|  آخر تحديث أكتوبر 2, 2021 , 21:57 م

نادي صقاري الإمارات يستقطب المُهتمين بالصقور والسلوقي العربي


نادي صقاري الإمارات يستقطب المُهتمين بالصقور والسلوقي العربي



يُعتبر جناح نادي صقاري الإمارات من الأجنحة المتميزة في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، حيث يضم تحت سقفه العديد من الأركان مثل ركن مدرسة محمد بن زايد للصقارة، وركن مركز السلوقي العربي، والحبارى، وركن استخراج جوازات سفر الصقور، والاتحاد العالمي للصقارة، وصندوق محمد بن زايد للمحافظة على الطيور الجارحة، وغيرها من المشاركات لبعض شركائه الاستراتيجيين الدوليين.

ويحرص القائمون على الجناح على تعريف زوار المعرض بما يُقدّمه “نادي صقاري الإمارات” من خدمات لأعضائه، وكيفية الاشتراك في مدرسة محمد بن زايد للصقارة واستقبالها فئات عمرية متعددة من الجنسين، حيث يتم إلحاقهم بدورة تتراوح فترة التدريب فيها من شهر إلى شهرين، يتم بعدها منح المتدرب شهادة صقار بعد اجتياز الاختبار، إذ يتم التدريب على كل ما يتعلق بالصقر، من كيفية الاعتناء به وطريقة حمله، ومتى يأكل ومتى وكيف يمكن تدريبه على الصيد وغير ذلك الكثير.

وتُقدّم مدرسة محمد بن زايد للصقارة، مجموعة من البرامج التعليمية، منها دروس نظرية في تربية الصقور وأنواعها، ومبادئ الصقارة وأخلاقها، وكيفية الحفاظ على الصقور، وعلى المحاجر ولوائح التعامل معها وكيفية استدامتها، وكذلك فراسة الصحراء العملية والآداب والأخلاقيات الواجب اتباعها في الحظيرة، بالإضافة إلى تقديم دورات تمهيدية تناسب كافة الأعمار والقدرات، وتنظيم برامج ترفيهية للسياح، وزيارات تعليمية لطلاب المدارس ومنتسبي العديد من الجهات.

أما في ركن مركز السلوقي العربي، الذي يُعتبر الأول من نوعه في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، فيوضح القائمون عليه للزوار نشأة المركز وما قدّمه ويُقدّمه للمهتمين بتربية السلوقي العربي الأصيل منذ إنشائه في العام 2001 وحتى اليوم، بهدف إحياء هذا التقليد العربي العريق، عبر تقديم الرعاية الكاملة والعديد من الخدمات المتخصصة للأعضاء وكلابهم السلوقية.

ويوضح القائمون على الجناح لزوار المعرض أنواع السلوقي العربي الأصيل (الأريش، والحص)، وتعريف بالتدريبات والفعاليات التي يعمل عليها المركز، من تدريب ملاك السلق على كيفية الاعتناء به، وتشجيعهم على المشاركة به في مسابقات المزاينة والسباق وغيرها.

ويتم تدريب السلوقي في المركز على الطاعة، والصيد، والسباق والمراوغة، والسباحة، والقيام بأنشطة في الملعب، كما يقدم المركز الاستشارات البيطرية والفحوصات الصحية والتطعيمات واللقاحات للسلق، وإصدار الشهادات الصحية، وكذلك التسجيل في ملفات الشريحة الإلكترونية الدقيقة على مستوى العالم، وتوفير النصائح حول نظافة السلوقي والعناية بمظهره، بالإضافة إلى تشجيع الملاك على إكثار السلوقي العربي الأصيل وتقديم النصائح حول السلالات العربية وكيفية إكثارها، وتوفير فحول استيلاد من كلاب الصيد السلوقي الفائزة في المسابقات والحاصلة على جوائز، فضلاً عن تقديم خدمات تسجيل وإصدار شهادات للسلالات.

ويضم الجناح ركناً لإصدار جوازات الصقور وتعريف المهتمين بشروط استخراجها، كما يحتوي على شاشة عرض كبيرة تعرض مقاطع فيديو مصورة تجسد مشاركات النادي في كافة مسابقات وفعاليات الصقور والحبارى والسلوقي، ولوحة كبيرة دونت عليها إنجازات النادي منذ تأسيسه وحتى اليوم، بالإضافة إلى أركان لعدد من الشركاء الاستراتيجيين الأوروبيين الذين يعرضون بعض الأجهزة والمنتجات المتعلقة بالصقور وكلاب السلوقي.

في ورشة بعنوان “مستقبل الصقارة.. استنتاجات” 

5 توصيات للحفاظ على رياضة الصيد بالصقور وفق أسس علمية 

ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، استضافت، منصة الاستدامة، الجمعة، ورشة عمل بعنوان “مستقبل الصقارة..استنتاجات” قدّمها وليم فرينهووك، من الاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الصقور البرية، الذي تناول قضايا متعلقة بعالم الصقور والتطورات المتوقع حدوثها خلال الأعوام المقبلة والتي ستنقل المعارف والعلوم المرتبطة بالصقور إلى آفاق بعيدة بفعل الجهود المتواترة للعلماء المتخصصين في هذا المجال، وكذلك الممارسات السليمة وتكاتف المهتمين بالصقور في أنحاء العالم.

