أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، بالمتظاهرين في إيران الذي قال إنهم يتحركون ضد نظام وحشي وفاسد، بعد ستة أيام على التظاهرات المتواصلة التي قتل فيها 21 شخصاً واعتقل المئات. وكتب ترامب في تغريدة على تويتر «شعب إيران يتحرك أخيراً ضد النظام الإيراني الوحشي والفاسد».
وأضاف «كل تلك الأموال التي أعطاهم إياها الرئيس أوباما بحماقة ذهبت إلى الإرهاب وداخل (جيوبهم). القليل من الطعام لدى الناس، الكثير من التضخم؛ وانعدام حقوق الإنسان. الولايات المتحدة تراقب».
وطلبت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي عقد «اجتماعين طارئين لمجلس الأمن في نيويورك ومجلس حقوق الإنسان في جنيف» لبحث التطورات في إيران والحرية التي يطالب بها الشعب الإيراني.
وقالت هايلي «علينا أن لا نبقى صامتين. إن الشعب الإيراني يطالب بحريته»، من دون أن تحدد أي مواعيد محتملة لهذين الاجتماعين.
ورفضت هايلي بشدة اتهامات القادة الإيرانيين لدول أجنبية بالوقوف خلف التظاهرات. وتابعت «نعلم جميعاً بأن هذا عار تماماً عن الصحة. إن التظاهرات عفوية بالكامل» و«هي تحصل في كل مدن إيران». وأكدت أن «الحريات الواردة في شرعة الأمم المتحدة يتم الاعتداء عليها في إيران» و«للمجتمع الدولي دور يؤديه».
واذ تطرقت الى التقارير عن سقوط قتلى وحصول اعتقالات في ايران، اعتبرت هايلي انه استناداً إلى تاريخ هذا البلد «يمكن أن نتوقع مزيداً من الانتهاكات الصارخة في الأيام المقبلة». وجاء كلام هايلي رداً على تصريحات للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي اتهم فيها من أسماهم «أعداء» إيران بالتآمر ضد إيران.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أسفه لسقوط قتلى في تظاهرات إيران. وأكد الناطق باسم غوتيريش، فرحان عزيز حق، في المؤتمر الصحافي اليومي للأمم المتحدة، أن «الأمين العام يتابع من كثب المعلومات عن التظاهرات في العديد من المدن في إيران.
نأسف لوقوع قتلى ونأمل بتجنب العنف في المستقبل». وأضاف «نأمل بأن تُحترم حقوق الشعب الإيراني في التجمع سلمياً والتعبير» عن رأيه، نافياً أن يكون غوتيريش تأخر في اتخاذ موقف حيال التظاهرات.
وقال عضو مجلس النواب الأميركي عن الحزب الجمهوري لي زيلدين، إن ترامب بحاجة لبذل المزيد من الجهد لدعم الحراك الشعبي في إيران، داعياً إلى وجوب عدم التعامل بحذر مع الموقف خشية استفادة النظام من الوضع القائم، ولفت إلى أن النظام الإيراني مسؤول عن تدخلات واسعة في المنطقة ويجب التصدي له.
وقال زيلدين، في مقابلة مع شبكة «سي إن إن»، رداً على سؤال حول مدى جدوى تأييد ترامب للتغيير في إيران في وقت لم تظهر فيه بعد هيئة قيادة واضحة للمحتجين: «أجل أتفق مع الرئيس ترامب في خطوته. أنا شخصياً كنت أتحدّث منذ سنوات عن ضرورة حصول تغيير في النظام الإيراني».
وتابع: «الجدير بالملاحظة في إيران هو وجود الملايين من المواطنين الذين يتوقون للحرية والديمقراطية المستقرة. منذ عقود وهم يناضلون وينتظرون الفرصة ويواجهون نظاماً ديكتاتورياً يقمع حقوق الإنسان وفرص التطور الاقتصادي. الإيرانيون يرون أموالهم تبدّد على نشاطات لا طائل منها خارج حدود بلدهم في حين أنهم يريدون تحسين طريقة عيشهم». وختم بالقول: «الإيرانيون تسببوا في إسقاط حكومات بالمنطقة وجهودها واضحة في اليمن وفي تمويل حزب الله ونظام الأسد في سوريا».
وأعربت الخارجية الفرنسية أمس عن قلقها إزاء العدد الكبير للضحايا والمعتقلين، على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها إيران. وقال المتحدث باسم الخارجية في بيان إن «فرنسا قلقة إزاء أعداد الضحايا والمعتقلين في إيران». وأضاف بيان الخارجية إن «الحق في التظاهر هو حق أساس».
وكان الاتحاد الأوروبي أعرب عن أمله في أن «تضمن» طهران حق التظاهر. وقالت ناطقة باسم وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني «تابعنا التظاهرات التي قام بها المواطنون الإيرانيون خلال الأيام الماضية. ودعت كندا «السلطات الايرانية الى احترام الحقوق الديمقراطية». واشادت الخارجية الكندية في المقابل بـ «رؤية الشعب الايراني يمارس حقه الأساسي في التظاهر السلمي».
ودعا وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون السلطات الإيرانية إلى السماح بـ«حرية التعبير والتظاهر السلمي»، مشدداً على أهمية حصول «نقاش هادف» حول مطالب المتظاهرين. يأتي هذا فيما شهدت بعض العواصم الأوروبية تظاهرات نظمها إيرانيون ضد النظام في بلادهم.