برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تنظم مبادرة “صناع الأمل”، المبادرة الأكبر من نوعها لتكريم أصحاب العطاء في الوطن العربي، حفل تتويج أوائل صناع الأمل من صناع التغيير الإيجابي الذين يساهمون في بناء واقع أفضل في مجتمعاتهم من خلال مشاريعهم الإنسانية التطوعية، من بين أكثر من 92 ألف صانع أمل عربي شاركوا في نسخة هذا العام من مبادرة “صناع الأمل” تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية. وللمرة الأولى، سوف يشهد حفل صناع الأمل تبني دعم مشروع إنساني ليكون مشروع العام الإنساني العربي، وذلك لترسيخ ثقافة العمل الإنساني من خلال توحيد جهود أكبر عدد من الناس لدعم مشروع عربي ذي قيمة إنساني مشتركة.
ويقام الحفل في 20 فبراير المقبل في “كوكا كولا أرينا” في سيتي ووك بدبي، وسط حضور يتوقع أن يصل إلى 12 ألف شخص من مختلف أنحاء الوطن العربي.
وغرَّد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على حسابه الرسمي على “تويتر” قائلاً: “92 ألف مشاركة في صناع الأمل في دورته الثالثة.. من 15 دولة عربية و23 دولة أجنبية… رسالة الامارات رسالة أمل وتفاؤل بقدرتنا جميعاً على صنع التغيير الإيجابي لمجتمعاتنا.. نلتقيكم في 20 فبراير لنكرم نماذج استثنائية في رحلة البحث عن الانسان بداخل كل إنسان”.
وأضاف سموه: “هذا العام يتبنى حفل صناع الأمل مشروعاً إنسانياً عظيماً.. سيذهب ريع الحفل من أجله.. مشروع مستشفى البروفيسور مجدي يعقوب لعلاج أمراض القلب الخيري في مصر… الهدف أن يصنع الحفل أملاً جديداً لآلاف القلوب المحتاجة لرعاية”.
قيم إنسانية عربية مشتركة
وقال معالي محمد عبدالله القرقاوي أمين عام مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية: “منذ إطلاقها قبل أكثر من ثلاث سنوات، ساهمت مبادرة صنّاع الأمل في تحفيز العديد من الناس في الوطن العربي، خاصة فئة الشباب، لاتخاذ قرار بالتصدي لأبرز التحديات التي تواجه مجتمعاتهم من خلال مشاريع ومبادرات تطوعية تسهم في إحداث فرق إيجابي في حياة الناس من حولهم”، مشيراً إلى أن “مبادرة صناع الأمل تصب في رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للعمل الإنساني التي تركز على إشراك الجميع وغرس الأمل وتحريك الناس لخدمة الناس”.
وتابع معاليه بأن “رسالة محمد بن راشد هي أن التغيير يجب أن يبدأ من الفرد، وبأن شباب الوطن العربي عليهم مسؤولية أخلاقية تتمثّل في محاربة اليأس والمساهمة الفاعلة في بناء مجتمعاتهم وصنع المستقبل الذي يريدونه بأنفسهم”.
وأكد القرقاوي بقوله: “مبادرة صناع الأمل تدخل مرحلة جديدة من تمكين ودعم العمل الإنساني واسع النطاق، من خلال تبني مشروع إنساني ذي بعد عربي، من منطلق أن ما يجمعنا هو منظومة قيم إنسانية مشتركة، وأن الارتقاء بواقع المواطن العربي في أي بقعة في وطننا الغالي هو بمثابة غرس دعامة متينة تسهم في استقرار وازدهار أمتنا ككل”.
وقاله معاليه: “رسالة الإمارات رسالة أمل للمنطقة والعالم.. وهذا العام سنرسل الرسالة بطريقة مختلفة”.
مشروع العام الإنساني العربي
وتدخل مبادرة “صناع الأمل” هذا العام مرحلة جديدة في دعم العمل الإنساني من خلال مشروع العام الإنساني، ضمن رؤية جديدة تنطلق من خلالها صناع الأمل إلى آفاق أشمل في العمل الإنساني عبر خلق حراك مجتمعي إزاء دعم مشاريع إنسانية ذات بعد عربي بحيث تسعى إلى تسليط الضوء على مشروع إنساني أو خيري ذي بعد عربي، يمس قطاعاً عريضاً من الفئات المعنية أو المستهدفة، وينطوي على نتائج بعيدة المدى، ويتم حشد أكبر جهد تبرع من نوعه في ترجمة حية للمسؤولية الفردية والمجتمعية والمؤسسية في دعم مبادرات إنسانية عربية مستدامة.
