يشهد استاد هزاع بن زايد بالعين تحفة الملاعب العالمية، عند الثامنة من مساء اليوم بتوقيت الإمارات، قمة من نوع خاص وإقبال منقطع النظير حيث بيعت تذاكر اللقاء بالكامل، لا سيما وأن المباراة تحظى بالجماهيرية والاهتمام الإعلامي الكبيرين، بين قطبي الكرة المصرية: الزمالك بطل الدوري والكأس ومنافسه التقليدي الأهلي وصيف بطل الكأس، على لقب السوبر، الذي يعتبر طموح الفريقين..

حيث يسعى الزمالك لنيل اللقب لتكون ثالثة بطولاته في موسم السعد لجماهير القبيلة البيضاء، ويهم الأهلي الفوز باللقب لإخماد غضب جماهيره بعد أن خرج الفريق خالي الوفاض من بطولات الموسم المنتهي، ويهمه تحقيق الفوز للخروج من الأزمة التي تعرض لها بعد غضب جماهيره العارم خلال الفترة الماضية.

ومباراة اليوم تعد الرابعة التي يلتقي فيها قطبا الكرة المصرية لتحديد بطل السوبر المصري حيث تكرر ذلك أعوام 2003 و2008 و2014، وانتهت تلك المباريات بفوز الأهلي، ولم يحقق أبناء القلعة البيضاء الفوز بكأس السوبر على حساب الأهلي على مدار تاريخ الفريقين.

ويدخل الزمالك مباراة السوبر اليوم باعتباره بطل الدوري المصري والكأس للموسم الحالي، ولذلك يخوض اللقاء بحثاً عن التتويج بثالث الألقاب المحلية، ليحقق إنجازاً جديداً يحسب للجهاز الفني بقيادة البرتغالي جوزوالدو فيريرا والجيل الحالي من لاعبي الفريق الأبيض الذي يعتبر جيل الأحلام للقبيلة البيضاء.

وحذر فيريرا لاعبي الزمالك من التراخي والاستهتار والغرور في مباراة اليوم خاصة وأن الغريم التقليدي ليس لديه ما يخسره بعد فقدان الدوري والكأس، ويتوقع أن يلعب باندفاع هجومي طالب لاعبيه باستغلالها في ضرب الدفاع الأهلاوي وهز الشباك.. وركز المدير الفني على تجهيز الثنائي طارق حامد وإبراهيم صلاح للدفع بأحدهما في مركز وسط الملعب «ارتكاز»، بالإضافة إلى تجهيز أيمن حفني بدنياً وفنياً لخوض المباراة كصانع لعب متحرك في الثلث الهجومي.

أما الأهلي بقيادة مديره الفني المؤقت عبدالعزيز عبدالشافي (زيزو)، فأمامه مهمة صعبة، حيث لا بديل أمامه سوى حصد السوبر لتهدئة غضب جماهيره وعشاقه، الذين ثاروا بعد فقدان بطولتي الدوري والكأس بالإضافة إلى الخروج المخزي من الكونفدرالية الأفريقية التي يحمل الأحمر لقبها عن الموسم الماضي.. حيث أدت الهزيمة أمام الزمالك الشهر الماضي في نهائي كأس مصر، ثم الخروج من قبل نهائي كأس الاتحاد الإفريقي عقب الخسارة 5-3 في النتيجة الإجمالية أمام اورلاندو بايرتس، لإقالة المدرب فتحي مبروك بعد أسابيع قليلة من تجديد الثقة فيه لقيادة الفريق في الموسم الجديد.

واكتملت صفوف كلا الفريقين، باشتراك اللاعبين الدوليين في تدريبات الفريقين بالعين، بالإضافة إلى استعادة اللاعبين المصابين إلى مستواهم الفني والبدني لتتعدد الخيارات أمام المديرين الفنيين زيزو وفيريرا، وحرص زيزو على عقد جلسة مع اللاعبين عقب اكتمال صفوف الأحمر، أكد خلالها قدرتهم على حصد السوبر المصري لمصالحة الجماهير العاشقة للقلعة الحمراء.

وشدد المدير الفني للأهلي، على ضرورة التركيز على الفوز وإنهاء المباراة في وقتها الأصلي دون اللجوء لركلات الترجيح لإثبات قدرة الأهلي على استعادة توازنه سريعاً، وعلى الرغم من ذلك، خصص زيزو جزءاً من التدريبات اليومية في العين للتدرب على ركلات الترجيح خشية انتهاء الوقت الأصلي للمباراة التي يصعب التكهن بنتيجتها خاصة أن مباريات القمة دائماً ما تحمل مفاجآت.

على الرغم من إقامة مباراة السوبر المصري بين فريق الزمالك والأهلي خارج مصر لأول مرة في تاريخ البطولة، إلا أن المباراة التي سوف يستضيفها استاد هزاع بن زايد بالعين اليوم تحظى بشعبية واهتمام كبيرين في الشارع المصري.. وتحتل مساحات واسعة من اهتمام متابعي وعشاق الساحرة المستديرة للدرجة التي جعلت هاشتاق «السوبر المصري» يحطم الأرقام القياسية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قبيل إطلاق الحكم الإسباني كارلوس فيلاسكو كاربالو لصافرة بداية المباراة اليوم.

واعتبر الشيخ عبدالله بن محمد بن خالد آل نهيان رئيس مجلس إدارة شركة نادي العين لكرة القدم أن إقامة مباراة السوبر المصري في دولة الإمارات على ملعب استاد هزاع بن زايد بمثابة نقطة إيجابية تحسب لاتحادي كرة القدم في الإمارات ومصر..

