رغم الظروف المناخية الصعبة جراء تراكم الثلوج، عثر المحققون الروس الاثنين على الصندوق الاسود للطائرة المدنية التي تحطمت قرب موسكو ولقي جميع ركابها البالغ عددهم 71 شخصا مصرعهم، ما يشكل خطوة رئيسية على طريق معرفة اسباب الحادث.
وشاهد مراسل وكالة فرانس برس مئات من عناصر الاجهزة الروسية يقومون بمسح دقيق لموقع التحطم بحثا عن اشلاء وحطام، ومرور شاحنات وزلاجات آلية وكاسحات ثلوج وتحليق طائرة مروحية.
وذكرت اللجنة الحكومية للطيران انه تم العثور على الصندوق الاسود الذي يحتوي على بيانات الرحلة مضيفة ان “اخصائيين بدأوا فتحه لدراسة المعلومات وتحليلها”.
واكدت اللجنة “العثور على أكثر من 400 قطعة من الطائرة” ضمن مساحة 27 هكتارا.
وتحطمت الطائرة من طراز “انطونوف 148″، العاملة بمحركين، والتابعة لشركة طيران “ساراتوف” التي ادخلتها الخدمة في 2010، الاحد قرب موسكو بعيد اقلاعها من مطار دوموديدوفو.
واختفت الطائرة عن شاشات الرادار عند الساعة 14,28 بالتوقيت المحلي (11,28 ت غ) اي بعد أربع دقائق من اقلاعها، وتحطمت على بعد نحو 70 كيلومترا الى جنوب شرق موسكو، قرب قرية ستيبانوفسكوي.
واعلنت السلطات الروسية انها تدرس كل الفرضيات المحتملة للتحطم، منها الظروف المناخية، والعامل البشري، والمشاكل التقنية، بدون الاشارة الى فرضية العمل الارهابي.
وقال وزير النقل مكسيم سوكولوف خلال اجتماع ان نحو ألف شخص ومئتي سيارة يشاركون في عمليات البحث، وان “العملية ستستمر لنحو اسبوع”.
وليلا قال وزير الحالات الطارئة الروسي فلاديمير بوتشكوف ان عمليات البحث ستستمر لنحو اسبوع “نظرا الى تناثر الحطام على مساحة شاسعة، وتساقط الثلوج”.
وتتضمن قائمة الضحايا التي نشرتها السلطات سويسريا واذربيجانيا وكازخستانيا، وثلاثة اطفال أصغرهم في عامه الخامس.
والسويسري الذي قضى في التحطم كان مهندسا في شركة “بوركهارد كومبريشن”، وكان متوجها الى اورسك في اورنبورغ، للمشاركة في افتتاح وحدة جديدة في مصفاة محلية بحسب ما اعلنت الشركة.
واعلنت وزارة الخارجية الروسية انها على اتصال مع اقربائه.
واعلنت السلطات الروسية فتح تحقيق رسمي لتحديد ما اذ كان هناك اي انتهاك لقواعد السلامة.
واستجوبت لجنة التحقيق موظفين في شركة طيران ساراتوف، وموظفي المطار الذين عاينوا الطائرة قبل الاقلاع والمراقبين الجويين. ولم يتم التبليغ عن اي مشكلة في الطائرة قبل الاقلاع، بحسب اللجنة.
واعلنت شركة ساراتوف في بيان ان الطائرة ادخلت الخدمة في 2010، وأنها خضعت لصيانة شاملة في يناير، لم تبين وجود اي عيب او مشكلة تقنية.
واعلنت الشركة تعليقا “مؤقتا” لاستخدام هذا الطراز الحديث نسبيا للصانع “انطونوف”.
وقامت الطائرة “انطونوف 148” باولي رحلاتها عام 2004 وتستطيع ان تقل حتى 85 راكبا مسافة 3500 كلم.
وتعرض هذا الطراز منذ دخوله الخدمة الى خمس حوادث على الاقل مرتبطة بمنظومة الهبوط، والنظام الالكتروني، وانظمة التوجيه.
وتعتمد شركة ساراتوف بشكل اساسي على الطائرات الروسية من طرازي “انطونوف” و “ياكوفليف” ولم تتعرض طائراتها لأي حادث ادى الى سقوط ضحايا منذ انهيار الاتحاد السوفييتي في 1991. وهي تسير رحلات الى المدن الروسية وعواصم دول القوقاز.
وعدل الرئيس الروسي فلاديمر بوتين عن التوجه الى سوتشي في خطوة كانت مقررة الاثنين، وفضل البقاء في الكرملين والاطلاع “بشكل دائم” على تقدم التحقيقات، بحسب المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف.
وفي ديسمبر 2016 تحطمت طائرة عسكرية من طراز توبوليف-154 كانت تقل جوقة الجيش الاحمر الشهيرة بعد اقلاعها من منتجع سوتشي على البحر الأسود، ما ادى الى مقتل 92 راكبا كانوا على متنها، بينهم 60 من اعضاء الجوقة.
وكان من المقرر ان تقدم الجوقة حفلا ترفيهيا للقوات الروسية العاملة في سوريا. وكان خطأ ارتكبه الطيار هو السبب في الحادث المأسوي.