|  آخر تحديث سبتمبر 16, 2024 , 15:07 م

إليكَ دون غيركَ رباه


إليكَ دون غيركَ رباه



 

 

ربّاه في دُجى الليلِ الحالكِ أناجيكَ.. من غياهبِ الألمِ المنتشر في شرايين مشاعري وتلالِ الأملِ بك، أستحضرُ عظمةَ خلقكَ…. موقنٌ أنّ السّائرين إليكَ لن يضل الطريقُ بهم، ستحلُ عليهم وفيهم ألطافُكَ الخفية، ستوصلهم إلى برّ السّعادةِ والسكينةِ، وسيزينُ نجمُ المستحيلِ ليلهم الدّامس…. 

 

ربّاه وأنتَ في عليائكَ وأنا في منتهى ضعفي بقاعِ الانتظار، اُشدد على أزري فقد عصفت بي الأنواءُ من كلّ حدبٍ وصوبٍ وكادت توصلني لصحراءِ الضّياع بعيدًا عن خوفي وحلمي عن ركني وجميلِ صُنعكَ فيّ!!….

 

فلقد عرفتك بقلبي وعقلي وفِطرتي…. عرفتك في الجبال الشّاهقات والأراضي الواسعات في البحر والمحيطات عرفتك في الطيور المهاجرات وفي تفاصيل خَلقي…..

وها أنا متمسِكٌ بحبلِ ثقةٍ ورجاءٍ لا ينضب، فكن لي فإنّني باحثٌ عن طوقِ نجاةٍ….. عن وعدكَ لعبادكَ…… عن طُمأنينة…..

 

رباه وفي رحابِ الملوكِ لا ينتظر العبيدُ سوى عفوٍ ومغفرةٍ وأنت أهلٌ لكلِ سخاءٍ وكنزٌ متدفقٌ من العطاء… خذ بيّ نحو نجومِ عجائبك وقُرَّ ناصيتي برضًا لا ينفكّ وهجه، فقد أرهقتني أنيابُ القلقِ الموحشةِ وعُرى المسيرِ الطويلِ وهابني بياضُ الثلجِ يكتسحُ أطرافَ رأسي!! 

 

رباه إليك وعندك دون غيرك سكبتُ غيومَ وجعي وأنت تملكُ أثوابَ السترِ فجملّني وازرع على محيايّ بسمةَ المقبولين وقناعةَ الأحرارِ وكن لي ومعي فلقد بلغ السّيل الزُبى!!

 

 

بقلم: عبدالعزيز محمود المصطفي 


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com