زايدْ وحدَ العربُ في حبهِ لمْ أكنْ أدركُ أنَ دلالةً الْ ( كمٌ ) في حياتنا ، كانَ رحيلُ القائدِ المؤسسِ للإماراتِ العربية المتحدةِ ونهضتها الراسخةِ أعطاني أبعادا أخرى وأوضحَ لي ( الكمَ ) التي نتداولها كثيرا . تعالوا نحاولُ معا أنْ نحصيَ عددُ أ ( كمْ ) منْ الأيادي التي ارتفعتْ بالدعاءِ لهذا القائدِ ؟ . وكمْ عينا دمعتْ لفراقهِ وكمَ قلبِ سكنهِ الحزنِ والأسى بعدَ رحيلهِ ، أننا سنكتشفُ أنَ إحصاءَ هذا ا ( الكمَ ) أمر صعبٍ تجاهَ تلكَ الأكفِ والقلوبِ والنفوسِ التي عرفتْ الألمَ لحظةَ وفاةِ القائدِ زايدْ بنْ سلطانْ آلْ نهيانْ طيبَ اللهُ ثراهُ – . . . موجةٌ منْ الحزنِ في كلِ بقاعِ الأرضِ وفي كلِ مكانٍ عرفهُ العالمُ أجمعَ بفضلِ حكمتهِ وتقديرهِ للجميعِ الراحلِ لمْ يكنْ يوما رئيسَ دولةٍ فقطْ . . . بلْ قدوةً وأبٌ . . . زايدْ مدرسةً نموذجيتها إنسانيةً كبيرةً.
وضعُ منْ ضمنِ تأسيسِ الاتحادِ ضوابطَ للسلامِ والتعايشِ والتسامحِ على امتدادِ الكرةِ الأرضيةِ . . . وضعُ زايدْ مواثيقَ معَ الرسالاتِ الساميةِ لتصبحَ هويةَ مهمةِ مرحبٍ بها اليومِ . . . كانَ زايدْ الخيرِ – رحمهُ اللهُ – يحلمَ بالوحدةِ العربيةِ وبالتضامنِ العربيِ الكاملِ فهلْ نقولُ اليومُ أنَ ذلكَ قدْ تحققَ بعدَ أنْ رأينا وحدةُ الشعوبِ العربيةِ بلا استثناءٍ في مشاعرِ الحزنِ على رحيلهِ في مشهدٍ يندرُ أنْ يتكررَ في تاريخِ الوطنِ العربيِ الكبيرِ الذي لمْ تستقرْ كلمةٌ ولمْ تتوحدْ رؤيةٌ حتى كانَ زايدْ محورِ سلامِ العالمِ الكبيرِ . . . لمْ يدركوا ما أدركهُ زايدْ الخيرِ بأنَ المصيرَ واحدٌ مهما اختلفتْ التوجهاتُ يجبُ أنْ ننهضَ بوطنيتنا وشعوبنا الذي كانَ زايدْ يكررُ دوما أنَ أعظمَ موروثٍ هوَ الإنسانُ واستثمارُ قدراتهِ . . . زايدْ الخيرِ وزايدْ الفخرِ ارتبطَ بالخيرِ والانتماءِ نحوَ مبدأِ الاتحادِ . . . ليصبح الوحدةَ في وحودْ زايدْ الذي لا يغيبُ ولنْ يغيبَ إنهُ هدفٌ لمسيرةِ دولةٍ متقدمةٍ ريادتها محور دوليٍ واسعٍ . . . رحيلُ القائدِ زايدْ افتقدهُ الكبيرُ والصغيرُ كلُ مراتبِ الحياةِ وكلِ أبجدياتِ اللغاتِ لنكتبَ اسمهُ مرافقَ لحقوقٍ إنسانيةٍ وضعَ زايدْ تشيدا شاهدا لمواقفهِ أمامَ مفاهيمَ كثيرةٍ هيَ حياةٌ أوجدَ لنجاحها مؤسسِ دولةِ الإماراتِ العربيةِ المتحدةِ . . . فما بالكمْ بشعبٍ يدركُ كلُ يومٍ أنَ واجباتهِ إخلاصَ لهُ وولاءِ لاستمرارهِ وانتماءِ لأرضهِ . . . ما هوَ العددُ الذي يطلقُ تحديدا اليومَ عنْ الكمِ الذي يكررُ اسمَ زايدْ ونحنُ ننشئُ أجيالٌ توارثتْ العطاءَ الذي بنى حتى يسقى ارضَ زايدْ . . . مكانهُ استقرتْ في قلوبهمْ فانطلقتْ بالمشاعرالصادقة بعدَ رحيلهِ . . كونَ يعلمُ بمدى الثباتِ الذي نراهُ منْ خلالِ القادةِ في أنَ نثري تاريخٍ يتجددُ . . كلُ إنجازٍ هوَ زايدْ وكلَ نجاحٍ هوَ ناتجٌ منْ عهدِ زايدْ . . . وستبقى كلُ أمٍ إماراتيةٍ والأمِ العربيةِ تذكرُ أبناءها بأنَ قائدا عربيا مسلما اسمهُ زايدْ بنْ سلطانْ آلْ نهيانْ قدْ ملكَ حبِ البشريةِ ووفائها بقيادتهِ الحكيمةِ وإنسانيتهِ الواسعةِ ليصبحَ بعدَ رحيلهِ بينَ عضماءْ التاريخُ البشريُ ممنْ غرسوا الخيرُ وصنعوا الأمجادَ التي أعادتْ الإنسانيةَ أينما حلتْ . . . اعترفَ أنَ كلَ ما كتبَ كانَ أغلبها كلماتٌ كتبتْ عنْ زايدْ تاريخِ 15 / 11 / 2004 لأرى في الحرفِ روح لمْ تتغيرْ بلْ تصبحُ أقوى وسيلةً لتنحدثْ عنْ فصيلة الوطنِ زايدْ وخليفةٍ . . . الشيخْ خليفة بنْ زايدْ آلْ نهيانْ والذي تسلمَ الأمانةَ بأمانةٍ كانَ خليفةَ زايدْ خليفا قادَ الاتحادُ نحوَ تمكينٍ أكملَ تأسيسُ الاتحادِ وقادَ الانطلاقُ ووضعُ الكثيرِ لمصلحةِ المواطنِ . . . رحمَ اللهُ زايدْ الفخرِ . . . وقائدَ العزةِ خليفةً . . . وكانَ الغيابُ يقولُ تغيبَ أصواتها لنسمعَ نبراتها وثيقةً مخلصةً دوما .
بقلم: عبير الهاجري