قال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح إن التنوع و التعدد الذي يزخر به المجتمع الإماراتي سواء على مستوى اللون أو اللغة أو الدين أو الجنسية يمثل حالة ثراء حقيقي نفاخر به العالم و نعتبره أحد أهم أسرار نجاح التجربة الإماراتية في النهضة والتقدم و التي اتخذت من التسامح منهجا والتناغم وقبول الآخر واحترام الاختلاف سبيلا للتواصل والتعاون المشترك لما فيه صالح الجميع موضحا أن المهرجان الوطني للتسامح والأخوة الإنسانية يمثل كل تلك القيم والمبادئ السامية.
جاء ذلك خلال حفل افتتاح المهرجان مساء اليوم بحديقة أم الإمارات بأبوظبي، بحضور عدد كبير من الوزراء والسفراء و كبار المسؤولين والفنانين وسعادة عفراء الصابري مدير عام مكتب وزير التسامح .
و بدأ الحفل بكلمة لمعالي الشيخ نهيان بن مبارك أعقبها انطلاق الفعاليات بـ” انشودة التسامح” التي تألق في أدائها الفنان حسين الجسمي والفنانة بلقيس أحمد وهي من كلمات الشاعر كريم العراقي وألحان الفنان ابراهيم جمعة وحظيت بتفاعل كبير من الجمهور الذي حضر من مختلف الجنسيات وامتلأت به حديقة أم الإمارات.
وكرم معالي وزير التسامح الفنانين المشاركين في الحفل قبيل انطلاق “مسيرة التسامح ” داخل حديقة أم الإمارات والتي تقدمها معاليه والوزراء وسفراء الدول و الفنانون العرب و الأجانب وأختتم الافتتاح بلوحات في الفنون التراثية العالمية بمشاركة أكثر 12 فرقة محلية ودولية.
و تفقد معالي الشيخ نهيان بن مبارك أجنحة السفارات الشقيقة والصديقة والشركاء الذين بلغ عددهم 226 شريكا يمثلون مختلف المؤسسات الاتحادية والمحلية والخاصة والأكاديمية، إضافة إلى الأسر المنتجة، ومؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم و أبدى سعادته بالتنوع الكبير الذي يزخر به المهرجان هذا العام.
وأضاف معاليه في كلمته : ” أن المهرجان الوطني للتسامح والأخوة الإنسانية الذي تعتز وزارة التسامح بتنظيمه سنويا تحت شعار”على نهج زايد” هذا القائد التاريخي والمؤسس العظيم الذي بنى هذه الدولة العزيزة على مبادئ التسامح والحوار والعمل المشترك من أجل تحقيق الخير والرخاء للجميع يؤكد أن دولتنا الحبيبة إنما تلتزم بكل عزم وقوة بقيم التسامح و الأخوة الإنسانية، وتعمل على نشرها وتأكيدها في العالم أجمع وننظر إلى الجميع باعتبارهم أعضاء في مجتمع إنساني واحد، يعمل فيه الجميع معا من أجل نبذ التطرف والتشدد وتحقيق السلام والرخاء والحياة الكريمة في الوطن والعالم”.
وقال :” إننا من خلال هذا المهرجان إنما نؤكد كل ذلك و نعتز غاية الاعتزاز بوثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية التي صدرت خلال الزيارة التاريخية للبابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية و فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وهي الزيارة التي كان لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة فضل الإعداد لها وتحقيق النجاح المرجو منها فقد جعل سموه من هذه الوثيقة التاريخية رسالة سلام ومحبة ووفاق من الإمارات إلى العالم كله”.
و أضاف معاليه أن مهرجان التسامح والأخوة الإنسانية هذا العام يتواكب مع احتفال الإمارات بعام التسامح الذي نعبر فيه عن الاعتزاز الكبير بنموذج الإمارات المتفرد في التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية وهو النموذج الذي يتخذ من الحوار والتواصل الإيجابي بين الجماعات والثقافات والدول طريقا لبناء العلاقات المثمرة في المجتمع والعالم، ويحترم في الوقت نفسه كل بني الإنسان و يقبل التعدد و التنوع ضمن خصائص البشر و يركز على تعميق التعاون و العمل المشترك بين الجميع من أجل تحقيق التقدم والرخاء للجميع.
و دعا معالي الشيخ نهيان بن مبارك المقيمين كافة على أرض الإمارات و الزائرين للمشاركة في المهرجان الذي لا يكتمل نجاحه إلا بمشاركة الجميع.. وثمن الجهود الكبيرة التي بذلها شركاء الوزارة لإنجاح هذا الحدث الكبير واعتبرهم جزءا مهما من نجاحه.
على صعيد متصل عبر الفنان حسين الجسمي عن اعتزازه بالغناء لتسامح الإمارت في حضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك الذي يعتبره الجميع نموذجا حقيقيا للتسامح وقبول الجميع فهو لا يدخر جهدا في سبيل دعم الجميع والتعاون مع الجميع لصالح هذه القيم النبيلة التي تمثل حجر الزاوية للمجتمع الإماراتي الأصيل.
و أكدت الفنانة بلقيس أحمد أنها سعيدة للغاية بالمشاركة في الغناء للتسامح كقيمة انسانية غالية وداخل حديقة تحمل اسم أم الإمارات التي هى رمز في العطاء والعمل من أجل الجميع داخل الإمارات وخارجها معبرة عن سعادتها بتفاعل الجمهور الكبير الذي حضر الحفل مع ” أنشودة التسامح” التي تحمل كلماتها روح التسامح و تقبل الآخر وتحترم إنسانية الإنسان مهما كان لونه أو جنسه أو دينه.
وتنطلق يوم غد السبت فعاليات ” منتدى الأخوة الإنسانية ” بورشة عمل لطلاب الجامعات بمركز الشباب العربي بمشاركة 45 موهوبا في انتاج الأفلام القصيرة و عدد من الخبراء العالميين في هذا المجال لتدريب المشاركين على انتاج فيلم مدته دقيقة واحدة عن أحد مبادئ وثيقة الاخوة الإنسانية عقب تعريفهم بها.. على أن تتواصل مساء العروض التراثية العالمية ،إضافة إلى الفنون الشعبية الإماراتية وعروض التنورة، وفن المالد، وكورال المدارس.