حذر الأمير الأردني علي بن الحسين المرشح لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) من أن تأجيل الانتخابات الرئاسية المقررة في 26 فبراير المقبل سيسيء بصورة أكبر إلى مصداقية المنظمة التي تدير شؤون اللعبة الشعبية في العالم.
وقال الأمير علي في بيان أمس «تأجيل الانتخابات المقررة سيرجئ فقط التغيير المطلوب وسيصنع المزيد من عدم الاستقرار».
وأضاف «سيقول ذلك للعالم إنه لم تتم الاستفادة من الدروس.. وإن صفقات الباب الخلفي نفسها التي شوهت سمعة الفيفا في المقام الأول مستمرة».
وتعززت فرص الأمير علي في المنافسة على المنصب الأول في الفيفا بعد إيقاف منافسه الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي والسويسري سيب بلاتر رئيس الفيفا الحالي لمدة 90 يوماً.
وجاء قرار إيقاف بلاتر وبلاتيني يوم الخميس الماضي بعد التحقيق الجنائي الذي بدأته السلطات السويسرية في 25 سبتمبر الماضي بشأن مليوني فرنك سويسري (05ر2 مليون دولار أميركي) قدمها بلاتر إلى بلاتيني في 2011 وادعى الأخير أنها نظير عمل قام به لصالح الفيفا على مدار سنوات.
وينفي بلاتيني وبلاتر ارتكاب أي مخالفات وتعهدا بالطعن في قرار الإيقاف في حين كشفت بعض المصادر عن أن الفيفا يبحث إمكانية تأجيل الانتخابات.
كما أوقفت لجنة القيم التابعة للفيفا مرشح الرئاسة الكوري الجنوبي تشونغ مونغ جون لمدة ستة أعوام لكن الأمير علي يؤكد على أنه لا يجب تغيير موعد الانتخابات.
وكان تشونغ أكد في وقت سابق أنه سيلجأ لمحكمة التحكيم الرياضية للطعن على قرار إيقافه.
وأضاف بيان الأمير علي: مع تفاقم الأزمة في الفيفا فإنه يتعين على المنظمة تجاوز مرحلة القيادة المؤقتة وانتخاب رئيس يمكن محاسبته».
وكان الأمير علي خسر في انتخابات رئاسة الفيفا في نهاية مايو أيار الماضي أمام بلاتر.
وحذر الأمير علي اللجنة التنفيذية للفيفا والتي من المقرر أن تعقد اجتماعاً طارئاً يوم الثلاثاء المقبل قائلا«يتعين على أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا إن يتذكروا أن الاتحادات الوطنية واللاعبين والمدربين والمشجعين في كل أنحاء العالم يشاهدون ما يحدث.. وينبغي على اللجنة التنفيذية عدم التدخل في العملية الجارية التي وضعتها لجنة مختصة بالانتخابات».
وقال الأمير علي أيضا«حدد موعد الانتخابات في 26 فبراير قبل ثلاثة أشهر في إطار إجراءات واضحة تتمشى مع لوائح الفيفا. حصل المرشحون على الكثير من الوقت.. ولايزال أمامهم الوقت. لا يجب تغيير القواعد بعد انطلاق المباراة. وأوضح الأمير علي: مع تفاقم أزمة الفيفا، تحتاج هذه المنظمة إلى اجتياز مرحلة القيادة المؤقتة واختيار رئيس مسؤول لها».
وأضاف « تأخير جدول العملية الانتخابية سيتطلب تأجيل الانتخابات يترتب عليه مزيد من عدم الاستقرار بالفيفا. سيقدم هذا رسالة إلى العالم بأن الدروس لم تتضح ولم يتم إدراكها واستيعابها وأن التعاملات السرية نفسها لاتزال مستمرة رغم أنها أضعفت الثقة في الفيفا ». وأكد الأمير علي «يجب ألا تتدخل اللجنة التنفيذية في العملية الانتخابية الدائرة .. والتي تشرف عليها اللجنة الانتخابية. موعد الانتخابات في 26 فبراير تحدد قبل ثلاثة شهور وهو إجراء يتفق مع كل متطلبات الفيفا». وأضاف «المرشحون لديهم الكثير من الوقت. لا يجب تغيير القواعد بعد بدء اللعبة».
وقال مصدران مطلعان إن هناك مناقشات بين الاتحاد الأوروبي « يويفيا» وأعضاء في تنفيذية « فيفا» لمنح أوروبا مزيداً من الوقت بتأجيل الانتخابات إن هذا السيناريو تتم مناقشته داخل الفيفا وبين أعضائها مثل الاتحاد الأوروبي وهو ما قد يمنح بلاتيني بعض الوقت. لكن هذا قد يؤثر على مصداقية الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
وأشار ينس سير اندرسن رئيس مؤسسة«بلاي ذا جيم» التي تتخذ من الدنمارك مقراً لها إلى أن «كل مسؤولي كرة القدم يجب أن يعلموا أن الرئيس القادم للفيفا يجب أن يكون فوق مستوى الشبهات وهذا ليس مسألة قانونية أو حتى مسألة سياسية لكن مسألة سمعة.«وقالت ديبورا اونغر.. وهي مديرة في مؤسسة الشفافية الدولية لمكافحة الفساد «يجب أن يكون هناك مرشحون أوروبيون آخرون من السهل تجاوزهم اختبارات النزاهة.«وأضافت» تأجيل الانتخابات في هذا الوقت ليست فكرة جيدة. هناك فراغ على قمة الفيفا. ويجب ملء هذا الفراغ وكما قلنا في الماضي يجب أن يكون ذلك عبر مجموعة إصلاح مستقلة ويجب أن تبدأ عملها في أسرع وقت».