|  آخر تحديث يناير 10, 2023 , 1:43 ص

لمن الفتوى؟


لمن الفتوى؟



هناك فكرة تختلج في رأسي منذ سنوات مبدؤها عدة تساؤلات لو تركتها دون إجابة لما وصلت للاقتناع بما سأكتبه اليوم . نعرف جميعا أن مصادر التشريع في ديننا الحنيف أربعة مصادر وهي القرآن والسنة النبوية والإجماع والقياس و نعي تماما أن كل مصدر منها يحتاج لعالم أمضى سنين من عمره في استقاء المعلومات الشرعية و تحليلها لكي يصدر فتوى من خلال إحدى هذه المصادر الأربع ولايستطيع أي شخص عادي ان يربط الحالة بالنص إلا إذا كان عالما وليس طالب علم . فنحن لانثق تماما بطالب كلية الطب الذي لم ينهي دراسته ونسلمه أبداننا ليعالجها او يجري لنا عملية جراحية لأن علمه لم يكتمل، وقس عزيزي القارىء على ذلك، فلماذا نقبل فتوى من طالب علم شرعي وهو لم يكمل إجازته العلمية على الوجه المطلوب؟؟

 

فالتصدي للفتوى لايكون الا للعلماء الثقاة الذين يستطيعون تطبيق النص على الحالة بشرطيها الزماني والمكاني لأن ديننا الإسلامي صالح لكل زمان ومكان مع مراعاة الظروف الحياتية لكل زمان ومكان، فما أعظمه من دين لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . ولكن من الملاحظ في الآونة الأخيرة ان كل من لف العمامة على رأسه سمي عالما ويستفتى ويفتي بغير علم ولأن فتواه غريبة و مثيرة في محتواها ومخالفة لما عرف يصبح مشهورا ويمتطي كراسي البرامج التلفزيونية ويتشدق بما يعلم و لايعلم؛ والمصيبة أن جمع من جهلة العلم الشرعي والمذبذبين يتبعون أمثال أبو عمامة مزيفة لكي يفرحوا برخصه المريحة ؛ وقد قيل من تتبع الرخص تزندق ،و من ثم يصل الإنسان لمرحلة الإنسلاخ من الدين والعياذ بالله والسبب تصدي من هم ليس أهل لهذا الأمر الكبير والعظيم. كما اسلفت ان مصادر التشريع الأربع تحتاج لعالم يربطها بحال الفتوى والمستفتي وفق منهج رباني يستقى من أول رجل نزل عليه شرع الله وهو رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام ثم صحابته الكرام عليهم رضوان الله ومن يليهم بتوال صحيح وصولا” لعلمائنا الحاليين مثل مفتي البلاد وهيئة كبار العلماء وتكون الفتوى لهم ولا تقبل من غيرهم ويكون جميع طلاب العلم وائمة المساجد ناقلين لفتوى العلماء وليسوا معدلين لها. وهنا تكونت لدي الفكره التي اسكتت كل التساؤلات في راسي وهي يجب علينا جميعا كمسلمين عدم استقاء المعلومة والفتوى الدينية إلا من مصدرها الصحيح. ومنبعها الصافي المستند لمصادر التشريع المفسر من اهل العلم والدراية.

 

وأخيرا اهيب بشبابنا وشاباتنا التريث وعدم الإندفاع في امر الدين واقول لهم اترك العلم الشرعي يصقل شخصيتك ولاتحاول ان تصقل العلم الشرعي على قالب شخصيتك لان الأخيرة مشكلة تشتت مفهومك وتجعلك تضل الطريق حتى تصل لمنزلق التشدد المذموم فنحن امة نظام وترتيب وديننا الاسلامي ينظم حياتنا من جميع الجهات فهو منهج متكامل لايحتاج لتعديل ولاتطوير فاعجازه في انه يطور نفسه بنفسه دون تدخل بشري لانه منزل من رب البشر. فلنترك أمر الفتوى لأهله وندع طلاب العلم يسلكوا طريقهم دون إعطائهم أكبر من حجمهم حتى يصبحوا علماء متبحرين وعندها يامرحبا بفتواهم وتوجيهاتهم ..

 

 

بقلم: عماد عمر طيب


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com