مؤخراً أصبحت أغلب الأحاديث المستقبلة للعام الجديد ٢٠١٨ تتحدث عن بث الأمل في النفوس وتعلية الهمم وإرشادك إلى سبيل النجاح وكيف تصبح أفضل في العام الجديد، لكن في الحقيقة وجدت أن أفضل طريقة لمواجهة المشكلة هو التحدث عنها بدلاً من التحدث حولها والاعتراف بها بدلاً من ردمها والبناء من جديد على أساس فاسد
لذا إن كنت تتوقع من هذا المقال أن أحدثك عن كيف تغير من حياتك في العام الجديد وأبث إليك كلمات من الأمل الزائف وكيف أنك أقوى وأفضل من غيرك فأنت مخطأ، في الحقيقة سأحدثك عن أقصر وأسرع الطرق للفشل في هذا العام.
1- الق اللوم على ٢٠١٧ لعدم تحقيق طموحاتك فيه
إحدى طرق الفشل السريعة للغاية في إقناع النفس والآفة المستشرية في وطننا العربي هي إلقاء اللوم على الزمان في عدم تحقيق ما أردناه أو في حدوث تغييرات سيئة لحياتنا فيه
بالطبع الزمن ما هو إلا بضع دقات لعقارب الساعة لا تفعل شيئا ولا تزيد من حياتك أي نجاح أو تنقص منه ولا تتدخل بشكل مباشر في أسلوب معيشتك.
الزمن ليس هو من جعلك تخفق في حل الامتحان، وليس من حرضك على الكراهية والبغضاء، وليس هو المسئول عن فقدانك لشخص عزيز عليك.
٢٠١٧ كانت سنة عظيمة لفائز بجائزة نوبل، أو لعداء حطم الرقم القياسي العالمي، أو لفريق حاز على بطولة العالم، بالتالي فإن العيب ليس فيها بكل تأكيد.
لن تمد لك العقارب يدها لتنقذ حياتك ولن تأخر من نفسها قليلاً كي لا تتأخر على مواعيدك، ولن تزيف من دقاتها كي تمنحك مزيداً من الوقت الذي لن تستفيد منه في شيء.
2- انتظر شخصاً ما أو معجزة ً ما في ٢٠١٧ كي تغير حياتك
للأسف سأحمل إليك خبراً سيئاً قد يكدر عليك مزاجك قليلاً. لن يحدث أي تغيير في حياتك في العام الجديد ما لم تسع إليه بنفسك. انتظار الشخص المنقذ لك في الحياة على طريقة الأدبيات الفلسفية القديمة لن يجدي شيئاً ، هناك 7 مليارات من البشر غيرك يعيشون على نفس الكوكب جلهم مشغولون بأمور أنفسهم وبحياتهم الخاصة، وقد تنتظر هكذا طوال حياتك بلا أي جديد. ولن يأتي هذا الشخص أبداً.
كذلك انتظار حدوث مفاجأة لك أو معجزة تنزل عليك من السماء فجأة وبلا أي مقدمات لتأخذك إلى نعيم ورخاء لن يحدث، فقد ولى زمن المعجزات منذ عهد بعيد وأصبح البقاء في هذه الدنيا لمن يصنع معجزته بنفسه وينهض من مكانه كي ينظر إلى باقي العالم محاولاً التغيير فيه وليس انتظار تغيير منه.
3- استمر في التأجيل واضاعة الوقت في العام الجديد
من أهم طرق الفشل هي التسويف، التسويف يعني أن تأجل أعمالك إلى الأوقات الحرجة كي تنفذها فيها. أن تترك المادة حتى ما قبل موعد الامتحان رغم أنك لا تفعل شيئاً في هذا الوقت، أن تنفذ المشروع المطلوب منك قبل ساعات فقط من موعد تسليمه.
أعلم أن هذه العادة منتشرة بشكل كبير لدينا. استمر عليها في ٢٠١٨
ولا تحاول التخلص منها أو تغييرها.
استمر كذلك في تضييع وقتك على مواقع التواصل الاجتماعي ليل نهار والضغط على زر التحديث في الفيسبوك كي تتابع المنشورات الجديدة بلا أي فائدة. وحينها سيتسابق الفشل في القدوم إليك. وستصبح هذه العادات إدماناً طوال حياتك لن تتخلص منه أبداً.
4- استمر في الوظيفة\ الكلية\ الحياة التي لا تناسبك
الكثير من الأشخاص يحب أن يصبح سجيناً في دنياه للظروف التي نشأ عليها ووجد نفسه فيها. دخل كلية لا يريدها فماذا يفعل؟ يستمر فيها بلا أي تغيير ويهمل في دراسته ويرسب العام تلو العام وحين تسأله عن السبب فيكون جوابه أن أقداره وظروفه هي التي أوقعته في تلك المأساة.
كذلك ربما يكون في وظيفة لا يحبها ولا تناسب مجاله ومع ذلك يستمر فيها دون البحث عن بديل آخر.
صدقني أنت تحيا في القرن العشرين، ومعنى ذلك أنه لا يوجد مخلوق على وجه الأرض يمكن أن يجبرك على شيء لا تريده، الوظيفة لها بدائل كثيرة، والكلية في زمن الكورسات المفتوحة على الإنترنت يمكنك دراسة ما لذ وطاب من المواد التي تفضلها، والظروف المادية الصعبة ربما لو بحث قليلا عن مصدر آخر للدخل سيتغير حالك.
بقلم: رحمة وجدي – ( مصر )