أفادت تقارير حقوقية بأن سجن إيفين امتلأ بمئات المعتقلين المشاركين في الاحتجاجات، بينما تزداد الاعتقالات في المحافظات أيضاً وارتفع عدد القتلى بين المتظاهرين إلى 30 قتيلاً و3 من عناصر الأمن، وخرج الإيرانيون، أمس، إلى الشوارع في العاصمة طهران وأغلب المحافظات، في سادس أيام الانتفاضة الشعبية الغاضبة ضد النظام.
وتخشى المنظمات الحقوقية من تعرض المعتقلين للتعذيب أو حتى الموت تحت التعذيب كما حصل مع معتقلي الانتفاضة الخضراء عام 2009.
وقتل تسعة أشخاص ليل الاثنين وسط إيران حيث حاول متظاهرون مهاجمة مركز شرطة، ليرتفع عدد القتلى إلى 30 شخصاً، منذ أن انطلقت التظاهرات الخميس في مشهد ثاني مدن إيران، قبل أن تنتشر سريعاً وتمتد إلى جميع أنحاء البلاد.
وقال بيان للأمانة العامة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية إن 30 محتجاً قتلوا بإطلاق نار مباشر من أجهزة القمع المختلفة، وناشدت المقاومة دول العالم لنصرة المنتفضين الإيرانيين من أجل الحرية. وتركزت الاحتجاجات في المدن الصغيرة والمتوسطة.
ونشرت السلطات قوات أمن إضافية للتصدي للحركة الاحتجاجية. وفي خميني شهر في المحافظة ذاتها، قتل فتى في الـ11 من العمر أثناء مروره قرب تجمع. كما قتل عنصر في الحرس الثوري الإيراني وأصيب آخر برصاص أطلق من سلاح صيد في كهريز سانغ (وسط).
وأوضحت مقاطع فيديو منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، الاثنين، وقوع اشتباك عنيف في مدينة قاهدريجان بين قوات الأمن ومحتجين كانوا يحاولون احتلال مركز للشرطة بعد إحراق جزء منه. وفي مدينة كرمانشاه الغربية، أشعل المحتجون النار في مركز لشرطة المرور، غير أن وكالة مهر للأنباء قالت إنه لم تقع إصابات في الحادث.
وحسب التقارير الأولية بلغ عدد المعتقلين حتى الأحد 1000 شخص. وإضافة إلى ذلك أقدمت مجاميع أمنية على اعتقال أعداد كبيرة من المحتجين في مدينة مشهد. كما وسبق ذلك اعتقال أعداد من المحتجين في مدينتي قزوين وقائم شهر، وفقاً لبيان أصدرته أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
وفي محاولة لترهيب المحتجين، لوّحت طهران بعقوبة الإعدام في وجه المحتجين. وحذّر رئيس ما تسمى المحكمة الثورية في طهران موسى غضنفر أبادي من أن المحتجين المعتقلين قد يواجهون عقوبة الإعدام. وقال: «من الواضح أن أحد التهم الموجهة إليهم يمكن أن تكون الحرابة أو شن حرب ضد الله، وهي جريمة عقوبتها الإعدام في إيران».
وقال غضنفر آبادي: «مع كل يوم جديد تزداد جريمة الموقوفين خطورة وتشتد عقوبتهم. لم نعد نعتبرهم محتجين يطالبون بحقوقهم بل أشخاصاً يستهدفون النظام»، في تصريحات نقلتها وكالة تسنيم.
وكان العميد الحرسي حسين ذوالفقاري نائب وزير الداخلية في الشؤون الأمنية، هدد المتظاهرين بمزيد من الإجراءات الاحترازية معترفًا بإن أكثر من 90% من المعتقلين هم من شبان وناشئين ومعدل أعمارهم أقل من 25 عاما.
وقال نائب محافظ طهران علي أصغر ناصر بخت، متحدثاً لوكالة إيلنا العمالية القريبة من الإصلاحيين: «أوقف مئتا شخص السبت و150 الأحد ونحو مئة الاثنين».
وحذر نائب قائد قاعدة ثار الله التابعة للحرس الثوري والمكلفة بالأمن في العاصمة العميد إسماعيل كوثري: «لن نسمح بأي من الأحوال أن يستمر انعدام الأمن في طهران (…) وإن تواصل الأمر، فسوف يتخذ المسؤولون قرارات لوضع حد له».