شركة مشغلة لها، فيما تشغل طيران الإمارات أكثر من 60 كابتن طيار من النساء من أصل ما يزيد على 4,000 طيار تستخدمهم الشركة. وتستخدم طيران الاتحاد أكثر من 2,850 سيدة إماراتية بما في ذلك 50 كابتن طيار وأيضاً أول سيدة إماراتية مرخصة كاختصاصي في طب الطيران، وتشكل النساء أكثر من 50% من القوى العاملة القوية للشركة البالغة 13,000 مع حرص شركة الطيران على تضييق الفجوة بين الجنسين.
وقال سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، رئيس مؤسسة مطارات دبي، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة: «أدّت المرأة دوراً رئيساً في نجاح وتطور صناعة الطيران في دولة الإمارات، وليس هناك من وقت أنسب من الزمن الراهن لكي تؤسس المرأة لمسيرة مهنية ناجحة في صناعة الطيران، في ظل النمو الكبير الذي تشهده المنطقة لجهة أعداد المسافرين، علاوة على دخول المزيد من شركات الطيران والطائرات والرحلات حيز التشغيل الفعلي، وإضافة المزيد من المسارات إلى الخدمة».
ومن المرتقب أن يتحدث على هامش معرض المطارات الذي تستضيفه دبي بين 7 ـ 9 مايو المقبل، تحت رعاية سمو الشيخ أحمد بن سعيد، أكثر من 20 متحدثاً بمشاركة 350 شخصاً.
وقالت جميلة بنت سالم المهيري، أول امرأة تشغل منصب وزير دولة لشؤون التعليم العام والمتحدثة في هذا المؤتمر: «لقد كانت الإمارات دولة رائدة في تمكين المرأة وتوفير فرص عمل للنساء، وخاصة في مجال الطيران، ما يمثل محركاً رئيساً للنمو الاجتماعي والاقتصادي. وتتجه الإمارات الآن نحو برنامج الفضاء. لطالما كان الطيران المدني ساحة يسيطر عليها الذكور، ولكن للمرأة الآن وجود كبير، وقطاع الطيران بحاجة إلى أن تكون المرأة في كل مجالاته لكي يزدهر».