بقلم: الدكتورة ياسمين الخالدي
ليست الآلام الجسدية وحدها من تفتك بمرضى السرطان، فالحالة النفسية للمريض قادرةٌ على أن ترهق أبدانهم المتعبة وتدمر نوافذ الأمل التي يطلون منها على حياة أصبحت بلا لون أو طعم.
فمريض السرطان الذي تعرفه قوياً يعاني اليوم من هاجس الموت، ويعد الأيام والساعات، فلا يدري متى يحين الأجل.
وتبقى في هذه الحالة إرادة الله ومشيئته هي الأقوى والأبقى، لاسيما أن الأدوية حتى الآن لازالت عاجزة عن علاج معظم الحالات وتطيل عمر المرض ليس إلا.
وهنا، يجب علينا أن نقف إلى جانب المريض نفسياً ومعنوياً، وأن نشد أزره، ولكن دون أن نتصنع الاهتمام والشفقة، ونصبح عاطفيين أكثر من اللازم لأن ذلك سيشعر المريض بضعفه.
ومن المهم هنا أن نبقى كأسرة وأصدقاء طبيعين، نتعامل بالشكل الذي اعتدنا عليه، وأن نعرض المساعدة بالقدر الذي يحتاج إليه المصابون، كما يتوجب علينا عدم ذكر الإحصائيات الخاصة بالمرض أمامهم.
حاولوا أن تخرجوا مريض السرطان من الحالة النفسية التي يمر بها، فقد يكون ذلك سبباً للشفاء .. ازرعوا الثقة في نفوسهم، وساعدوهم على مواجهة المرض بالصبر والتوكل على الله.
عززوا ثقتهم بقصص الشفاء، وانتقوا ألفاظكم أمامهم، فالمرضى الذين عرفتوهم جبالاً تكسر قلوبهم اليوم كلمة أو نظرة.
في ختام هذا المقال أسأل الله تعالى الشفاء لكل مريض، والصبر لكل مبتلى، وأن يعافينا وإياكم ويبعد عنا وعنكم الأسقام والعلل.
وتقول الدكتورة “ياسمين الخالدي” أخصائي نفسي ومستشار أسري ونفسي: “إن أقسى ما تمر به الأسرة من معضلات في حياتها هو إصابة أحد الأبناء بمرض السرطان”، حيث يعيش الوالدان حالة من القهر والعذاب على طفلهم الذي لم يرَ من حياته سوى أيام قليلة لم تشبع أبسط رغباته وحاجاته.
وتؤكد “الخالدي” ضرور أن يكون تعامل الأسرة مع طفلها المصاب تعاملاً خاصاً، يعزز من ثقته بنفسه، لاسيما أن الطفل يؤمن بنظريات القوة والقدرة على مواجهة المرض على عكس الكبار مثلا، مشيرة إلى أهمية الحديث أمام الطفل عن قصص أطفال تماثلوا للشفاء.
وأضافت: على الأسرة أن تتعاطف مع طفلها بطرق مبتكرة، حيث شاهدنا في الفترة الأخيرة قصص لآباء وأمهات ومشاهير حلقوا شعر رأسهم تضامناً مع المصابين، وعلى الأخوة إخراج المصاب من جو الكآبة كممارسة اللعب واللهو بحدود معينة لما في ذلك من تخفيف للآلام الجسدية.
وتمنت الدكتورة ياسمين الشفاء لكل المصابين بهذا المرض كباراً وصغاراً، سائلة الله أن يعين المرضى ويجزيهم الأجر والثواب.