وقد أعلنت مبادرة صناع الأمل في دورة هذا العام عن تبني مشروع بناء مستشفى الدكتور مجدي يعقوب لأمراض القلب في مصر بوصفه مشروع العام الإنساني العربي، بحيث سيتم تخصيص ريع الحفل لدعمه.
وسيكون المستشفى التخصصي الجديد أحد أكبر المؤسسات العلاجية من نوعها عربياً، من خلال كادر طبي مؤهل وتجهيزات ومعدات طبية وجراحية تعد الأحدث في العالم، حيث سيوفر المستشفى خدماته لعلاج مرضى القلب من كل أنحاء الوطن العربي مجاناً.
وسوف يجري المستشفى 12 ألف عملية جراحة سنوياً، 70 في المئة منها تستهدف الأطفال، كما ستستقبل العيادات الخارجية أكثر من 80 ألف مريض سنوياً، وسوف يتم تدريب أكثر من 1000 طبيب وجراح مختص في أمراض القلب من خلال مركز التعليم والتدريب التابع لمؤسسة مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب، بحيث يكونون ضمن الكادر الطبي عالي التأهيل في المستشفى.
ويعد الدكتور مجدي يعقوب أحد أشهر جراحي القلب في العالم، وهو بروفيسور مصري بريطاني، حيث أجرى أكثر من ألفي عملية زراعة وما يقرب من 40 ألف عملية قلب مفتوح.
درس الدكتور مجدي يعقوب الطب في جامعة القاهرة وانتقل إلى بريطانيا عام 1962 ليعمل في مستشفى الصدر بلندن، ثم أصبح أخصائي جراحات القلب والرئتين في مستشفى هارفيلد (1969 – 2001)، ومدير قسم الأبحاث العلمية والتعليم (منذ عام 1992). عُين أستاذاً في المعهد القومي للقلب والرئة في عام 1986، واهتم بتطوير تقنيات جراحات نقل القلب منذ عام 1967. وقد منحته الملكة إليزابيث الثانية لقب فارس في عام 1966، كما حصل على جائزة فخر بريطانيا عام 2007 نظير إنجازه أكثر من 20 ألف عملية قلب في بريطانيا. ويُطلق عليه في الإعلام البريطاني لقب “ملك القلوب”.
نال السير يعقوب تكريمات عدة من بينها وسام دولة باكستان، ووسام الجمهورية اللبنانية، ووسام مدينة بارما، ووسام مدينة أثينا، وجائزة “راي فيش” من معهد القلب في تكساس للإنجاز العلمي في أمراض القلب والأوعية الدموية عام 1998. كما حصل على جائزة الإنجاز المتميز عام 1999، وجائزة “جولدن هيبوكريتس” الدولية للتميز في جراحة القلب عام 2003، وجائزة الجمعية الدولية لجراحة القلب وزرع الرئة عام 2004، والميدالية الذهبية من الجمعية الأوروبية لأمراض القلب عام 2006، وجائزة حمدان للمتطوعين في الخدمات الطبية الإنسانية عام 2006، ووسام الاستحقاق من رئيس الأكاديمية الدولية لعلوم القلب والأوعية الدموية عام 2007، وقلادة النيل العُظمى للعلوم والإنسانية عام 2011 وغيرها.
وكان الدكتور يعقوب قد أجرى في العام 1983 عملية زراعة قلب لرجل إنجليزي يُدعى جون مكافيرتي، دخل بسببها موسوعة جينيس كأطول شخص يعيش بقلب منقول، وذلك لمدة 33 عاماً حتى وفاة مكافيرتي جون عام 2016.
92 ألف صانع أمل
هذا واستقبلت صناع الأمل في موسمها الثالثة مشاركة قياسية تخطت 92 ألف شخص في مبادرة من 15 دولة عربية و23 دولة عربية، من خلال مشاريع إنسانية وخيرية تطوعية غطت مختلف جوانب العمل الإنساني والخيري والتنموي والمجتمعي، سواء أكان أصحابها ينفذونها كأفراد أو كفرق تطوعية أو مؤسسات ومنظمات غير ربحية، بالاعتماد على مواردهم الشخصية أو على دعم محدود من خلال التبرعات المجتمعية.
وسوف يشهد حفل صناع الأمل الاحتفاء بأبطال صناعة الأمل من خلال استعراض قصص إنسانية مؤثرة وملهمة تسلط الضوء على مجموعة من جنود الإنسانية المجهولين الذين كرسوا جهودهم ومواردهم لخدمة قضايا نبيلة ولمساعدة الفئات الهشة والمحرومة في مجتمعاتهم، قبل تتويج صانع الأمل الأول في الوطن العربي.
