دعا ولي العهد نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان واشنطن للابقاء على قواتها في سوريا، مشددا على أن الوجود الأميركي في سوريا ضروري باعتباره آخر المحاولات وآخر جهد يوقف إيران من مواصلة توسيع نفوذها مع الحلفاء الإقليميين، في وقت أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن القوات الأميركية ستنسحب في المستقبل القريب، مع تجميد مساعدات أميركية تبلغ أكثر من 200 مليون دولار مخصصة لإعادة إعمار سوريا.
وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي يزور الولايات المتحدة حالياً، في حديث نشرته مجلة «التايم» الأميركية: «نعتقد أن القوات الأميركية يجب أن تبقى لفترة متوسطة على الأقل إن لم يكن على المدى الطويل». وأضاف: «إن وجود القوات الأميركية داخل سوريا هو آخر جهد يوقف إيران، من مواصلة توسيع نفوذها مع الحلفاء الإقليميين».
وتابع ولي العهد السعودي: «وجود القوات الأميركية داخل سوريا يسمح أيضاً لواشنطن بأن يكون لها رأي في مستقبل سوريا». وقال إن إيران تريد من خلال الميليشيا التي تعمل بالوكالة وحلفائها الإقليميين تأسيس طريق بري من بيروت عبر سوريا والعراق وصولاً إلى طهران، وهو ما يسمى بـ«الهلال الشيعي»، وهو من شأنه أن يمنح إيران موطئ قدم أعظم في منطقة مضطربة من خلال سلسلة من الحلفاء.
وقال الأمير محمد بن سلمان: «إذا أخرجت تلك القوات من شرق سوريا، فستفقد نقطة التفتيش تلك.. وهذا الممر يمكن أن يخلق الكثير من الأشياء في المنطقة». وحول بشار الأسد رأى أنه من غير المرجح أن يكون الأسد خارج السلطة، وأعرب عن أمله في ألا يصبح الأسد «دمية» في يد طهران.
في الأثناء، بعد إعلانه أن بلاده ستنسحب قريباً جداً من البلد الغارق منذ سبع سنوات في حرب مدمرة، أمر الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بتجميد أكثر من 200 مليون دولار مخصصة لإعادة إعمار سوريا، وفق ما أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال».
وقالت الصحيفة إن ترمب أمر وزارة الخارجية بتجميد هذه الأموال بعدما علم من مقال صحافي قرأه أن الولايات المتحدة تعهدت بدفع أموال للمساهمة في إعادة إعمار سوريا.
وكان ترمب قد أعلن في خطاب ألقاه أمام عمال صناعيين في أوهايو، أن القوات الأميركية ستنسحب من سوريا «قريباً جداً»، معبراً عن أسفه لما اعتبره تبديد واشنطن سبعة تريليونات دولار في حروب الشرق الأوسط.
وقال: «سنخرج من سوريا في وقت قريب جداً. فلندع الآخرين يتولون الاهتمام بها الآن». ولم يحدد ترمب مَن يقصد بـ«الآخرين» الذين يمكن أن يتولوا أمر سوريا، لكن لروسيا وإيران قوات كبيرة في سوريا دعماً لنظام بشار الأسد.
وتنشر الولايات المتحدة أكثر من ألفي جندي شرق سوريا، حيث يساندون تحالفاً عربياً كردياً لدحر تنظيم داعش، بدون التورط بشكل مباشر في النزاع.
وتعارضت رغبة الرئيس الأميركي بالانسحاب من النزاع السوري، مع ما كان أعلنه في يناير الماضي وزير الخارجية السابق، ريكس تيلرسون. واعتبر تيلرسون آنذاك أن القوات الأميركية يجب أن تبقى في سوريا من أجل منع تنظيمي داعش والقاعدة من العودة، ولحرمان إيران من فرصة «تعزيز موقعها في سوريا».