الإسكندرية – نبض الإمارات
في إطار سلسلة فعاليات “كاتب وكتاب”، يشهد معرض القاهرة الدولي للكتاب ندوة خاصة لمناقشة كتاب “مقر الحكم في مصر … السياسة والعمارة”، وهو من تأليف الدكتور خالد عزب؛ رئيس قطاع المشروعات في مكتبة الإسكندرية، وإصدار الهيئة المصرية العامة للكتاب، وذلك الساعة الخامسة مساء يوم الأحد الموافق 5 فبراير.
يتحدث في الندوة الدكتور خالد عزب مؤلف الكتاب، ويناقش الكتاب الدكتور عمرو الشوبكي؛ الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ويدير النقاش الإعلامي سمير عمر؛ مدير مكتب سكاي نيوز بالقاهرة.
يربط كتاب “مقر الحكم في مصر … السياسة والعمارة” بين تطور عمارة مقر الحكم وطبيعة السلطة الحاكمة من حيث بنيتها المعرفية والاجتماعية والسياسية وهو منهج جديد في دراسةً التراث والتاريخ، فيلاحظ المؤلف أن حجم مسجد عمرو بن العاص كان طاغيا على حجم دار الامارة في مدينة الفسطاط بينما في مدينة القطائع عاصمة الدولة الطولونية في مصر كان حجم المسجد مساويا لحجم القصر، هذا ما يفسره برسوخ الاسلام في مصر وان الصراع على السلطة بات سياسيا، بينما يري المؤلف ان القاهرة بنيت كمقر للحكم الفاطمي في مصر ومثلت عزلة السلطة عن المجتمع وهي تنفيذ لوصية علماء السياسة العرب الذين لاحظوا ضرورة ان يكون للسلطان وحاشيته مقرا للحكم متكامل الاركان ووضعوا مواصفات لعمارة مقر الحكم فجاءت القاهرة كمقر لحكم مصر متكامل المواصفات من حيث بنية السلطة او العمارة حيث القصرين الشرقي والغربي مقر اقامة الخليفة الفاطمي والدواوين ومخازن السلاح والاغذية والمسجد الجامع وهو الجامع الازهر وغيرها من المنشآت، كما ان سجلات الدولة الفاطمية تكشف عن نضوجً كبير في آليات الحكم بالدولة.
وفي العصر الأيوبي أسس صلاح الدين الأيوبي قلعته في القاهرة لتكون مقرا لحكم مصر يعبر عن عظمة الدولة المصرية في العصرين الايوبي ثم المملوكي لتبلغ القلعة في العصر المملوكي ذروة عظمتها بتأسيس السلطان الناصر محمد بن قلاوون ايوان العرش اكبر قاعة للعرش السلطاني في العالم في عصرها وهي تعبر بحجمها وعظمتها عنا بلغته مصر في هذا العصر من قوة ومهابة وعظمة حتى اذهلت حفلات استقبال السفراء الاجانب في ميدان القلعة هؤلاء السفراء وسجلوا ذلكً في ملاحظاتهم.
عدت قلعة صلاح الدين أكبر قلاع العالم وكانت كمقر للحكم بها الدواوين أي الوزارات بمصطلح عصرنا وخزائن السلاح ومقر إقامة السلطان والقوة الأساسية للجيش واشتهرت بمطبخها السلطاني وكان بها مكان مخصص للموسيقى العسكرية ما زال باقيا وكان لأداء هذه الموسيقى مراسم محدده خلال اليوم والمناسبات كما كان هناك ديوان للإنشا بالقلعة لإصدار وكتابة المراسيم والاوامر السلطانية لدرجة تبهرك وتكشف عن دولاب عمل في الدولةً المصرية كان غاية في الدقة.
كشف خالد عزب عن نهب السلطان العثماني كنوز قلعة صلاح الدين حينما دخل مصر واكد ان محمد علي لم يكن اول والي عثماني يأتي برغبة المصريين بل سبق ان عزل المصريون ولاة واجبروا الدولة العثمانية على تعيين اخرين يرضون عنهم.
ويؤكد خالد عزب في كتابه ان الحكام لم يتركوا القلعة الا لتطور سلاح المدفعية الذي بات يهدد امن القلعة عند نصب المدافع علي جبل المقطم لذا بدا محمد علي في الانتقال الي شبرا منعزلا عن المجتمع وبني خلفاؤه قصورا اخري إلى عصر الخديوي اسماعيل حيث شيد قصر الاسماعيلية وقصر عابدين ومقر وزارة الاشغال الذي يعد اقدم بناية وزارة باقية في مصر وبناية مجلس شوري النواب وهي واحدة من اقدم البنايات البرلمانية في العالم وارتبط هذا بنزول الحاكم من القلعة الي المدينة بتغير في طبيعة ممارسة السلطة اذ اصبح لدي المصريين وزارة ووزراء لديهم صلاحيات ومجلس نيابي. ويتابع خالد عزب دراسته للقصور الملكية ليصل الي قصر الاتحادية مقر الحكم في مصر الان والذي يعده مثاليا من حيث العمارة حتى صار علامة على راس السلطة وقوتها وهو بعمارته الاسلامية المقتبسة من العمارة المملوكية يشير الى عصر كانت فيه مصر لها هيبتها ومكانتها، هنا في مقدمة وخاتمة الكتاب يقدم خالد عزب فلسفة العلاقة بين العمارة والسلطة عبر عمارة مقر الحكم في مصر ورمزيتها.