|  آخر تحديث مايو 1, 2018 , 15:08 م

سعود القاسمي: رأس الخيمة تقدم فرصاً واعدة لازدهار المشاريع


سعود القاسمي: رأس الخيمة تقدم فرصاً واعدة لازدهار المشاريع



تحدث صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، في كلمة لسموه في تقرير مجموعة «ذا بزنس يير» المتخصصة في الخدمات الإعلامية العالمية بالتزامن مع احتفالية «عام زايد»، عن الأسباب التي تجعل إمارة رأس الخيمة مكاناً رائعاً للزيارة والقيام بالأعمال التجارية والاستثمار.

وقال سمو: تعد إمارة رأس الخيمة محظوظة حقاً، فتنوع تضاريسها يجعلها موقعاً للجمال الطبيعي، حيث تتقدم الجبال من البحر، وتصطف بين هذين المعلمين الطبيعيين أشجار القرم (المانغروف) والشواطئ، والصحراء الطينية (تيراكوتا)، والسهول الزراعية بارتياح. وقد شجعت جغرافية المنطقة على إقامة مستوطنات بشرية منذ 7 آلاف عام، فمنحت رأس الخيمة إرثاً ثقافياً وتاريخياً مذهلاً ومنحت شعبها هوية فريدة مرنة نفخر بها.

ونظراً لموقعها الاستراتيجي على ثغر الخليج العربي، كانت رأس الخيمة في أوقات من تاريخها جزءاً لا يتجزأ من شبكة التجارة والاتصالات التي سبقت حقبة العولمة. وعلى مدى قرون، كان مسافرون وتجار من بعيد يتوقفون في الإمارة ويرتاحون ويتبادلون تجارتهم فيها.

وتتمثل رؤية رأس الخيمة في إمارة تقدم فرصاً لنمو الأعمال التجارية وازدهار أصحاب المشاريع في مناخ استثماري يقارن بشكل إيجابي مع منافسيها، مكان حيث يمكن للزائرين تجربة إجازة توفر الأصالة والمغامرة، وحيث بإمكان الأفراد أن يختاروا العيش بنمط حياة سكني يتصف بالرقي وبأسعار معقولة، على حد سواء.

وكانت الطفرة التي أطلقها والدي قد بدأت مع مجال التعليم. فقد كان واعياً تماماً لقدرة التعليم على تحويل أرواح الناس، وقد أراد من خلاله تمكين سكان الإمارة. ومع التحصيل التعليم جاء التحول الحتمي من مجتمع يكرس وقته كله للزراعة وتربية الحيوانات وثمار البحر إلى اقتصاد حديث يتطلع إلى الخارج. ولا يزال التعليم التركيز الرئيسي في الإمارة، ويشكل تأسيس الجامعة الأميركية في رأس الخيمة وجامعة رأس الخيمة للطب والعلوم الصحية، وهما الجامعتان اللتان تم تصميمهما لتشجيع المشاركة المحلية في مؤسسات التعليم العالي التي تتمتع بمعايير دولية، شاهداً على رؤية الشيخ صقر.

 

 

وتماماً كما المنظر الطبيعي في رأس الخيمة قائم على التنوع الجغرافي، فإن تطور الإمارة الاقتصادي تم بناؤه على التنوع والاستدامة. فثروتنا المعدنية لا تتدفق من النفط بل هي محاصرة في صخور الجبل نفسه. منذ فترة الستينات من القرن الماضي، بدأ استغلال تلك الثروة، لتنضم إليها لاحقاً صناعتان من ركائز صناعات الإمارة، «جلفار الخليج للصناعات الدوائية»، و«سيراميك رأس الخيمة»، اللتان تعتبران جهتين رئيسيتين فاعلتين في الأسواق العالمية المعنية. هاتان الشركتان اللتان انطلقتا في وقت مبكر أطلقتا قطاع صناعات تحويلية تصل مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي إلى أكثر من نسبة 25% حالياً، يمثل مجموعة واسعة من الصناعات، تتراوح من «تقنية النانو» إلى إنتاج الزجاج على نطاق واسع ومتخصص وصولاً إلى صناعة المركبات والإسمنت. وكان لمناطقنا الحرة، «المنطقة الحرة برأس الخيمة» و«وهيئة رأس الخيمة للاستثمار»، اللتان تحويان أكثر من 12 ألف شركة، دور فعال في تطوير قاعدة صناعية أثقل وزناً، ليس هذا فحسب، وإنما أيضاً في جذب أصحاب مشاريع حريصين على الاستفادة من الميزة التنافسية التي يمكن أن توفرها إقامة المشاريع في رأس الخيمة.