نجوم وفنانو حفل الأمل
وسوف يكون حفل صناع الأمل هذا العام هو الأضخم من نوعه، حيث سيشهد مشاركة أكبر عدد من النجوم والفنانين والمثقفين والإعلاميين ومشاهير التواصل الاجتماعي في العالم العربي بالإضافة إلى نخبة من الشخصيات المشهود لها في العمل الإنساني في دولة الإمارات.
وسيشارك في الفقرات الفنية والترفيهية لحفل صناع الأمل الأضخم من نوعه نخبة متميزة من أشهر نجوم الوطن العربي من بينهم المطربة نوال الكويتية والفنانة الإماراتية بلقيس والفنان الفلسطيني محمد عساف.
ويكتسب حفل صناع الأمل هذا العام بصمة عالمية مميزة من خلال مشاركة الفنان الموسيقي العالمي ردوان RedOne بفقرة غنائية مميزة. إلى جانب شهرته كمغنٍ، يعد ردوان من أشهر المؤلفين والمنتجين الموسيقيين في العالم، حيث تعاون مع مغنيين ومغنيات معروفين أمثال ليدي غاغا وجنيفر لوبيز ويوتو ونيكي ميناج وبيتبول وإنريكي إغليسياس ومارك أنطوني وآشر وغيرهم. وقد رشح للعديد من جوائز “غرامي” الموسيقية الرفيعة ونال ثلاث جوائز منها.
ويعرف عن ردوان مساهماته الفاعلة في العديد من المبادرات الإنسانية والخيرية. وفي العام 2011، أسس الفنان العالمي “مؤسسة 2101” 2101 Foundation، وهي مؤسسة غير ربحية ملتزمة بمساعدة الشباب المحرومين والأقل حظاً لتحفيزهم على تحقيق أهدافهم في الحياة من خلال الموسيقى والفنون والتعليم.
كما يشارك في الاحتفاء بأبطال الأمل العرب المتوجين مجموعة من نجوم الوطن العربي من فنانين وممثلين وإعلاميين، من بينهم سعاد عبد الله وطارق العلي وقصي الخولي وأحمد حلمي ومنى الشاذلي وعمرو أديب، وأكثر من 140 صحفياً وإعلامياً يمثلون مختلف وسائل الإعلام العربية لنقل فعاليات الحفل الذي سيُبثّ عبر عدد من القنوات العربية، ومن خلال قنوات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى مشاركة عدد من مشاهير التواصل الاجتماعي من المؤثرين العرب، الذين يصل عدد متابعيهم إلى 50 مليون متابع. وسوف تتخلل الحفل فقرات ترفيهية وكوميدية مميزة، وستكون هناك مفاجآت كبيرة للجمهور.
وسوف تطرح تذاكر حفل صناع الأمل، الذي سيذهب ريعه لدعم مستشفى الدكتور مجدي يعقوب لعلاج أمراض القلب، عبر موقع المبادرة الرسمي ومواقع الحسابات الرسمية لصناع الأمل على التواصل الاجتماعي قريباً، ويمكن شراء التذاكر من خلال الموقع الإلكتروني للمبادرة www.ArabHopeMakers.com أو الموقع الإلكتروني لـ «كوكاكولا أرينا» www.coca-cola-arena.com مكان الحدث.
حول صناع الأمل
تعد مبادرة صنّاع الأمل أكبر مبادرة إنسانية من نوعها عربياً لتكريم أصحاب العطاء، الساعين إلى مساعدة الفئات المحرومة والهشة في مجتمعاتهم ومحاربة اليأس والكراهية والتصدي لأبرز التحديات التي تعوق التنمية في أوطانهم من خلال جهودهم الفردية والمؤسسية البسيطة والمحدودة، دون تحقيق أي ربح أو منفعة شخصية أو مادية.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أطلق مبادرة صنّاع الأمل في العام 2017، حيث تستهدف المبادرة أي شخص أو فريق أو جهة لديهم مبادرة أو مشروع خدمي أو تطوعي في أي من المجالات التي تخدم أي فئة من فئات المجتمع بهدف الارتقاء بواقع الآخرين وتحسين جودة حياتهم.
وقد استقبلت الدورة الأولى من صنّاع الأمل مشاركة أكثر من 65 ألف صانع أمل بينما بلغت ترشيحات الدورة الثانية أكثر من 87 ألف مرشح. وتم تكريم خمسة صناع أمل في كل دورة بجائزة مقدارها مليون درهم لكل منهم لمساعدته في مواصلة مسيرة العمل الإنساني.