وتؤكد العلاقة الوطيدة بينهما، معبراً عن تمنياته بأن يقدم قطبا الكرة المصرية مستوى فنياً رائعاً للجمهور وأن يكون النجاح حليفاً للمناسبة الكروية الكبيرة من حيث النواحي الفنية والتنظيمية والجماهيرية، ويجد الحدث الرياضي الكبير الاهتمام الإعلامي الذي يليق به ويتناسب مع سمعة وتاريخ الكرة المصرية ممثلة في عملاقيها الكبيرين.

وعبر الشيخ عبدالله بن محمد بن خالد آل نهيان عن تمنياته، بأن يقام كأس السوبر الإماراتي العام المقبل في جمهور مصر الشقيقة، بعد إقامة السوبر المصري في الإمارات..

لافتاً إلى أن الأمر المهم في هذا الجانب هو التعاون المثمر بين الاتحادين، على غرار التعاون الذي تم بين الاتحادين الإماراتي والمغربي في هذا الإطار، موضحاً أن العديد من الجوانب الإيجابية تحققت جراء إقامة كأس الصداقة الإماراتي المغربي.

واستبعد رئيس مجلس إدارة شركة نادي العين لكرة القدم أن يؤثر خروج فريقي الأهلي والزمالك من البطولة الأفريقية، والغضب الجماهيري الذي صاحب هذا الخروج على أجواء مباراة الليلة، كونه سيضع لاعبي الفريقين تحت ضغوط كبيرة ما يحتم على كل فريق ضرورة مصالحة جماهيره بالحصول على اللقب.. وقال: لا أعتقد أن هذا الأمر سيكون له علاقة بلقاء الليلة بما يمكن أن ينعكس سلباً على مردود الفريقين، ونتوقع أن نرى مشاهد رائعة وتشجيعاً متميزاً من قبل الجمهور المصري بما يسهم في إنجاح الليلة وإخراج الحدث الكروي الكبير بما يليق به.

تنظيم

من جانبه، كشف محمد عبدالله بن هزام الظاهري الأمين العام لاتحاد كرة القدم عن أن مجلس أبوظبي الرياضي عن تكفل مجلس أبوظبي الرياضي، بجائزة مباراة اليوم بين الأهلي والزمالك على كأس السوبر المصري في استاد هزاع بن زايد وقدرها 500 ألف درهم إماراتي، ما يعادل (مليون ونصف المليون جنيه مصري)..

موضحاً أن بطل السوبر سينال 350 ألف درهم، فيما ينال الفريق الثاني مبلغ 150 ألف درهم حسب ما تنص عليه لائحة الاتحاد المصري لكرة القدم، وامتدح محمد عبدالله بن هزام الجهود المتميزة لمجلس أبوظبي الرياضي في ما يتعلق بتنظيم واستضافة دولة الإمارات العربية المتحدة مباراة كأس السوبر بين قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك..

وذلك بعد أن قدم ملفاً متميزاً ومتكاملاً لهذا الحدث الرياضي الكبير، حيث كانت هناك متابعة لصيقة ودقيقة للملف من قبل الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي عارف العواني، والذي بذل جهوداً حثيثة لإنجاح هذه المناسبة، وأوضح أن مجلس أبوظبي قدم الدعم اللوجستي لهذا اللقاء حتى يخرج بطريقة تنال رضاء كل الأطراف.

وتوقع الأرجنتيني هيكتور كوبر مدرب المنتخب المصري لكرة القدم، مباراة قوية وحاشدة بالشغف والحماس بين قطبي الكرة المصرية الزمالك والأهلي اليوم على ملعب إستاد هزاع بن زايد بالعين على كأس السوبر..

وأضاف: جمهور الفريقين انتظر هذه المواجهة القمة كثيرا سواء في مصر أو الإمارات، ونأمل أن يقدم الفريقان مستوى فنيا متميزا يعكس صورة متميزة للكرة المصرية، بغض النظر عن النتيجة النهائية للمباراة، إذ إنه مع صافرة النهائية ستتباين المشاعر بين السعادة والحزن، وهو الأمر المعتاد الذي تقدمه كرة القدم لعشاقها وهذا هو سحرها..

وأشار إلى أن مواجهة اليوم بمثابة فرصة جيدة للاعبين لاستعراض قدراتهم وإمكاناتهم، كما هي فرصة لنا في الجهاز الفني للوقوف على مستوياتهم، تأهبا للمرحلة المقبلة.

وأكد المدرب الأرجنتيني الذي سبق له العمل بالدوري الإماراتي مدرباً للوصل، سعادته بالعودة مرة أخرى إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وقال: أمر رائع بالتأكيد العودة لهذا بالبلد الذي يتمتع بخصائص فريدة ومتميزة، كنت ولا أزال أتابع الدوري الإماراتي، لأنني مدرب وينبغي أن أكون متابعا وملما بكل الأحداث حولي.

وأعرب حسن فريد نائب رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم عن سعادته بالتواجد على أرض الإمارات، وقال انهم ومنذ الوهلة الأولى شعروا بأنهم في بلدهم، بسبب الحفاوة منقطعة النظير والكرم اللامحدود الذي وجدوه..

وأضاف: نشكر في هذا المقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه حكام الإمارات، ونتمنى لهم مزيدا من التطور والنهضة، وأن يحفظ بلادهم لتكون مفخرة للعرب، ونأمل أن يستمر هذا التواصل الجميل بين الشعبين الشقيقين سواء عبر جسر الرياضة أو الجسور الأخرى..

ونتمنى أن يكون لقاء السوبر اليوم بين قطبي الكرة المصرية على أرض ملعب استاد هزاع بن زايد بمثابة انطلاقة حقيقية لتبادل استضافة لقاءات السوبر، على أن يلعب السوبر الإماراتي العام المقبل في مصر، تفعيلا للبروتوكول الرياضي بين اتحادي كرة القدم في البلدين.