رغم نفي الأمن العام اللبناني لأي خلفية سياسية أو أمنية وراء عدم ختم جوازات بعض الإيرانيين المسافرين عبر مطار بيروت، إلا أن الموضوع لا يزال يقلق اللبنانيين.
وبدأت المسألة بإعلان السفارة اللبنانية في طهران إلغاء ختم جوازات الدخول والخروج من مطار بيروت للإيرانيين المسافرين من وإلى لبنان.
لكن الأمن العام اللبناني أوضح في بيان أن الإيرانيين الداخلين إلى لبنان أو الخارجين منه يمكنهم طلب أن توضع أختام الدخول والخروج على بطاقات منفصلة تربط بجوازات سفرهم، وليس على صفحات الجواز الخاصة لذلك، كما هو الحال مع بقية المسافرين الأجانب.
وباستثناء الأمن العام، لم تصدر أي جهة رسمية أخرى، كوزارة الخارجية أو رئاسة الحكومة، أي بيان لتوضيح أسباب هذا الاستثناء، ما أثار مزيدا من الريبة وسط اللبنانيين.
من جهتها، أصدرت وزارة الخارجية اللبنانية، أمس الاثنين بيانا جاء فيه: “إزاء المعلومات المتداولة عن السماح للرعايا الإيرانيين بالدخول إلى لبنان من دون ختم جوازات سفرهم على المعابر الحدودية، يهم وزارة الخارجية والمغتربين أن توضح للرأي العام أن هذا الإجراء هو من صلاحيات الأمن العام اللبناني، وهو من اتخذ قرار ختم بطاقة الدخول بدلا من الجواز، وينحصر دور وزارة الخارجية والمغتربين بالإبلاغ عنه فقط لا غير”.
وكانت المديرية العامة للأمن العام، أصدرت في هذا الصدد بياناً جاء فيه: “تناولت بعض المواقع الإلكترونية خبراً عن إلغاء ختم الدخول والخروج للمسافرين الإيرانيين الوافدين إلى لبنان. يهم المديرية العامة للأمن العام أن توضح أن هذا الخبر عار من الصحة، وتؤكد أنها تعتمد إجراء متاحا أمام رعايا عدد من الدول الوافدين إلى لبنان وللراغبين منهم بتوشيح أختام الدخول والخروج على بطاقات مستقلة ترفق بجوازات سفرهم”.
بدوره، أكد مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم أن “التدبير الذي اتّخذه الأمن العام هو طبيعي وعادي، ولا ينطوي على أي غايات أو نيّات مضمرة، علماً أنه معتمد في الكثير من الدول منذ سنوات طويلة”.
وشدد إبراهيم على أن “حركة دخول وخروج الإيرانيين عبر المطار مسجلة وموثقة في الكمبيوتر، وهذا هو المهم بالنسبة إلينا”، لافتاً إلى أن “تاريخ الوصول والمغادرة يصبح موجوداً لدينا بمجرد إمرار جواز السفر على الآلة، ولو أنه لم يُختم”.
ولفت إبراهيم إلى أن الختم على جواز السفر ليس إلزامياً بحدّ ذاته، موضحاً أنّ من حقّ المسافر أن يطلب وضع الختم على بطاقة منفصلة لاعتبارات تتعلّق به من نوع امتلاء صفحات جواز السفر العائد إليه أو رغبته في تسهيل دخوله إلى دول أخرى قد ترفضه إذا وُجد ختمُ دولة معينة على جواز سفره.
وكانت صحيفة “ذا واشنطن تايمز” قد ذكرت مؤخراً أن حزب الله حول مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت إلى مركز لتهريب المخدرات والسلاح والمقاتلين.
وكشف تقرير حديث للصحيفة أن احتلال الميليشيات لمطار بيروت سمح لقوات الحرس الثوري الإيراني باتخاذ المطار في لبنان كقاعدة للعمليات العسكرية التي تتضمن نقل الأسلحة والعسكريين إلى المناطق التي يتدخل فيها النظام الإيراني.