التضاريس التي كانت في الأصل جذابة للغاية للمقيمين الأوائل كانت مهمة أيضاً في جلب السياح إلينا بأعداد متزايدة. وقد شهد عام 2016 زيادة في عدد السياح بنسبة 10% بالمقارنة مع العام المسابق، ويقوم الزوار أيضاً بإطالة إقامتهم للتزود بكل التجارب والمغامرات التي يمكن التمتع بها هنا الآن. وجرى استطلاع أسواق مصادر جديدة، مثل الهند، فيما تستمر أسواق قائمة مثل بريطانيا وألمانيا في النمو. ويتمثل الهدف التالي لهيئة تنمية وتطوير السياحة في جذب مليون زائر سنوياً بحلول 2019 وهذا الأمر يسير على السكة.

 

ويشكل نظام رعاية صحية كفء وفعال أولوية لأي حكومة معنية ليس فقط في رفاه وصحة مواطنيها، بل لأي حكومة حريصة أيضاً على جذب مواهب من الخارج إلى شواطئها. وتجمع بنية الرعاية الصحية في رأس الخيمة منابع القوة للنظام الاتحادي مع أفضل ممارسات القطاع الخاص، وفي المقدمة مستشفى رأس الخيمة، وهي وحدة لديها عملية سياحة طبية متنامية أيضاً.

ولدعم هذا النشاط، تم تطوير شبكة نقل ولوجستيات قادرة على معالجة السعة الحالية، فيما يجري ترقية الشبكة لضمان إمكانية النمو المستقبلي. ويتجه الطريق السريع الوطني 611 شمالاً بسرعة للربط مع المناطق الصناعية المحاذية للجبال، ولن يستقدم طريقاً أسرع وأقل كلفة لنقل المنتجات الخارجة من المنطقة، لكنه أيضاً سيزيلها من مناطقنا الحضرية. نظام موانئنا وعلى رأسه «ميناء صقر»، وهو أكبر ميناء لمناولة الناقلات الضخمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يظهر تنوعاً أيضاً في مجموعة خمس عمليات منفصلة تقدم كل منها خدمات متخصصة، من الإصلاح إلى منطقة الحرة البحرية إلى النشاط الترفيهي.

وكانت وكالتا التصنيف الائتماني «ستاندرد أند بور» و«فتش» قد وضعت باستمرار رأس الخيمة ضمن تصنيف «إيه»، مشيرة إليها بكونها مكان جذاب وأمن للاستثمار، وهو الأمر الذي أكده تقرير للبنك الدولي عام 2015 الذي وضع راس الخيمة في الترتيب 45 المنطقة الأكثر صديقة للقيام بالأعمال في العالم، مدرجاً إياها بين أعلى منطقتين في الخليج. ومن المتوقع أن يحقق النمو في الناتج المحلي الإجمالي نسبة نمو قوية تبلغ 3% في المستقبل القريب.

 

ويحتاج المستثمرون للتأكد من أن أعمالهم مدعومة بنظام قانوني عادل وشفاف وكفء. ولقد عملنا على تحسين جوانب من نظامنا القضائي وتطويره في سبيل ضمان الأمر. وعبر اتفاق أخير مع « مركز دبي المالي العالمي»، فإن أحكاماً صادرة من نظام محاكمها باللغة الإنجليزية، يمكن للمستثمرين والشركات والمقيمين اختياره، سوف يجري إبرامه من جانب محاكم رأس الخيمة. إضافة إلى ذلك، خفض نظام محاكم جديد ليوم واحد في منازعات مدنية صغرى وتجارية بشكل كبير الوقت الذي تستغرقه الإجراءات لتلك الحالات. تلك الأدوات والمسارات الجديدة هي إجراءات سيرحب بها المستثمرون وتضيف سبباً ملموساً آخر لتأسيس أنفسهم في رأس الخيمة.

ويظهر التزام مواطنينا والمقيمين لدينا والمستثمرين، جنباً إلى جنب مع التقدم المحرز حتى الآن، تحول إمارتنا الإيجابي والبناء. كل يوم نواصل التقدم نحو تحقيق رؤيتنا المشتركة. رأس الخيمة محظوظة حقاً.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com