أعرب سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي في منطقة الظفرة رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة – أبوظبي، عن شكره وعرفانه إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الرئيس الفخري للهيئة، على دعمهما الكبير للهيئة، مؤكداً سموه أن دولة الإمارات مستمرة في جهودها لتقليل الاحتباس الحراري من خلال تقييم انبعاثات غازات الدفيئة وإدارتها مع التشديد على تفعيل القوانين المتعلقة بالتغير المناخي».
وقال سموه، في كلمته التي جاءت في مقدمة التقرير السنوي للهيئة الذي أصدرته وتضمن أهم البرامج والإنجازات التي حققتها خلال عام 2017 – «في إطار سعينا لتحقيق الأهداف المحددة في السياسة البيئية لإمارة أبوظبي تخطط الإمارة إلى تعزيز دورها الرائد إقليميا وعالميا في الاستدامة والأداء البيئي المتميز».
وأضاف سموه «أن الهيئة استلهمت من رؤيتهما والتزامهما ببناء مستقبل أكثر استدامة لإمارة أبوظبي المحرك الذي مكنها من المضي قدما نحو تحقيق أهدافها الطموحة وتنفيذ خططها وبرامجها واستراتيجياتها بنجاح».
وأضاف سموه «خلال عام 2017 التزمنا بعدد من الشراكات الدولية لحماية بيئتنا واستشراف مستقبل أكثر استدامة مثل شراكاتنا مع اتفاقية الأنواع المهاجرة التابعة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة والاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة وحكومة تشاد وغيرها».
وألقى سموه الضوء في كلمته على النجاحات التي حققتها الهيئة خلال العام الماضي، والتي ضمت على المستوى العالمي مشاركة ممثلي الهيئة في الوفد الإماراتي رفيع المستوى الذي شارك في الدورة الثالثة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «23COP» وركز على الجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة لتحقيق أهداف اتفاقية باريس حول تغير المناخ.
وأشار إلى أن الهيئة عملت عن كثب مع الفرق التنفيذية التي تشكلت لتنفيذ رؤية الإمارات 2021 ونجحت في تحقيق تقدم ملحوظ في الدوائر الجزائية بدعم من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس دائرة القضاء، مما ساعد في تعزيز الدور التنظيمي للهيئة ومكنها من تفعيل ممارسات الإنفاذ القانوني بشكل ملحوظ.
وأضاف سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان «أن من أهم إنجازات الهيئة في عام 2017 كان إصدار تقرير حالة البيئة في إمارة أبوظبي الذي يقدم نظرة شاملة عن الوضع الحالي للبيئة في الإمارة، ويعتبر تقييما شاملا للجوانب البيئية المختلفة من نوعية الهواء إلى التنوع البيولوجي والنفايات، مما يساعد في تحقيق استجابة متكاملة وفاعلة ومستدامة، ويساهم في تعزيز جهود حماية البيئة أثناء الاستمرار في مسيرة النمو الاقتصادي في الإمارة».
من جهته قال معالي محمد أحمد البواردي العضو المنتدب للهيئة «إذا نظرنا إلى عام 2017 نجد أنه من أنجح الأعوام في تاريخ الهيئة، إذ يأتي تتويجا لجهودنا الدؤوبة على مدى عقدين من الزمن حققنا خلالهما العديد من الإنجازات والنجاحات التي أفخر أن أكون جزءاً منها وبعد عقدين من العمل المستمر من الرائع أن ننظر إلى الكم الكبير من الإنجازات التي تحققت خلال هذه الفترة من حماية الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي لإماراتنا إلى تحقيق الأهداف البيئية الطموحة لحماية المستقبل للأجيال القادمة».
وأشار إلى القرار الصادر عن المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي بإعلان 17 محمية برية وبحرية جديدة، والذي ضم أكبر عدد من المحميات التي يتم الإعلان عنها مرة واحدة في العالم، فضلاً عن أنه زاد من عدد المحميات الطبيعية في إمارة أبوظبي إلى 19 محمية تلعب دورا محوريا في حماية موائل الإمارة والمحافظة على تنوعها البيولوجي الغنى في البر والبحر.
وأضاف أن الهيئة حققت خلال عام 2017 نجاحات متميزة في برنامجين من برامج إعادة توطين الأنواع في موائلها الطبيعية، حيث تم إجراء مسح جوي في محمية المها العربي بإمارة أبوظبي، والذي سجل وجود 835 مها بعد أن كانت 160 مها فقط منذ بداية «برنامج الشيخ محمد بن زايد لإطلاق المها العربي» عام 2007 وهي تعتبر زيادة كبيرة في أعداده، أما فيما يتعلق بالمها الأفريقي «أبو حراب» فقد بلغ عددها في موطنها بجمهورية تشاد بعد انتقالها من أبوظبي 89 مها و18 عجلا صغيرا، مما يعكس النجاح الذي يمكن تحقيقه من خلال الالتزام والإخلاص والتعاون العابر للحدود لحماية أحد أكثر الأنواع المهددة بالانقراض في العالم.
من ناحيتها قالت رزان خليفة المبارك الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي «خلال عام 2017 واصلنا القيام بمهامنا الرئيسية لحماية البيئة والمحافظة عليها وتعزيز دورنا الرائد في التنمية المستدامة في إمارة أبوظبي وخارجها وكان تركيزنا هذا العام أكثر من أي وقت مضى على «الجودة» ليس فقط لتحقيق المعايير الدولية وتبني أفضل الممارسات في مجال البحث العلمي والإدارة البيئية والاستراتيجية المستدامة ووضع السياسات، ولكن أيضا لرفع سقف الطموحات حتى نتمكن من لعب دور قيادي من موقع أكثر قوة».
وقالت المبارك «تمثل نهجنا خلال عام 2017 في تطوير شراكاتنا الاستراتيجية لتعزيز فاعليتنا في معالجة القضايا الهامة فقمنا بالتعاون مع دائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي باستضافة منتدى الهواء النظيف الذي انعقد في المنطقة للمرة الأولى».
وتطرقت إلى الإنجازات التي حققتها الهيئة في مجال المياه الجوفية.. قائلة «استمرت جهودنا للمحافظة على هذا المورد الحيوي المحدود، حيث إنه في هذا العام أكملت الهيئة بنجاح البنية التحتية ومرحلة الحقن ضمن مشروع التخزين الاستراتيجي للمياه العذبة في ليوا وهو مشروع مشترك بيننا وبين هيئة مياه وكهرباء أبوظبي وشركة ترانسكو التابعة لها، ويهدف إلى تعزيز أمننا المائي من خلال تنويع مصادر مياه الشرب في إمارة أبوظبي».
وذكرت المبارك «أن إنجازات الهيئة خلال العام الماضي تضمنت الانتهاء من تنفيذ مسح الموارد السمكية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات، والذي وفر لنا معلومات مؤكدة وحديثة عن حالة المخزون السمكي في أبوظبي، كما وفرت نتائج هذا التقييم أساسا قويا لوضع خطة لاستعادة وإنعاش المخزون السمكي التي سنبدأ في تقديمها في عام 2018».