تقرير: شيرين فريد
من الصناعات التي اشتهرت بها مملكة البحرين منذ القدم هي صناعة الفخار والتي تدل الأبحاث الاثرية على وجودها منذ آلاف السنين، وذلك لتوفر المواد الصالحة لهذه الصناعة محليا. ويمثل تنوع منتجات الفخار نموذجا للتطور الذي بلغه الحرفي البحريني ” حسين العالي “، هو فنان بحريني مشهور ومميز في مجال صناعة الفخار أطل بابتسامة تحمل معني الإصرار والمثابرة على إثبات ذاته رغم صعوبة الظروف، وعلى الرغم من أنه ابن عائلة جذورها متأصلة في صناعة فن الفخار إلا أنه استمر في تطوير مهاراته وأصبح لديه الخبرة الكافية والاحترافية التي تمكنه من تصدير أعماله على مستوي دول الخليج العربي والذي يطمح وبإصرار تصديرها عالمياً.
وبسؤال ” حسين العالي ” عن شغفه بصناعه الفخار رد قائلاً ” لقد نشأت في قرية عالي التي هي من أهم المناطق التاريخية والسياحية في البحرين، وإنها حرفة أجدادي التي أفتخر وأعتز بها، ولكن الشغف يتملكني دوماً لتطوير تلك الحرفة بأساليب وعلوم حديثة وليس فقط ما نشأنا عليه حرفياً ومهنياً “.
وبسؤاله عن التقنيات التي يستخدمها رد قائلاً ” أنا أستخدم التقنيات التقليدية في صناعة الفخار مثل الطي والتشكيل اليدوي والنقش وفي الوقت نفسه أضيف لمسات حديثة وفنية تحمل أسرار عمق خبرتي الطويلة التي أثقلتها بتعلم تقنيات حديثة لإنتاج قطع فخارية فريدة ومميزة ” .
وعن تنوع قطع الفخار التي يصنعها حسين العالي أردف قائلاً ” أصنع الأواني المنزلية والأدوات الفنية والتحف والقطع الفخارية المميزة المعبرة عن تراث وهوية البحرين، وأقوم باستخدام مجموعة متنوعة من الألوان والزخارف لإضفاء الجمال والحيوية على كل قطعة فخارية، كما لو كنت أصنعها من قلبي وأشكلها بعقلي ثم أبث فيها روح الحياة بطابع بحريني “.
تعتبر صناعة الفخار في أيدي حسين العالي نموذجًا للحرفية العالية والتفاني في العمل. تتمتع قطعه بشهرة واسعة في البحرين وخارجها، حيث يتم عرضها في المعارض الفنية والمتاجر التي تعزز الفنون التقليدية والحرف اليدوية والتي تعكس تراثًا ثقافيًا عميقًا وتعبيرًا عن الهوية البحرينية
حسين العالي يعتبر رمزًا للابتكار والتميز والذي يساهم بجهوده في الحفاظ على هذا الفن التقليدي وتطويره وتعزيزه كجزء من التراث الثقافي البحريني.
وبسؤال الفنان عن رسالته قال ” رسالتي هي أن أحافظ علي حرفة صناعة الفخار وأن لا تندثر مع مرور الوقت وأتمني أن أشارك مستقبلاً في نشر و تعليم الأجيال القادمة تلك الحرفة المميزة عن طريق الورش والمحاضرات في مراكز الحرف اليدوية والأنشطة ؛ فالحفاظ علي التراث والهوية والتقاليد أمانة ورثتها عن أجدادي وسوف أستمر في توريثها لمن بعدي ” .