وصل 60 دبلوماسياً روسياً طردوا من الولايات المتحدة إلى موسكو أمس فيما بلغ التوتر في فترة ما بعد الحرب الباردة أعلى درجاته بين روسيا والغرب في أعقاب تسميم الجاسوس الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا في بريطانيا.
ووصلت طائرتان إلى مطار فنوكوفو في موسكو أمس تقلان 171 شخصاً هم ستون دبلوماسياً وعائلاتهم آتيتين من واشنطن ونيويورك. وأظهرت مشاهد بثها التلفزيون الروسي ركاباً ينزلون من الطائرة فيما كانت العديد من الحافلات بانتظارهم.
وفي مؤشر آخر إلى التوتر نبهت روسيا مواطنيها إلى ضرورة التفكير ملياً قبل السفر إلى بريطانيا حيث قالت إنهم قد يتعرضون لمضايقات من جانب السلطات المحلية.
كذلك، حذرت روسيا أنصار نادي سسكا موسكو قبل الانتقال إلى لندن لحضور مباراته مع أرسنال الإنجليزي في ذهاب ربع النهائي من الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) لكرة القدم الخميس، وطالبتهم بأقصى درجات الحذر بسبب حملة معادية للروس.
بالمقابل، أعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن بلاده ستبقى منفتحة على الحوار مع روسيا، مبدياً أمله في التمكن مستقبلاً من «إعادة بناء الثقة».
وقال وزير الخارجية الألماني في مقابلة مع صحيفة «بيلد ام سونتاغ» اليومية «سلوك روسيا في السنوات الأخيرة تسبب من دون شك في فقدان الكثير من الثقة». وتابع «في الوقت نفسه، نحن بحاجة إلى روسيا كشريك من أجل تسوية نزاعات إقليمية، ونزع السلاح وكركيزة مهمة للنظام المتعدد الأطراف».
وأضاف «لهذا السبب نحن منفتحون على الحوار ونأمل في إعادة بناء الثقة شيئاً فشيئاً إذا كانت روسيا مستعدة لذلك».
وتأتي تصريحات ماس بعد انضمام بلاده إلى الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية التي قامت بطرد عدد من الدبلوماسيين الروس على خلفية هجوم بواسطة غاز الأعصاب استهدف سكريبال وابنته.
ودافع ماس عن قرار ألمانيا ترحيل أربعة دبلوماسيين روس، معتبرة أن الرد الأوروبي المشترك خطوة مهمة لإظهار «التضامن مع بريطانيا، كما تشكل مؤشراً للوحدة».
إلى ذلك، حذرت الحكومة الأسترالية مواطنيها المسافرين إلى روسيا من احتمال تعرضهم للمضايقات، إثر تصاعد حدة التوترات بعد طرد الدبلوماسيين المتبادل من قبل الطرفين.
وحدثت استراليا التوجيهات الرسمية المتعلقة بالسفر إلى روسيا، أمس، للتحذير من إمكانية حدوث أعمال انتقامية ضد المواطنين الغربيين، ولحض المسافرين على توخي درجة عالية من الحذر.
وجاء في التوجيهات: «بسبب التوترات السياسية المتصاعدة، يجب أن تكون على دراية بإمكانية حدوث مضايقات معادية للغرب».
يشار إلى أن أستراليا طردت دبلوماسييْن روس، الذين اتهمتهم وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب، بأنهم جواسيس.