أعلن العراق الأسبوع الماضي اعتقال 5 قياديين كبار في تنظيم داعش الإرهابي.
وقد شكلت تلك العملية التي استمرت ثلاثة أشهر، والتي تتبعت مجموعة من كبار قادة التنظيم الذين كانوا يختبئون في سوريا وتركيا، إنجازا استخباراتياً وأمنياً مهماً .
وكان مركز الإعلام الوطني العراقي، كشف يوم الجمعة الماضي، تفاصيل اعتقال هؤلاء الخمسة، معلناً أسماءهم، وهم كل من صدام عمر يحيى الجمل الملقب بـ”أبو رقية الأنصاري”، أمير ولاية الفرات والقائد الثوري للواء الشرقية، والمتهم بأنه أحد المشاركين بحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، ومحمد حسين حضر الملقب بـ”أبو سيف الشعيطي”، أمير قاطع الميادين في داعش، وعصام عبد القادر عاشور الزوبعي الملقب بـ”أبو عبد الحق العراقي”، أمير القوة الضاربة لفرقة الفتح، وعمر شهاب حماد الكربولي الملقب بـ”أبو حفص الكربولي”، أمير ما يسمى استخبارات ولاية الفرات ومسؤول في قاطع الميادين، وإسماعيل علوان سلمان العيثاوي الملقب بـ”أبو زيد العراقي”، أحد معاوني البغدادي ورئيس لجنة تقييم المناهج في داعش.
وأضاف المركز أن عملية إلقاء القبض عليهم جرت داخل الأراضي السورية في المنطقة الحدودية مع العراق، إثر عملية استخبارية نوعية، وأدى التحقيق معهم إلى استخلاص معلومات مفصلة، تم بناء عليها تنفيذ ضربة جوية استهدفت اجتماعا لهيئة الحرب في داعش، وأدت إلى مقتل ما يقرب من 40، على رأسهم عمر عبد حمد الفهداوي الملقب بـ”أبو طارق الفهداوي” أمير هيئة الحرب.
وفي ما يتعلق بـصدام الجمل ، فهو سوري الجنسية، وكان والي منطقة شرق الفرات في التنظيم.
يعتقد أنه شارك في عملية حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة قبل ثلاث سنوات، في جريمة رهيبة هزت صورها العالم بأسره، وقد قبض على الجمل الذي التحق بداعش في 2013 في البوكمال السورية.
وكانت وسائل إعلام عديدة قد أعلنت في 2016 مقتله، ليتبين لاحقاً عدم صحة الموضوع.
وفي فيديوهات بثتها وسائل إعلام عراقية، كشف الجمل المولود عام 1987، أن تنظيم داعش يعيش حالة من التخبط والانقسامات بعد الخسائر الكبيرة التي مني بها.
وأضاف أن داعش حالياً في حالة سيئة، لاسيما بعد فقدانه العديد من الموارد، خصوصا بعض المرافق النفطية، كما أن عناصره تعيش صراعات بينها، ويرفض العديد من قياداته المتبقية القتال.
ولد صدام الجمل في البوكمال شرق محافظة دير الزور على الحدود السورية العراقية عام 1987، لعائلة فقيرة مكونة من 9 أشخاص.
بفضل موقع البوكمال الجغرافي على الحدود بين العراق وسوريا، عمل الجمل في تهريب التبغ، فتعرض للاعتقال من قبل النظام السوري عدة مرات.
مع بدء أحداث الثورة السورية عام 2011، شارك في التظاهرات التي كانت تُقام في مدينة البوكمال، وتعرض للاعتقال أكثر من مرة من قبل أجهزة الأمن السوري، ومن ثم انتقل إلى السلاح.
عمل مع بعض المجموعات المسلحة المختلفة، وتنقل من فصيل إلى آخر حتى رسا أخيراً عام 2013 مع داعش، وبايع التنظيم.
ظهر في نهاية عام 2013 في إصدار بثه داعش يتحدث عن علاقات وارتباطات الجيش الحر بمخابرات دولية.
عام 2014، خرج الجمل مع عناصر التنظيم الهاربين من دير الزور إلى الرقة والحسكة ومدن العراق المجاورة للحدود السورية.
وكان أول هجوم للتنظيم على البوكمال بقيادة الجمل في خريف عام ٢٠١٤، والذي فشل بالسيطرة على المدينة وتسبب الهجوم بمقتل ٧٠ عنصراً من الجيش الحر، تم إعدام البعض منهم ميدانياً على يد صدام وعناصر التنظيم، كما تسببت المعارك بمقتل نادر الجمل، الأخ الأصغر لصدام، وهو من عناصر التنظيم، بحسب ما أفاد موقع “درج”.