وأشاد فرينهووك في مستهل الورشة بالجهود الدؤوبة لدولة الإمارات في العناية بالصقور على المستويين المحلي والعالمي بدعم رسمي من أعلى المستويات، مُنوّهاً إلى وجود تحدّيات عديدة أمام المهتمين بالصقور وسلالاتها على مستوى العالم، غير أن الإمارات كانت ولا زالت دائما سباقة في هذا المضمار، ما جعلها في صدارة الدول المهتمة بالصقور وتخصص لها إمكانات ضخمة ومؤسسات ومعارض عالمية على أرقى مستوى من أجل تعزيز ثقافة الاهتمام بالصقور بين الناس من مختلف الثقافات والجنسيات. كما أنها تدعم باستمرار جهود الاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة من أجل تحقيق أهدافه في زيادة الوعي بالصقور وقضاياها في الحاضر والمستقبل، خاصة فيما يتعلق بالحفاظ على الصقور وسلالاتها النادرة الموجودة في بلدان عدة.

وأوضح الخبير الدولي أنّ الاهتمام بالصقارة ليس قاصراً على فئات بعينها في المجتمع، ومن الممكن أن يكون ممارسا لأي مهنة مثل الطبيب أو المهندس وفي الوقت ذاته مهتما بالصقور وتربيتها والحفاظ عليها، ما يجعل مفهوم الصقارة أوسع من المفهم التقليدي لدى عديد من الناس.

وبيّن فرينهووك، أنّ حضور الورشة من خبراء صقور على مستوى العالم يجمعهم الأساس العلمي للحفاظ على هذا الطائر مع عدم إغفال الجانب المشاعري لعلاقة الإنسان مع واحد من أقدم الطيور التي نشأت علاقة بينها وبين الإنسان منذ أزمنة بعيدة.

وتطرقت ورشة العمل إلى البلدان التي تمتلك سلالات نادرة من الصقور مثل تونس وليبيا وأفغانستان، غير أنها تواجه تحديات في الحفاظ عليها ورعايتها ما يعكس الأثر السيئ للأزمات السياسية على الاهتمام بالصقور، ما يستلزم بذل جهود حثيثة في هذه البلدان لدعم الاهتمام بالصقور والحفاظ على هذه السلالات.

وأكد ضرورة التواصل مع الأطراف العربية للمساعدة في الوصول بالجهود إلى بلدان الشرق الأوسط من أجل زيادة فاعلية الاهتمام بالصقور والارتقاء بها من وضعها الحالي خاصة في البلدان التي لا تلقى فيها الصقور الاهتمام المطلوب.

أعقب ذلك كلمة للدكتور عوض صالح، مستشار لاتفاقيات اليونسكو للحفاظ على التراث، تطرق فيها إلى جهود دولة الإمارات في دعم جهود المحافظة على الصقور منذ عشرات السنين بفضل الرؤية السديدة للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، واهتمامه المبكر بالصقارة حيث دعا خبراء الصقور في العالم في 1976 إلى اجتماع في أبوظبي لتتوالى هذه الجهود بلا توقف. ولعلّ هذا الاجتماع السنوي في المعرض الدولي للصيد والفروسية يُعدّ أحد مظاهر هذا الاهتمام حيث يجتمع خبراء الصقور من أنحاء العالم لمناقشة قضاياهم وبرامجهم المستقبلية، وأن يكونوا جزءا من هذا المعرض لأن دولة الإمارات رائدة في رعاية الاتحاد العالمي للصقارة.

وخرجت هذه الورشة بـِ 5 استنتاجات وتوصيات مستقبلية أجملها د.صالح فيما يلي:

1-       الدعوة إلى مزيد من الحفاظ على الصقور ورعايتها، والثناء على دولة الإمارات لما تقوم به من عمليات تكاثر وتطوير ورعاية مزارع الصقور في أماكن أخرى من العالم، وهي مسؤولية مُقدًرة ويجب أن تستمر.

2-       القيام بقدر أكبر من الأنشطة الثقافية والتعريف بأنّ الصقارين ليسوا قنّاصين، ولكنهم أصحاب تراث إنساني كون هذه الرياضة من أقدم العادات الإنسانية وتعكس علاقة مميزة بين الإنسان والحيوان، وعلى المهتمين بالصقور في مختلف البلدان أن يكونوا جزءا من المجتمع المحلي وألا يمارسوا اهتماماتهم بعيداً عن المجتمع المحيط بهم.

3-       الإبقاء على صلات قوية بوزارات الثقافة التي اعترفت بالصقارة، حتى يُترجم هذا الاعتراف إلى مردود إيجابي على الصقور والمهتمين بها.

4-       التواصل مع المنظمات غير الحكومية حتى يكونوا جزءاً من المجموعة البشرية التي تعمل على الحفاظ على الصقور وسلالاتها وكافة العادات والرياضات المرتبطة بها.

5-       إعداد مجلة ثقافية خاصة بالصقور وتوزيعها على نطاق واسع بما يسهم في زيادة التعريف بالصقارة وتحدياتها، وكذلك أهم الأهداف التي يسعى العاملون في هذا المجال إلى تحقيقها بفعل تكاتف المجتمعات المحلية والعالمية للارتقاء بواحد من أقدم الأنشطة البشرية المرتبطة بالكائنات الأخرى.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com