اتهم تحقيق تدعمه الأمم المتحدة، الخميس، قوات النظام السوري وفصائل مرتبطة بها باستخدام الاغتصاب والعنف الجنسي ضد المدنيين على شكل “واسع ومنهجي”، في فظائع قال انها ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.
وذكرت لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا في تقرير حديث أن مقاتلي المعارضة ارتكبوا انتهاكات مماثلة ترقى إلى حد جرائم الحرب، لكن بمعدل ” أقل شيوعا إلى حد كبير من الاغتصاب الممارس من القوات الحكومية والمجموعات المرتبطة بها”.
واستندت النتائج، التي رفعت إلى مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، إلى 454 مقابلة مع مصادر تضمنت ناجين وشهود عيان وعاملين طبيين. ولم تمنح دمشق محققي اللجنة الحق في دخول أراضيها.
وروت امرأة من مدينة حمص للجنة أنه في العام 2012 “اقتحمت القوات الحكومية منزلها واغتصبت ابنتها أمامها وأمام زوجها قبل قتل الابنة والأب”.
وأضاف التقرير “ثم اغتصب الأم جنديان”، في مثال جلي على العنف المفرط الذي تمارسه القوات الحكومية.
ونوّهت لجنة التحقيق الدولية المستقلة إلى أن القوات الحكومية اعتقلت “آلاف النساء والفتيات” بين عامي 2011 ونهاية عام 2017، وهي الفترة التي يغطيها التقرير.
وفيما كانت النساء أكثر الضحايا تعرضا للاغتصاب، تم توثيق حوادث عنف جنسي ضد الرجال والأطفال، فتياناً وفتيات.
وتوصلت لجنة التحقيق الدولية إلى أن “الاغتصابات وصور العنف الجنسي الأخرى المرتكبة على يد القوات الحكومية والمجموعات المرتبطة بها أثناء العمليات البرية، ومداهمات المنازل، وفي نقاط التفتيش وأثناء الاعتقال مثلت جزءا من اعتداء واسع ومنهجي موجه ضد السكان المدنيين ويرقى إلى جرائم ضد الإنسانية”.
في المقابل، وجدت اللجنة أن “لا دليل على ممارسات أو سياسة منهجية تتبعها فصائل (المعارضة) المسلحة لاستخدام العنف الجنسي لبث الرعب أو انتزاع معلومات أو فرض الولاء” حتى لو كانت عناصر المعارضة ارتكبت أعمال عنف جنسية بصورة متكررة.
ولا تشمل هذه النتائج مقاتلي تنظيم داعش الذي خصصت اللجنة تقريرا منفصلا عن فظائعه بما فيها العنف الجنسي.
ويأتي هذا التقرير بعد أيام من اتهام مديرة منظمة “النساء الآن للتنمية” غير الحكومية النظام السوري باستخدام العنف الجنسي أداة للانتقام من المعارضة.
وقالت مديرة المنظمة ماريا العبدة لوكالة فرانس برس، الأحد، أن النظام السوري يستخدم العنف الجنسي أداة للانتقام من المعارضة، محذرة من أن سياسة الترويع” هذه ستتعزز إذا ما انتصر الرئيس بشار الأسد.
وصرحت “العنف الجنسي هو جزء من ممارسة ترهيبية: يغتصبون المرأة للانتقام من عائلتها او عشيرتها، أو لإذلال شقيقها أو والدها. إنه اداة انتقام”.