عربية وعالمية >
ولي عهد الأردن: التغيير المستمر بات النمط الثابت الذي نعيشه.. وشباب الشرق الاوسط يريدون فرصا عادلة ليكون صوتهم مسموعاً
يثير اعجاب ملك اسبانيا
ولي عهد الأردن: التغيير المستمر بات النمط الثابت الذي نعيشه.. وشباب الشرق الاوسط يريدون فرصا عادلة ليكون صوتهم مسموعاً
افتتح ولي العهد الأردني الامير الحسين بن عبد الله اعمال المنتدى الاقتصادي للشرق الاوسط وشمال إفريقيا الذي بدأ اعماله رسميا السبت في منطقة البحر الميت، إذ القى الكلمة الرئيسية بما يتناسب مع الحديث عن الابتكار والابداع في المنتدى، داعياً المجتمع الدولي لدعم فئة الشباب.
واعرب ملك اسبانيا الملك فيليب السادس عن اعجابه بكلمة الامير العشريني، مشيرا الى اهمية تواجد ولي العهد في المنتدى، ومشيدا في دور الاردن “الكبير” في مجالات دعم ومساعدة اللاجئين ومحاربة الارهاب باعتباره قدوة للمجتمع الدولي.
وقال الامير الحسين متحدثا باسم الاردن “يأتي محور نقاشات المنتدى هذا العام حول مفهوم التحول وتمكين الأجيال نحو المستقبل في الوقت المناسب، فصناع القرار في عصرنا هذا يحتاجون إلى توظيف مهارات التحليل والإدارة والتخطيط بدقة متناهية، ليواكبوا حجم وسرعة التغيير والتحول في عالمنا.”
وأضاف “ولكن، بالنسبة للشباب هنا وفي كل مكان، والذين يشكلون الأغلبية في منطقتنا، فنحن ولدنا في عالم يتسم بالتحول المتسارع، حيث الابتكار المستمر هو جزء أساسي من حياتنا. فقد نشأنا على وقع التكنولوجيا والتطبيقات وأساليب جديدة للتواصل والتعلم والعمل. إن التغيير المستمر بات، في الواقع، النمط الثابت الذي نعيشه.”
وتحدث الامير حسين عن كون مشكلة شباب الشرق الأوسط، انهم يحيون في بحر واسع من المتغيرات المستمرة. إلا أن بحرهم يتجاذبه تياران متعاكسان، متساويان في القوة مختلفان في الاتجاه: أحدهما يدفع باتجاه واقع ظلامي يغرقنا في المزيد من العنف، والتعصب، والفكر المتطرف الذي يتخذ من المنخرطين فيه وقودا له. والآخر “يأخذنا إلى شواطئ مشرقة وواعدة تتسم بالاعتدال، حيث تعيش هويتنا العربية والإسلامية بسلام وتناغم إلى جانب التقدم والحداثة، وإلى واقع يمكننا من المساهمة بإيجابية وإنتاجية في العالم من حولنا.”
وقال الامير الشاب ان “ما يريده الشباب العربي هو ذاته ما يريده أقرانهم في كل مكان. يريدون فرصا عادلة؛ يريدون فرصة ليكون صوتهم مسموعاً؛ وفرصة لإحداث التغيير. وما يميز شبابنا العربي أنهم تواقون ومتعطشون لهذه الفرص لدرجة لم أشهد لها مثيلاً. قد يعود ذلك إلى التحديات الصعبة التي نواجهها، والتي تدفعنا للتشبث أكثر بالأمل. فالشباب في منطقتنا هم من أكثر الفئات استخداماً لوسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت. نحن جيل نشط في استخدام الهواتف الذكية والألعاب الرقمية والتواصل اللحظي. نحن أيضاً الطلاب الذين ينهلون من المعرفة العالمية من خلال الإنترنت، ونحن كذلك الرياديون الشباب الذين يوظفون التكنولوجيا الرقمية لبناء الأسواق والتوسع بمشاريعهم.”
والأهم من ذلك، أضاف الامير “أن شباب منطقتنا لا يكتفون فقط بتبني التكنولوجيا وتطويعها. فهم أكثر من مجرد مستهلكين؛ إذ ستجدون في منطقتنا، وبكل فخر خاصة في الأردن، شباباً وشاباتٍ يقودون الابتكار والتغيير. فقد ابتكروا حلولا وخدمات تواكب عصرنا الحديث، وأنتجوا محتوى عربياً جديداً على شبكة الإنترنت، وأبدعوا أفكارا جديدة لخدمة منطقتنا وعالمنا. وفي هذا المنتدى، ستستمعون إلى هؤلاء الرياديين يتحدثون عن ابتكاراتهم وعن التحديات التي يواجهونها. وأود هنا أن أهنئ الأردنيين الذين يقودون إحدى وعشرين شركة ناشئة من بين أفضل 100 شركة ناشئة في المنطقة اختارها المنتدى. أنتم تمثلون القدوة لمستقبل شبابنا الواعد في مثابرتكم، وطموحكم، وإصراركم.”
وطالب الامير بدعم الشباب المبتكر ماليا ومعنويا ليتركوا بصمتهم، معتبرا إن الشراكة المطلوبة تقوم على علاقة متبادلة. “فإن أردنا أن نغير حياتنا وأن نغتنم الفرص، علينا نحن الشباب أن نتقبل الدعم وأن نكون مستعدين للاستفادة منه بالدرجة القصوى. وهو ما يتطلب العمل الجاد لنمكِّن أنفسنا بالأدوات والمهارات المطلوبة، فكل شيء حولنا في تطور وتحول مستمر: الأسواق، والمهن، والتجارة والصناعة، والتكنولوجيا، وكذلك المؤهلات المطلوبة لمواكبة هذه التغيرات، مدركين في الوقت نفسه أن هذه التغيرات المتسارعة التي اعتدنا عليها لا تعني السعي نحو النجاح أو الربح السريع. ففي ذلك خطر على أبناء وبنات جيلي من شأنه أن يولد توقعات زائفة. النجاح والتميز والإبداع والوصول إلى القمة أمور تتطلب الصبر والوقت والتفاني والاجتهاد.”
وبدت كلمة ولي العهد كرسم لطريق المنتدى خلال يوميه المتبقيين، كما بدا وكأنه تحدث باسم الاردن هذه المرة بغاية التأكيد على دعم الاردنيين للشباب.
ويثير ولي العهد الاردني في كل خطاب يلقيه الشجن الكبير لدى الاردنيين لما يتشابه فيه من صوت وطريقة حديث مع جدّه المرحوم الملك الحسين بن طلال.
وجاء خطاب ولي العهد الشاب قريبا جدا لمحتوى الورقة النقاشية السابعة التي اطلقها والده الملك عبد الله الثاني حول التعليم والفرص في تطويره قبل نحو شهر.